فى حلقة جديدة من المسلسل المستمر منذ أحداث 11 سبتمبر واستخدام الإسلاموفوبيا كورقة رابحة لليمين المتطرف والعنصرية فى أوروبا وأمريكا، جاءت تصريحات المرشح الجمهورى المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب لتتسبب فى تصاعد معاناة المسلمين فى أمريكا وزيادة معدلات الكراهية والاضطهاد ضدهم. وكان ترامب - 69 عاما - قد استغل هجمات باريس، ومن بعدها حادث كاليفورنيا الذى اتهم فيه رضوان فاروق وزوجته تشفين مالك، المسلمان من ذوى الأصول الباكستانية، للمطالبة بمنع المسلمين من دخول أمريكا، ووضع المساجد تحت رقابة مشددة، وإصدار هوية خاصة بالمسلمين، بالإضافة لمنع الهجرة وطرد اللاجئين السوريين. وللأسف تشير الإحصاءات لموافقة 25% من الشعب الأمريكى على مطالب ترامب، واعتبر 46% من أعضاء الحزب الجمهورى المنوط به اختيار مرشح من 9 مرشحين حاليين لخوض السباق الرئاسى، أن تصريحات ترامب ليست عدائية. ولم تكن تصريحات ترامب الوحيدة من نوعها، بل صرح زميله المرشح الجمهورى بن كارسون بأن الإسلام لا يتوافق مع الدستور الأمريكى ولذلك لا يمكن أن يتولى مسلم رئاسة الولاياتالمتحدة. ويظهر حال اللاجئين السوريين بأمريكا خطورة الوضع، ما بين انتظار قرار الكونجرس من مشروع قانون يشدد إجراءات التحقق من اللاجئين، وما بين معاناتهم الفعلية للحصول على إثبات حق اللجوء بأوراق رسمية، الأمر الذى يتعطل لشهور، بل إن بعضهم مازال ينتظر منذ عامين للحصول على الإقرار الذى يشترط توافره للحصول على وظيفة وسكن وضمان العيش الكريم. كما يعبر بعض حكام الولايات عن رفض تواجد اللاجئين كعمدة تكساس الذى أعلن عدم قبول أى لاجئين سوريين لديه وعمدة أوهايو الذى يرى أن السماح بدخول لاجئين يعرض شعبه للخطر. هذا بخلاف التشدد الأمنى المفرط منذ أحداث باريس ومن بعدها حادث كاليفورنيا، بينما تعرضت عدة مساجد فى كاليفورنيا لجرائم كراهية، حيث تم حرق أحدها،فى حين ألقى رأس خنزير بباب مسجد آخر. ومن بين الأفعال العدائية التى وقعت الأيام الماضية وتزيد من مخاوف المسلمين بأمريكا، قام أمريكى بدفع محجبة أمام المترو ولكنها نجت من السقوط والارتطام به، بينما ضرب صاحب متجر ضربا مبرحا من شخص بالشارع فقط لأنه مسلم.