سادت حالة من الذعر بمحافظة كفر الشيخ بعد اكتشاف 3 حالات مصابة بالإيدز ما دفع وزارة الصحة إلى رفع حالة الطوارئ وتشكيل لجنة للتحقيق فى الواقعة، بينما حذر خبراء من انتشار مرض نقص المناعة بعد زيادة الإصابة به الأعوام الماضية حيث تم إصابة 880 حالة عام 2014، وفيما تشير الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة أن عدد المتعايشين بفيروس الإيدز نحو 10 آلاف حالة تقريبا، تؤكد مراكز وجمعيات متخصصة فى مكافحة الفيروس أن النسب تخطت 230 ألف حالة . البداية عندما اكتشف مسئولو مديرية الصحة بكفر الشيخ بأن ربة منزل تبلغ من العمر 25 سنة كانت ترددت على وحدة الغسيل الكلوى مصابة بفيروس الإيدز (نقص المناعة H I V) بعد أن أكدت معامل وزارة الصحة إيجابية العينة الخاصة بها وقامت إدارة الوقاية بالمحافظة بسحب عينات من مرضى الغسيل الكلوى وعدد من الممرضات للتأكد من عدم انتقال المرض للمترددين على وحدة الغسيل الكلوى، أما الحالة الثانية فكانت لزوج ربة المنزل وعلى الفور تم إبلاغ وزارة الصحة ، ونقلها لمستشفى حميات المحلة والذى يوجد به مكان مخصص لغسيل الكلى لمرضى الإيدز، فيما كانت الحالة الثالثة لشاب من إحدى قرى مركز كفر الشيخ وكان يعمل فى شرم الشيخ ولم تكتشف الحالة إلا بعد حجزه بمستشفى الحميات والصدر لمعاناته من أعراض البرد والأنفلونزا،ولكن لم تتحسن حالته بعد ارتفاع درجة الحرارة فأجرى له الأطباء تحليل «إيدز». وتسببت هذه الحالات فى ذعر العاملين فى المستشفى والمرضى ، فضلا عن خوف إحدى الممرضات والتى تم وخزها بنفس الحقنة التى تم استخدامها مع المريضة أكثر من مرة من انتقال العدوى، خاصة أنه لم يتم التحقق من إصابتها إلا بعد استخدامها ماكينات الغسيل الكلوى أكثر من 4 مرات خلال 5 أيام كما أن الماكينات استخدمت بعدها فى الغسيل الكلوى لأكثر من 200 حالة. ونفى الدكتور خالد مجاهد المتحدث باسم الوزارة أن تكون ماكينات الغسيل الكلوى السبب فى إصابة المريضة، متسائلا لماذا كل هذه البلبلة بشأن حالة الإيدز بالرغم من وجود المزيد من الحالات فى كثير من المستشفيات. وأشار إلى إرسال الوزارة لجنة من أجل مراقبة ماكينات الغسيل والتأكد من تطبيق معايير الجودة، إلا أنها لم ترسل التقرير، مؤكدا أنه بالفعل تم غسيل الكلى لأكثر من 200 شخص عقب القيام بالغسيل الكلوى للسيدة المصابة وقبل معرفة إصابتها بمرض الإيدز، إلا أن الماكينات يتم تعقيمها بعد كل حالة، وبالتالى انتقال المرض لآخرين أمر غير ممكن، مضيفًا: إذا لم يتم التعقيم سنتحدث عن إصابة ما يزيد على 200 حالة. وقررت لجنة وزارة الصحة «إجراء تحاليل لجميع المتعاملين مع «المريضة» فى قسمى الباطنة والكلى الصناعية ، فضلاً عن التحقيق فى كيفية إصابة الحالة بالعدوى وتم التخلص من أحد أسرة المريضة، وتعقيم جميع الماكينات فى القسم البالغة «40 ماكينة»، وتطهير الأرضيات والحوائط والأسرة وكافة أماكن قسمى الكلى والباطنة,وسيتم عمل تحليل آخر للطواقم الطبية بعد انتهاء فترة حضانة الفيروس التى تتراوح ما بين شهرين و6 أشهر للاطمئنان عليهم. ومن جانبه قال أحمد خميس مدير برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز بمصر إن الحقن الملوثة قد تكون أحد أسباب انتقال العدوى وبالتالى من الوارد إصابة ممرضة فى المستشفى بنفس الحقنة المستخدمة للمصابة، مشيرا إلى أن انتقال المرض عن طريق ماكينات الغسيل الكلوى قد يتوقف على نوع الماكينات المستخدمة وشكل وطريقة الغسيل، مؤكدا أنه لا يمكن الحكم بانتقال المرض رغم التعقيم إلا بعد معاينة الماكينات، وأضاف: نحن على تواصل مع الوزارة لمتابعة الأمر والكشف عن الماكينات المستخدمة للتحقق من الأمر. ويوضح الدكتور وليد كمال عبد العظيم مدير البرنامج الوطنى لمكافحة مرض الإيدز بوزارة الصحة أن هناك مخاوف من تحول الفيروس إلى وباء خاصة بعد زيادة الحالات المكتشفة عام 2014 إذ ظهرت 880 حالة جديدة فى حين أن الحالات المكتشفة عام 2011 كانت 486 حالة فقط مما يعطى إنذرا بأن هناك بداية لانتشار خفى لعدوى الإيدز يجب أن ننتبه لها، لافتا إلى أن 82? من الإصابات بين الرجال و18? من السيدات. ويقول الدكتور إيهاب الخراط استشارى الطب النفسى مدير برنامج الحرية من الإدمان والإيدز إن حالات الإصابة المكتشفة بالإيدز فى مصر تتراوح بين 1 و2? من الحالات الفعلية، مضيفا أن عدد المتعايشين مع الفيروس فى مصر يصل إلى 230 ألف حالة. وأضاف: الحكومة أجرت بحثا ضخما عام (2007/2008) وأعلنت نتائجه عام 2011، أظهر أن متعاطى المخدرات بالحقن فى مصر نحو مليون شخص ,وبتطبيق نتائج البحث الاستقصائى الذى قمنا به مع وزارة الصحة على نتائج بحث الحكومة يكون عدد المتعايشين مع المرض 70 ألف شخص، وإذا اعتبرنا نسبة المثليين فى مصر 1? فقط سيكون الناتج أيضا 70 ألف حالة متعايشة مع الإيدز بحسب ال7? للبحث الاستقصائى، كما يقدر عدد العاملات بالجنس وحاملات للفيروس بأكثر من 100 ألف حالة,وبعيدا عن متعاطى المخدرات والمثليين وأطفال الشوارع والعاملات فى الجنس، يكون ناتج المتعايشين مع الفيروس 30 ألف حالة ، ومن خلال تلك الأرقام يتضح أن عدد المتعايشين بالفيروس فى مصر يقارب ال230 ألف حالة. وعن الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية التى تؤكد أن نحو 10 آلاف شخص فقط متعايشون مع الإيدز فى مصر قال لابد أن تسعى الوزارة إلى معرفة الأرقام الحقيقية حتى تتخذ الخطوات الجادة واللازمة لمواجهة المرض بدلا من أن تعلن أرقاما غير حقيقية . وحذر الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة من تزايد أعداد مرضى الإيدز فى مصر، موضحا أن أطفال الشوارع يتعرضون لإقامة علاقات غير شرعية والبعض منهم يدمن المخدرات ويتعرضون للحقن المشترك، كما أن اللاجئين والمساجين ومحترفى الدعارة والمدمنين والشواذ هم أكثر الفئات إصابة بمرض الإيدز خاصة ان أبرز وسائل انتشار العدوى من خلال الاتصال الجنسى بكافة أنواعه، ومن خلال نقل الدم ومشتقاته ومكوناته، والمشاركة فى الحقن سواء للإدمان أو العلاج، واستخدام الآلات الحادة الملوثة من شخص لآخر، مثل آلات الوشم، وثقب الأذن، والباديكير، وعلاج الأسنان، وأشار إلى أن هناك حوالى 300 ألف لاجئ سورى فى مصر، كما يوجد ما يقرب من 50 إلى 70 ألف فلسطينى يقيمون بمصر. وأوضح أن هناك 4 مراكز للتحليل الاختبارى موجودة فى 4 سجون هى «برج العرب ووادى النطرون وسجن القطة والفيوم»، ولكن توقف العمل بها منذ ثورة 25 يناير وقبل توقف المشروع تم فحص 1407 من السجناء ظهر من بينهم 13 حالة إيجابية للإيدز، مطالبا إعادة المشروع مرة أخرى إلى حيز التنفيذ. أما عن وضع مصر الآن فأكد زيادة نسبة انتشار عدوى الإيدز وهذا يعطى إنذارا بأن هناك بداية انتشار خفى لعدوى الإيدز يجب أن ننتبه له, لافتا إلى أن 60% من بين كل المصابين بالعدوى عمرهم يتراوح ما بين 25إلى40 سنة.