« تشهد مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى تقدمًا عظيمًا إذا إنه يسعى لتدشين المشروعات التى تنمى اقتصاد البلاد» بهذه الكلمات البسيطة علقت صحيفة «ديلى ستار» الأمريكية على خبر إنشاء أول محطة نووية فى «الضبعة» لتوليد الكهرباء بقدرة 4800 ميجا وات، وما سوف ينتج عنها من نمو اقتصادى بشكل كبير لقد أصابت الصحيفة الأمريكية بكلماتها كبد الحقيقة فضيق الموارد الذى تعانى منه الخزانة المصرية وراء كل ما يعانيه المصريون من مشكلات فى مختلف المجالات.. والعمل على زيادة هذه الموارد سوف ينهى هذه المعاناة فلا فرص عمل جديدة بلا استثمار ولا استثمار بلا بنية تحتية ولا بنية تحتية بلا كهرباء. إن رؤية الرئيس المستقبلية التى ترتكز على ازدواج قناة السويس واستزراع أربعة ملايين فدان وإنجاز أربعة آلاف كيلو متر من الطرق وافتتاح الألف مصنع مع توليد كهرباء نووية بقدرة تعادل أربعة أضعاف الطاقة المولدة من السد العالى تصب جميعها فى جانب زيادة الموارد والنهوض بمصر ومواجهة كل مشكلاتها التى صارت مزمنة وتستعصى على الحل. إن توقيع عقد إنشاء «الضبعة النووية» بين مصر وروسيا كان لطمة قوية على وجه كل شامت ومتربص أعلن قبحه بعد حادث سقوط الطائرة الروسية وأكد عمق علاقات الصداقة بين الشعبين وقدرتها على تجاوز أى أزمة. فكما كان بناء السد العالى شاهدًا على هذه الصداقة وعلى تربص قوى الاستعمار بمصر لتضع مقدراتها بين الإجهاد والإجهاض إجهاد اقتصادها وإجهاض أحلامها فكما كان بناء السد العالى جاء بناء الضبعة النووية شاهدًا على الصداقة الروسية والعداء الغربى الذى وقف دومًا أمام إتمام حلم ثورة 23 يوليو بدخول مصر عصر الطاقة النووية والذى بدأ التفكير فيه لأول مرة فى عام 1955 فأعقبه عدوان 1956 وفى أوائل الستينيات فأعقبه عدوان 1967 وفى أواخر السبعينيات فأعقبه اغتيال السادات وفى أواخر عهد مبارك فتم الإجهاز عليه وتدمير الموقع فى الضبعة بالقذائف يوم جمعة غضبهم فى 28 يناير 2011، ثم اقتحام المنشآت وتدمير أجهزة معينة يومى 30 و31 يناير 2011. إن مصر الجديدة.. قوية.. وقادرة على التحدى.. وتحويل أحلامها إلى حقيقة.. حتى لو أزعجت الكارهين!!