تعيش المنطقة العربية ودول الخليج بشكل خاص حالة من الترقب والتوتر خاصة بعد توقيع إيران للاتفاق النووى مع الخمسة الكبار، حيث ترى دول الخليج أن هذا الاتفاق سيمنح إيران القوة للتدخل فى شئون الدول العربية خاصة سورياوالعراق واليمن كما سيعطى الضوء الأخضر لتطويق دول الخليج خاصة بعد التوتر الذى يشوب تلك المنطقة خاصة البحرين ومن هذا المنطلق تحاول الولاياتالمتحدةوروسيا طمأنة الخليج بأن الاتفاق النووى الإيرانى يهدف إلى حفظ الأمن ونشر السلام فى المنطقة وخلال الأسبوع الماضى شهدت دول مجلس التعاون الخليجى عددًا من المباحثات مع الولاياتالمتحدةوروسيا بهدف مناقشة عددمن القضايا الاقليمية». وقال عادل الجبير وزير خارجية السعودية إنه ناقش مع نظيره الأمريكى جون كيرى التصدى لسياسة إيران العدوانية فى المنطقة ورفض دول مجلس التعاون الخليجى أى اتفاق يسمح لإيران بالحصول على السلاح النووى ومع آلية تفتيش صارمة عليها وأن تكون هناك عودة قوية للعقوبات ضد إيران فى حال انتهاك بنود الاتفاق الذى وقعته مع مجموعة 5 + 1 وإرهاب داعش وحزب الله والحوثيين وأن الاجتماع مع كيرى جاء مثمرا وبناء. من جهته قال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها فى الخليج يستعدون للتصدى للأعمال التى تزعزع الاستقرار فى الخليج. وأضاف أنه اتفق ونظراؤه فى مجلس التعاون الخليجى على أنه بمجرد تطبيق الاتفاق بالكامل فإنه سيسهم فى أمن المنطقة، مشيرًا إلى أنه تم بحث الدفاع الصاروخى ونقل السلاح، وهناك المزيد من التعاون الأمريكى مع دول الخليج يشمل تبادل معلومات المخابرات وتدريب القوات الخاصة. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون عقدوا اجتماعا تنسيقيا تمهيدا لاجتماعهم المشترك مع وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيرى، وقد تلا ذلك عقد اجتماع ثلاثى بالدوحة بين كل من عادل جبير وزير الخارجية السعودى وسيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى وجون كيرى وزير الخارجية الأمريكى وصرحت الخارجية الروسية إن الاجتماع خصص لبحث الملفات المتعلقة بالمنطقة وفى مقدمتها سوريا والتحرك من أجل السلام والاستقرار فى المنطقة والتحالف ضد تنظيم «داعش» الإرهابى. وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إنه أجرى لقاء ثلاثيا جمعه مع نظيريه السعودى عادل الجبير والأمريكى جون كيرى لبحث الأزمة السورية. وأوضح لافروف أن الاجتماع تطرق إلى الأزمة السورية بما يساهم فى الجهود التى يقوم بها ستيفان دى مستورا مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا وأضاف لافروف أن بلاده تعارض أى ضربات أمريكية فى سوريا لأن واشنطن لم تطلب موافقة الحكومة السورية وهو أمر يتنافى مع الشرعية الدولية. وأشار إلى أن الضربات الجوية على المسلحين فى سوريا غير كافية ولا بد من قوات برية من قبل الجيش السورى للضلوع فى هذا الأمر، لافتًا إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين طرح مبادرة لإنشاء جبهة ضد الإرهاب تجمع جهود جميع الأطراف القادرة على ضرب الإرهاب. وأشار إلى أن الخطر الرئيسى فى سوريا هو تنظيم «داعش» ولذلك فإن روسيا تقدم مساعدات فنية وتقنية لمحاربة ذلك على غرار ما يحدث فى العراق. وأكدت مصادر أن المشاورات التى جرت خلال الأسابيع الماضية بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونظيره التركى رجب طيب أردوغان تركزت حول ضرورة القبول ببقاء الأسد على رأس نظامه خلال المرحلة الانتقالية، باعتبار أن سقوط الأسد سيفتح الباب أمام سيطرة الجماعات المتشددة. ولم يستبعد المبعوث الخاص للرئيس الروسى لشئون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بغدانوف أن تكون الجولة القادمة من مشاورات موسكو بشأن التسوية السورية قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة أى قبل نهاية سبتمبر. واعتبر العديد من الخبراء والمختصين الروس فى شئون الشرق الأوسط، أن محادثات كيرى - لافروف – الجبير ستكون مفصلية، ويمكن أن تؤدى لإطلاق تسوية سلمية للأزمة السورية تضمن بقاء الأسد فى السلطة خلال الفترة القادمة بهدف مواجهة مخاطر داعش التى باتت تهدد أمن روسيا القومى. ولم تخف دول الخليج خاصة السعودية، قلقها الشديد بخصوص الاتفاق حول النووى الإيرانى، تسعى إلى الحصول على ضمانات حول احترام طهران الالتزامات التى قطعتها على مستوى سياستها النووية واعتبرت هذه الدول أن الاتفاق سيعزز نفوذ إيران الشيعية التى يتهمونها بالهيمنة على العراقوسوريا ولبنان والبحرين. ويشمل الاتفاق رفعا تدريجيا ومشروطا للعقوبات الدولية المفروضة منذ 2006 على إيران مقابل ضمانات بإحجام طهران عن السعى إلى امتلاك سلاح نووى.