مر 39 عاما على تأسيس مجلة أكتوبر .. التى ولدت من رحم الانتصار وعاشت عصرًا ذهبيًا يتحدث عنه الجميع حتى اليوم، فكان الرئيس السادات يُراجع بنفسه مع الأستاذ أنيس منصور صفحاتها، وكان لعبقرية الأستاذ، ورؤية الرئيس دورًا مهمًا فى عصرها الذهبى، ولم أكن ضمن تلك الكوكبة التى صنعت هذا المجد، ولكن أسعدنى أنى التحقت بالمجلة، ضمن مجموعات الشباب التى التحقت بها، كدماء جديدة ضخت فى شرايين هذا الصرح الذى ولد عملاقًا، وتعلمت من بعض الأساتذه الذين عاشوا تجربة عصرها الذهبى إما بشكل مباشرٍ أو غير مباشر .. فمنهم من التقيته فى التسعينيات من القرن الماضى ومنهم من ألتقيته أوائل الألفية الثانية ومنهم من قرأت له فى ثمانينيات القرن الماضى واسأل الله أن يمتعهم بالصحة والعافية. فقد كان حلمى الأول أن ألتقى بالأستاذ، وشاء القدر أن التقيه مرة واحدة فى حياتى كنت فيها بصحبة الأستاذ الدكتور محمد فريد الديب رئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1993 خلال زيارته لمكتب الأستاذ الكبير مصطفى أمين بدار أخبار اليوم، فى ذلك الوقت كنت طالبا بالسنة التمهيدية للماجستير، وحضر اللقاء العالم الدكتور جمال حمدان، وكانوا يتحدثون عن كتابه الجديد الذى يستعد لإصداره بعنوان «اليهود والصهيونية»، فى ذلك الوقت كان الدكتور جمال حمدان لايزال يجمع وثائق ومعلومات كتابه، الذى شاء القدر ألا يصدر وتسرق من منزلهِ معظم وثائقه عقب أغتياله، فى هذا اللقاء رأيت كيف يتحدث العمالقة، وكيف يكون الحوار والنقاش فيما بينهم، وكيف ينصتون عندما يتحدث العلماء، هذا اللقاء ستظل تفاصيله الدقيقة محفورة فى ذاكرتى ما حييت، وكان هذا هو اللقاء الوحيد لىِّ بالأستاذ، الذى كنت أحبه وأتعلم منه دون لقائه . ثم التقيت الأستاذ ممدوح مهران أحد أبناء مجلة أكتوبر الذى عاش بداية إنطلاقها، فعملت معه فى صحيفتهِ الخاصة، وتعلمت منه، فقد كان كثير الحديث عن الروح التى يجب أن تجمع العاملين فى أى مؤسسة صحفية، لكى يكتب لها النجاح، وكيف نقل الأستاذ هذه الروح من مؤسسة أخبار اليوم إلى مجلته الوليدة، بعدها تنقلت بين إصدارات صحفية عدة ما بين مصرية وعربية، ليشاء القدر، أن ألتحق بمؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر، لأعيش وسط تلك الكوكبة التى استطاعت أن تبنى مع الأستاذ مجد هذا الصرح الصحفى العملاق، وأحلم معهم أن تعود أمجاد مجلتنا من جديد لتتصدر المجلات المصرية والعربية، وهذا ليس مستحيلا، لأنها تمتلك كوادر صحفية ومهنية ملء السمع والبصر فى الصحافة المصرية والعربية، وبعد أن تحقق حلمى الأول بلقاء الأستاذ دون إرادة أوتخطيط منى أتمنى أن يتحقق حلمى الثانى قريبا بإذن الله.