وسط تزايد موجة الإضرابات الفلسطينية بالضفة والخليل، بدأت أخيراً موجة من المساعى الدوليه لتهدئة التصعيد بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى بالأراضى الفلسطينية المحتلة،والتى بدأت بزيارة مفاجأة لبان كى مون أمين عام الأممالمتحدة إلى هناك ولكن إسرائيل تضرب بها عرض الحائط ويرد عليها رئيس وزراء الحكومة المتطرفه الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوصف محمود عباس بالإرهابى المتطرف الذى انضم إلى جماعة داعش، وكذلك بمزيد من الاعتقالات القمعية وقتل المزيد من الشباب الفلسطينى وما يزال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يعلن حرصه على الاعتماد على الجهود الدولية لإنجاح عملية السلام ودعت حكومته مجلس الأمن لوضع حد لجرائم الاحتلال واصفاً حالة شعبه، بالوصول إلى أقصى درجات اليأس والإحباط . وفى حين أن الهبة الشعبية الفلسطينية، كما يطلق عليها الآن فى الإعلام الفلسطينى مازالت بدون تأييد ومساعدة من قبل الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، يوجد هناك العديد من الحركات المناهضة للاحتلال الإسرائيلى التى تجتاح العالم، وتخرج المظاهرات متضامنة مع الشعب الفلسطينى فى البرازيل والمكسيك،مع إستمرار الصمت الدولى والمجتمع الإسلامى أمام جرائم الإحتلال الصهيونى بالأراضى الفلسطينية والمسجد الأقصى إلا أن مجلس الوزراء السعودى أدان مؤخراً الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطينى وطالب بإقامة محاكمة دولية لإسرائيل. كما جاء تحت اسم «الانتفاضة والنصر» منذ بدايات الهبة الشعبية فى الأراضى المحتلة موجة من الهجمات والمظاهرات المناهضة لإسرائيل حرصت الحكومة السويدية على نشرها، تحت شعارات دعت فيها إلى تشجيع عمليات الطعن وإلقاء الحجارة على جنود الاحتلال، جاءت تلك الموجة على الرغم من إدانة الاحتلال لها ووصفها بالمعادة للسامية كغيرها من الهجمات المناهضة للاحتلال، كما أصدرت الحكومة السويدية أمراً بإدخال أحد الأفلام المناهضة للإحتلال فى المناهج الدراسية بالمدارس السويدية، وكذلك أوقفت السويد أى رحلات جوية إلى إسرائيل من أجل ألا يعود ذلك بربح مادى على إسرائيل وبسبب عدم الاستقرار السياسى هناك، على الرغم من هذا مازالت إسرائيل لديها باصرار كبير على مواصلة إجراءاتها الفعلية لتقسيم القدس وتهويدها بإقامة جدار جديد لها فاصل بجبل المكبر الذى تنوى إسرائيل إطالته إلى أكثرمن 300 متر طول شارع أبوربيع الملاصق لحى مستوطنة آرمون هانتسيف، ولكنه حاجز تزعم الشرطة الإسرائيلية أنه متحرك، كما جاء بصحيفة معاريف الإسرائيلية ليكون موجودًا بشكل مؤقت لمنع المظاهرات وعمليات العنف من قبل المستوطنين اليهود والمقاومة الفلسطينية، ولكنه فى حقيقة الأمر غرضه الفصل بين قريتين إحداها فلسطينية والأخرى مستوطنة يهودية لتقسيم القدس بهما. كما شدد زعيم المعارضة الإسرائيلى إسحاق هيرتسوج على ضرورة قيام مشروع الإنقسام والفصل فى القدس ووضعها فى مستقبل الثنائية القومية من أجل فك الارتباط بالفلسطينيين وإلا سيحدث بالتأكيد حرب أهلية بين اليهود بقيام صراع يهودى داخلى على دولة القدس لكن هناك عددًا كبيرًا من الإسرائيلين كما جاء فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عارضوا وجود الجدار لتقسيم القدس، لأن به ستتخلى إسرائيل عن أهم جزء من القدس وهو شرقى القدس الذى يمثلها موقع اقتصادى ممتاز، كما أن إسرائيل بذلك تتنازل عن سيادتها فى الأحياء العربية فى القدس. وصرح د. أيمن الرقب قيادى بحركة فتح الفلسطينية ل «أكتوبر» أن أكثر ما يميز ثورة الكرامة الفلسطينية الحالية، كما أطلق عليها، جاءت فى مرحلة الخريف العربى والإحباط الفلسطينى وعلينا ألا نحملها أكثر من طاقتها فهى ثورة تحريكية ولا تسطيع ان تكون تحريرية ... على القيادة أن تتمسك بها وتدعمها لتستمر وتحسن عبرها شروطها للضغط على المجتمع الدولى ودولة الاحتلال من أجل تمكين الفلسطينين من بناء دولتهم وعاصمتها القدس وتوفير قوات حماية دولية لترسيم حدود الدولة، وعلى الثوار ألا ينجروا للمخطط الصهيونى بالمواجهة العسكرية وعسكرة الثورة الذى يعنى القضاء عليها وكسر إرادتها. وأضاف الرقب تأتى زيارة بان كى مون بعد أن رفضت إسرائيل استقبال وفد من اللجنة الرباعية الدولية الأسبوع الماضى، وبالتأكيد زيارة بان كى مون تأتى لتهدئة الأجواء وفتح أفق للسلام من جديد ولكن للأسف جميعهم يساوى بين الضحية والجلاد ، ثورة الكرامة الفلسطينية المشتعلة فى الأراضى الفلسطينية لها مطلب واحد هو إنهاء الاحتلال من كافة أراضى الدولة الفلسطينية بما فيها القدس وعلى العالم ألا يسعى لإحباط هذا الحراك الفلسطينى، لأنه أهم حراك فى هذه المرحلة.