مقدر ومكتوب.. مهما حاول الإنسان أن يهرب من قدره.. فإنه لن يفلت منه.. يجرى على رزقه منذ وعى على الدينا.. وجد نفسه ابناً من أبناء أسرة فقيرة مصرية لا تجد قوت يومها إلا بشق الأنفس، فهى كبيرة العدد والأب غير قادر على سد أفواههم الجائعة إلا بمساعدة الأبناء ليتحمل كل منهم مسئوليته.. وبالفعل خرج كما خرج إخوته بنين وبنات إلى العمل.. ليس فى يده إلا فأس وعليه أن يكن قوياً عفياً حتى يستطيع أن يوفر لقمته.. خرج وهو مازال طفلاً يبحث عن العمل ويذهب له فى أى مكان وزمان.. عاش سنوات كلها بؤس وألم حتى بلغ العشرين من عمره وكان عليه أن يبحث عن الزوجة التى توافق على أن تعيش معه على الحلوة والمُرة. وفقه الله إلى إحدى بنات أسرته والتى تعلم وضعه المعيشى الحقيقى وافقت أن تشاركه حياته لم تكن تعلم أن الله سوف يختبرها ويختبر زوجها.. كان يخرج صباحًا ليعود مساء محملًا بالهموم الكثيرة والرزق القليل ومع ذلك كان يعود ليخرج فى اليوم التالى مصحوبا بدعوات الزوجة بكثرة الرزق.. ومهما كانت كمية هذا الرزق فقد كانت الأسرة تحمد ربها فبضع لقيمات كانت تسد رفق الزوجة والطفلين.. ولكن القدر كان لهذه الأسرة بالمرصاد.. فقد ظل يتربص بها حتى سقطت بين براثنه.. أنيابه الحادة مزقتها.. نهشت لحمها.. كسرت عظامها.. كان يوما مشهودًا عندما خرج صباحاً يحمل فأسه على كتفه واخبر زوجته أنه ذاهب مع زملائه إلى القرية المجاورة فهناك عمل كثير يحتاج إلى جهد كبير وسألها الدعاء ليعود ومعه ما تحتاج إليه الأسرة.. سبقته دعوات الزوجة إلى باب البيت.. ولكنه عندما عاد فى المساء نعم كان يحمل الرزق فى يده اليسرى والآلام والأوجاع فى اليد اليمنى.. طلب منها أن تساعده فى التغلب على الآلام التى داهمت ذراعه فهو غير قادر على رفعه والإمساك بالفأس.. قامت بدهن الذراع بالزيت الدافىء وتدليكه فى محاولة لتسكين الآلام نام ولكنه استيقظ فى الفجر وهو عاجز عن دفعه وأخبرها أنه لن يستطيع الذهاب إلى العمل وعليه ان يرتاح اليوم حتى يستطيع أن يخرج فى الغد ليواصل العمل.. «ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه».. الآلام لازمته بل تزايدت حاولت الزوجة بشتى الطرق مساعدته ولكن كان عليه فى اليوم الثانى الذهاب إلى طبيب الوحدة الصحية الذى وصف بعض الأدوية المسكنة والتى لم تأت بنتيجة تذكر، وعندما عاد إلى الطبيب مرة أخرى طلب منه الذهاب إلى المستشفى ليعرض على طبيب أخصائى عظام وبالفعل ذهب فى اليوم الثانى وطلب منه اجراء أشعة وتحاليل عندما عاد بها مرة أخرى للأخصائى حوله إلى المعهد القومى للأورام فهناك شك باصابته بورم سرطانى بعظام الذراع اليمنى.. أصابته صدمة شديدة. حمل السعة والتحاليل وجرّ ساقيه حتى وصل إلى المعهد وقام الأطباء بفحصه وتأكد لهم وله ما شخصه الطبيب بالمستشفى المركزى، فهو مصاب بسرطان بالعظام ويحتاج إلى أن يخضع لعلاج اشعاعى وكيماوى، وأن يتردد على معهد الأورام بصفة منتظمة وأصبح غير قادر على العمل فهى رحلة مكوكية ما بين قريته فى إحدى محافظات شمال الدلتا ومعهد الأورام بالقاهرة وأسرته أصبحت لا تجد لقمة العيش يحصل على 110 جنيها معاش ضمان من وزارة التضامن الاجتماعى، ولكن هذا المبلغ لا يكفى لقمة العيش الأم تمد يدها لتواجه ظروف المعيشة القاسية ومرض الأب الذى أكد الأطباء أنه سيطول بل سيؤدى إلى العجز عن العمل وحمل الفأس.. وأصبح حال الطفلين يرثى له، فهل تجد هذه الأسرة من يساعدها ويقف بجوارها فى مواجهة محنه مرض الاب؟ من يرد فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.