بعد أن أشعلت مخططات الاحتلال الإسرائيلى بالتقسيم الزمانى للمسجد الأقصى مشاعر الفلسطينيين، تراجعت التصعيدات الفلسطينية والإسرائيلية فى قلب القدس والضفة الغربية فى آن واحد، تدريجياً الأسبوع الماضى، وانهالت الاتهامات المتوالية بفشل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من قبل الشارع الفلسطينى وحماس بوجه خاص بعد تأكيده على تمسكه بالسياسة السلمية للحصول على حقوق الشعب الفلسطينى. ومن ناحية أخرى اتهم الخبراء الأمنيون داخل إسرائيل رئيس وزرائهم بالإرهاب والفشل، ولكن مازالت الدماء الفلسطينية تسيل أمام قطرات من دماء المستوطنين اليهود، والانقسام أصبح واضحاً داخل كلاً الجانبين، الفلسطينى والإسرائيلى، ومازالت إسرائيل هى الرابحة مع الصمت الدولى، وتركيز أبو مازن على اللجوء إلى الأممالمتحدة على أمل وتحميل إسرائيل مسئولية جرائمها تجاه الشعب الفلسطينى. وفى المقابل تبدى إسرائيل ذعرها من عمليات الطعن الفلسطينية الاستشهادية التى أظهرتها حركة مقاومة جديدة غير منسوبة لأى من الفصائل الفلسطينية، والتى تظهر هذه المرة من داخل الشارع الفلسطينى بالضفة الغربية لمواجهة اعتداءات المستوطنين اليهود على المقدسات الإسلامية بالمسجد الأقصى وبناء المزيد من المستوطنات اليهودية بالضفة، بعد أن طفح الكيل منها. من جانبه، نادى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بتوقيف خطوات التصعيد لأنها من شأنها أن تخدم مصالح الحكومة الإسرائيلية، حيث وجه فى اجتماعه الطارئ الأسبوع الماضى أمام رءؤساء الآليات داخل السلطة، بالتأهب لمنع التصعيد للحفاظ على الأمن الفلسطينى وللمساعدة على النظام العام، واتخاذ الخطوات اللازمة إذا لزم الأمر ضد شباب المقاومة الفلسطينية بشوارع القدس والضفة الغربية خاصةً بعد إصابة 170 فلسطينيا ووفاة شابا فلسطينى يبلغ من العمر 13 عاماً على يد قوات الأمن فى مخيم عايدة للاجئين شمال مدينة بيت لحم. ورغم أن العالم كله يشهد أن إسرائيل تتمادى فى جرائمها ضد المقدسات الإسلامية والأراضى الفلسطينية وشعبها ، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى أعلن زاعماً كما جاء فى صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إسرائيل ليست متعصبة وتحترم حرية الأديان والمقدسات غير اليهودية. جاء هذا فى الوقت الذى خرج فيه عدد كبير من الإسرائيليين فى مظاهرات ضد الحكومة الإسرائيلية وجرائمها التى ترهب أيضاً الشارع الإسرائيلى، ووصفت هآرتس نتنياهو بسيد الإرهاب الذى كان يحلم قضاء عطلته فى نيويورك هو وعائلته، ويلجأ إلى مزيد من التصعيد وأعمال العنف والاشتباكات التى أدت إلى مقتل الكثير من اليهود بتوصيات منه إلى جيش الاحتلال، وأنه رئيس وزراء فاشل وأن حكومته الوطنيه فشلت فشلاً ذريعاً لأنه لا يهمها إلا المزيد من الاستقرار السياسى والأمن بالمزيد من العنف كى يثبت أمام خصومه أنه رجل قادر على الاحتفاظ بمكانه وأنه رجل أفعال لا أقوال. كما اختلفت ردود الفعل الفلسطينية سواء من جانب فتح وحماس ولكن اجتمعت الدعوات إلى تأسيس مقاومة فلسطينية جديدة ذات استراتيجيه وطنية موحدة. يرى إسماعيل رضوان أحد أكبر قائدى حركة حماس أن ما يحدث فى الضفة الغربية هو حرب لا هوادة فيها وأن الممارسات التى يقودها العدو الصهيونى ضد نساء وأطفال وشباب الفلسطينيين يجب أن تواجه بنسيان كل الخلافات بين الفصائل الفلسطينية وإنشاء استراتيجية وطنية تقوم على الفعل وليس رد الفعل وتقام بكل أشكال المقاومة بيد الشعب الفلسطينى وأن عملية الطعن الأخيرة التى قام بها الشهيد مهند الحلبى ضد الاحتلال هى بداية لهذا النوع من المقاومة، خاصة مع استمرار أمريكا بدعم تواصل اعتداءات الاحتلال الصهيونى، فى نفس الوقت الذى يعانى فيه الوضع العربى من العجز التام والمتأخر عن الدفاع عن الأقصى فسرعة تحقيق المصالحة مطلوب بين فتح وحماس واحتضان العمليات الفردية. أضاف توفيق الطيراوى القيادى بحركة فتح أن هناك مؤامرة على الوطن العربى لتقسيمه من أجل إنهاء القضية الفلسطينية من الوجود وإبعادها عن اهتمامات الشارع العربى لهذا أصبح الشعب الفلسطينى وحيداً ويحارب بمفرده الاحتلال ونحن بحاجه لنسيان خلافاتنا فقط لمقاومة الاحتلال وهى الاستراتيجية الوطنية الموحدة والسعى إلى استعادة الدور العربى. وأكد أيمن الرقب القيادى بحركة فتح بأن من قام بتصعيد المشهد فى فلسطين هى إسرائيل التى أطلقت العنان لمستوطنيها لتدنيس المسجد الأقصى وأصدرت قرارين ضد المدينة المقدسة أولهما التقسيم الزمانى لباحات المسجد الأقصى والثانى السماح لجنود الدولة الصهيونية باستخدام الرصاص الحى ضد المتظاهرين الفلسطينيين مما استفز مشاعر الشعب الفلسطينى وأعلنها أنه لن يصمت على هذه الإهانات الإسرائيلية التى تعبر أنها تنفرد بالشعب الفلسطينى نتيجة انشغال العالم العربى بقضاياه الداخلية.