وسط كم المشاريع والقوانين الصهيونية التى يصدرها الاحتلال الإسرائيلى من حين لآخر للتضييق على الفلسطينيين وتشتيتهم وتهجيرهم، ظهر مؤخرًا داخل صحور الحصار بقطاع غزة مشروع فلسطينى جديد حاز على إعجاب العالم هو «مشروع دولة فلسطين الإلكترونية» حيث حصل على المرتبة الثالثة على مستوى جامعات العالم فى مسابقة دولية نظمها بيت اتحاد تكنولوجيا المعلومات، فهدف المشروع هو إعادة التواصل بين كافة شرائح المجتمع الفلسطينى وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس الذى سببه الاحتلال ليكون هذا بذرة لبناء دولة فلسطين الحقيقة بعد أن يكون قد تمكن موقع المشروع الذى يدعى «بابك» من إزالة جميع العوائق التى تعرقل مسيرة حلم دولة فلسطين. يدير المشروع مدرب الإلكترونيات فى جامعة القدس المفتوحة إبراهيم مطر الذى كان لطالما طموحاته تسبق أحلامه على أرض الواقع، على الرغم الواقع المؤلم الذى كان يعيشه فى قلب الحصار بقطاع غزة، فكان المشروع فى بداية الأمر موقعا للتواصل بينه وبين طلابه بطريقه أفضل يستطيع بها إفادتهم أكثر، وبعد ذلك تحول المشروع إلى حلم للتواصل بين الشعب الفلسطينى المنقسم داخل الجدار الفاصل وخارجه مع بعضه البعض، وبين المسئول والمهنى والمواطن بالحكومة الفلسطينية الذى وجد أنه يمكن أن يكون هناك بدائل إلكترونية لهم سواء كان وزيرًا أو محاميًا أو طبيبًا أو حتى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن. إبراهيم مطر ذكر فى تصريحات خاصة ل «أكتوبر» أنه سيدهش كل من يسمع عن مشروعه إذا علم أن الجائزة التى حاز عليها المشروع بحصوله على المستوى الثالث، ليستطيع تمويل المشروع كان المفترض استلامها منذ عام 2013 إلا أن ظروف الحصار وإغلاق المعابر منعته من استلامها حتى استطاع استلامها فقط الشهر الماضى وهو يبحث الآن عمن يستطيع تمويل المشروع لإنشاء ضوابط إلكترونية للبنية التحتية لدولة فلسطين الإلكترونية، وأضاف مطر أن المشروع يواجه الآن معوقات كثيرة بسبب استمرار الانقسام وحصار الاحتلال وجميع المشاكل الأخرى التى تواجه المجتمع الفلسطينى جراء الاحتلال مما تسبب فى خلل شديد فى آليات تنفيذ المشروع، لهذا المشروع يدير بغير رسمى موقع الدولة الفلسطينية الإلكترونية، كما أنه مشروع بدون فريق عمل جيد وبدون تحديد جغرافى للمواقع الموجودة فى فلسطين، المنحصرة حتى الآن فى قطاع غزة والضفة الغربية، كما أنه يواجه صعوبة حتى الآن فى التواصل مع السلطة الفلسطينية لتنظيم مقابلة يحدد بها مصير مشروعه وتحويله إلى مشروع رسمى على الرغم من أنه اختير من ضمن 375 مشروعًا ليصبح من المشاريع الريادية بالفعل التى تخدم المجتمع الفلسطينى فى قطاع غزة. كما أضاف مطر أن المشروع تم تمويله حتى الآن فقط من صندوق الإنعاش الاقتصادى الفلسطينى، وكان هناك نية للذهاب إلى شركة أويسس 500 بالأردن للحصول على تمويل آخر منها ولكن لم أتمكن من مغادرة البلاد لظروف العدوان ولم يتم التعامل سوى مع الحاضنة الفلسطينية بيكتى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذين أمنوا لى المكان والأجهزة والمستشارين الأكفاء، وأطمح فى أن يكون هناك تعاون إيجابى من قبل الدولة والمؤسسة الحكومية بمساندتى فى تنفيذ المشروع حسب الرؤية التى استخلصت منها بالإعداد وفرضيات النتائج. وأشار مطر إلى أن المشروع قائم جزئيًا كبنية تحتية حتى الآن حتى تكتمل الصورة الحقيقية له والتى رسم خارطتها لأداة الدولة بكافة مقاومتها وإداراتها ومحتواها، ولكن طموحاتى تتطلب تنفيذ المشروع على صعيد الوطن العربى بأكمله لكى يستطيع أى فرد من أفراد المجتمع التواصل مع كافة الطبقات بكافة ألوانه بطرق إلكترونية تؤهل إلى الأمن السلمى والعلاقة الفكرية والتعاون المشترك بدون عوائق أو قيود على المجتمع. ومن ناحيته أشاد القيادى من حركة فتح د. أيمن الرقب بالمشروع مؤكدًا أنه يعد دفعة معنوية مهمة لتحقيق الحلم الفلسطينى بقيام الدولة الفلسطينية المستقبلية ولكن بالتأكيد لو حصل الفلسطينيون على اعتراف من كل العالم ومن كل المؤسسات الإلكترونية وغير الإلكترونية هذا لا يعنى قيام الدولة إلا إذا قرر العالم الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضى الفلسطينية وإقامة الدولة ولكن هذا لا يعنى التقليل من أى خطوة نضالية لتحقيق هذا الحلم فنحن نراهن على حقنا وعلى تراكم إنجازاتنا.