أقسى ما يواجه الإنسان فى هذه الحياة الصعبة المرض.. وكلمة مرض فى حد ذاتها تجعل الجسد يقشعر عند النطق بها فما بالنا عندما يكون هذا المرض.. مرضا مزمنا دائما.. يعانى منه المريض..بل تعانى منه الأسرة كلها، خاصة عندما يكون هذا المريض هو رب الأسرة والمحور الرئيسى لها.. وهذه أسرة من آلاف الأسر التى عانت بشدة من مرض ابنة من بناتها ثم إصابة الأب بالمرض ذاته.. وبدأت مأساة هذه الأسرة منذ أكثر من عشر سنوات. الأب يعمل عاملا أرزقيا على باب الله يكسب قوته يوما بيوم دائما ما كان يحلم لابنته الكبرى بأحلام بلا حدود وكان يكافح من أجل أبنائه الخمسة فاحتياجاتهم تفوق طاقته.. ومع ذلك فالحمد والشكر لله على أى شىء وكل شىء.. والحياة تسير بالأسرة كالسفينة فى بحر هادئ لا يعكر صفوها إلا بعض المتاعب التى تواجه الأسرة.. ولكن فجأة تحول البحر الهادئ إلى بحر متلاطم الأمواج.. عواصفه تكاد تقلب هذه السفينة كانت عاصفة قوية هزتها بشدة وعنف عندما لاحظت الأم أن ابنتها البكرية أصابها الوهن والخمول والإرهاق وفقدت حيويتها ونشاطها وأصبحت غير قادرة على القيام فى الصباح لتلحق بمدرستها ودروسها، فقد كانت فى ذلك الوقت قد وصلت إلى عامها الثانى بالمدرسة الثانوية التجارية واستيقظت فى يوم على آناتها وضعت يدها تتحسس جسدها وجدته ملتهبا بفعل ارتفاع درجة حرارته.. اعتقدت الأم أن مشروبا ساخنا ومسكنا سوف يأتى بالنتيجة المرجوة ولكنه كان حلما.. فدرجة الحرارة ثابتة بل زادت الحالة سوءا عندما أصيبت بنوبات قىء واضطرت الأم إلى اصطحابها للطبيب ولكن حالتها تدهورت سريعا ولاحظت الأم وجود ورم صغير فى الرقبة وهنا أخبرتها الابنة بأن هناك آخر تحت الإبط وعادت بها إلى الطبيب الذى طلب سرعة إجراء تحاليل وأشعة حيث تأكد الطبيب أنها مصابة بورم سرطانى بالغدد الليمفاوية وتم تحويلها إلى المعهد القومى للأورام وبدأت رحلة علاج لأكثر من أربع سنوات ولكن نفذت مشيئة الله وانتقلت الابنة إلى جوار ربها بعد أن جاءت رحلة العلاج على الأخضر واليابسة.. بل جاءت أيضا على صحة الأب المسكين الذى أصابه المرض فقد اكتشف الأطباء أنه مصاب بورم سرطانى بالمثانة ودخل دوامة المرض والعلاج وأجريت له جراحة تم استئصال المثانة وقام الأطباء بتحويل مجرى البول وأصبح غير قادر على العمل أو حتى الخروج من بيته وبالتالى أصبح غير قادر على مواجهة غول ارتفاع الأسعار واحتياجات الأولاد وأصبح عاجزا عن توفير أجرة المواصلات من محافظته التى تقع على شاطىء قناة السويس والقاهرة حيث المعهد القومى للأورام حتى الدواء الذى قد يحتاجه لا يجد معه ما يواجه الحياة الصعبة فهل يجد من يقف بجانبه ويساعده؟ من يرغب فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.