محنة أسرة

هى نسمة هواء عليلة فى أيام الصيف شديدة الحرارة شديدة الرطوبة.. هى راحة البال بعد انتظار طويل.. هى حلاوة الشهد بعد مرارة الحنظل.. جاءت الصغيرة الجميلة لتدخل البهجة على قلب أمها وأبيها بل الأهل جميعا.. رقيقة.. جميلة نظرتها تشدك شد تأسرك.. تجعل من يراها يحبها فهى تدخل القلب بدون استئذان .. الأب فلاح أجير يعيش يوما بيوم يسعى دائما على رزقه ورزق أسرته الصغيرة التى لا تتعدى زوجته وطفلين.. يخرج مع نسمات الفجر حاملا فأسه على كتفه باحثا عن لقمة عيشه.. ليعود فى نهاية اليوم بجنيهات قليلة تفرح بها الزوجة التى تساعده بتربية بعض الطيور والخروج بها يوم السوق وهكذا تسير بهم الحياة ولكن جسد الزوج بدأ يضعف وأصبح يشعر بالتعب والوهن.. كثيرا ما كان يخرج للعمل وهو غير قادر ولكن احتياجات الأسرة كانت تفرض عليه أن يخرج فهو يعلم جيدا أن عدم خروجه يضر بالأسرة وأحوالها الاقتصادية ولكن جاء اليوم الذى لم يستطع الخروج بعد أن أصيب بنزيف وحمله الأهل إلى الوحدة الصحية وبعد فحصه طلب الطبيب سرعة عرضه على طبيب متخصص بالجهاز الهضمى وحوله إلى المستشفى العام بمركز المحافظة وبالفعل تم حمله والذهاب به إلى هناك. أجريت له بعض التحاليل والأشعة وظهر أنه مصاب بالبلهارسيا ومشاكل بالجهاز الهضمى ويحتاج أن يظل بالمستشفى أيام كان يبكى كيف ستعيش أسرته وهو مريض ينام على سرير فى المستشفى وأطفاله جوعى وقف بجواره الأهل إلى أن عاد إلى بيته على أن يتلقى العلاج.. وكانت تنتظر الأسرة صدمة من العيار الثقيل الابنة البكرية التى لم تتجاوز السادسة من عمرها مريضة ارتفعت درجة حرارتها.. أزرق لونها.. لا تستطيع أن تلعب وتجرى كما كانت تفعل مع أولاد الجيران.. الأم حاولت أن تعالجها فى البيت ولكن الحالة فى تدهور ذهبت بها إلى طبيب الصحة وصف لها دواء ولكن الطفلة لا تستطيع أن ترفع رأسها عادت بها إلى الطبيب مرة أخرى طلب منها الذهاب إلى المستشفى أجريت لها تحاليل دم وكانت المفاجأة الصادمة أن الابنة تعانى من مرض بالدم وتحتاج إلى الذهاب لمستشفى 57357 وقد شخص الأطباء بمستشفى سرطان الأطفال حالتها بإصابتها بسرطان دم وتحتاج إلى علاج كيماوى واشعاعى وكان ويل الأم ويلين فمرض الزوج من ناحية ومرض الابنة من الناحية الأخرى واضطرت إلى ترك الزوج والابنة الذى لم يتعد الرابعة من عمره وحمل طفلتها والمكوث بها بالأسابيع فى المستشفى لتلقيها العلاج حال الأسرة أصبح لا يسر عدوا ولا حبيب لا يجدوا ثمن العلاج والغذاء أرسل الأب المريض يطلب من يساعده فهل من مجيب.
من يرد يتصل بصفحة مواقف إنسانية.