فى تحرك سريع لمنع أية إساءة للدين الإسلامى، طالب الأزهر الشريف بوقف إذاعة برنامج تليفزيونى على قناة فضائية يهاجم ثوابت الدين الإسلامى والأئمة والعلماء ، وأصدر الأزهر بيانا قال فيه إنه تابع ببالغ الاهتمام الهجمات الشرسة والمضللة التى يتبناها بعض الإعلاميين ضد ثوابت الدين والتراث الإسلامى وفقهاء الأمَّة، مشيرا إلى أن المركز الإعلامى تلقى شكاوى عدة من مواطنين حول ما دأب عليه بعض الإعلاميين من الهجوم الدائم على ثوابت الدين الإسلامى وخصوصًا ما يقدمه الإعلامى إسلام البحيرى، عبر برنامجه «مع إسلام» المذاع فى قناة «القاهرة والناس» لذا يطالب بوقف عرض البرنامج . كان إسلام البحيرى مقدم البرنامج الذى يطلق على نفسه أنه كاتب وباحث إسلامى تطاول على علماء الأمة الإسلامية، (الشافعى والبخارى ومسلم)، قائلًا: «أزعم يقينا أن هذا ليس هو الإسلام الحقيقى بالمرة». وطالب خلال برنامجه بحرق كتب الأئمة البخارى ومسلم والشافعى، قائلًا: «احرقوا هذه الكتب وسوف انتقد كل أحاديث البخارى ومسلم». رئيس جامعة الأزهر السابق د. أحمد عمر هاشم يقول: «إن ما قاله إسلام بحيرى ينم عن جهل بفهم تلك الأحاديث التى يطعن فيها، فلا يوجد حديث واحد فى كتاب صحيح البخارى غير صحيح، وهو كما قال العلماء بالفعل أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، وأنا أتعجب لأن يخوض فى كتاب البخارى جهلاء لا يعرفون شيئا عن القرآن الكريم، أو الحديث الشريف، وهم يطعنون فى أحاديث البخارى، رغبة فى الطعن فى السنة والقرآن الكريم نفسه، لكنهم يستترون خلف الطعن فى بعض الأحاديث وغايتهم هى الطعن فى القرآن نفسه». ويقول الأستاذ بجامعة الأزهر د. مبروك عطية: «إن من يقول عن بعض أحاديث البخارى أنها مكذوبة بحجة أن الإمام البخارى بشر يخطئ ويصيب، لا يقول الحق، فصحيح أن الإمام البخارى يخطئ ويصيب؛ ولكن فى أى شىء.. إلا الحديث فقد اتخذ طريقا لا وجود فيه للخطأ، وكل أحاديث البخارى صحيحة مائة بالمائة». وقال الإعلامى سعد المطعنى رئيس موقع الندوة العالمية بالأزهر الشريف إن هجوم من يدعى التدين على أئمة وفقاء الإسلام من على شاكلة إسلام بحيرى هو كارثة بكافة المقاييس، مطالبا بوقف هذه البرامج التى تحمل إساءة كبيرة للإسلام ، مؤكدا أنه من خلال عمله فى إذاعة القرآن الكريم والذى يمتد لأكثر من ربع قرن لم يجد تجاوزات فجة مثلما يحدث حاليا، معربا عن أسفه لإتاحة الوقت لأمثال هؤلاء المخرفين . كان المركز الإعلامى بالأزهر الشريف قال فى بيان له: إن الأزهر الشريف هو المرجع الوحيد فى الشئون الإسلامية وفقاً للدستور، وهو الهيئة العلمية الإسلامية التى تقومُ على حِفظ التراث الإسلامى ودراسته وتجليته للناس كافَّة، وتحمُّل أمانة توصيل الرسالة الإسلامية إلى كل شُعوب المعمورة، وتعمل على إظهار حقيقة الإسلام السَّمحة. وتابع: «وفى إطار قيام الأزهر بالحفاظ على الدين الإسلامى من التشكيك والتشويه وعدم السماح بأن ينال أحدهم من صورة الإسلام أو أن يعبث بعقول الشباب، فقد تقدم الأزهر الشريف بشكوى إلى المنطقة الحرة الإعلامية بالهيئة العامة للاستثمار ضد البرنامج المذكور لما يمثله من خطورة فى تعمده تشكيك الناس فيما هو معلومُ من الدين بالضرورة، بالإضافة إلى تعمُّقه فى منُاقضة السَّلم المجتمعى، ومُناهضة الأمن الفكرى والإنسانى، مما يجعل البرنامج يمثل تحريضاً ظاهراً على إثارة الفتنة وتشويهًا للدين ومساسًا بثوابت الأمَّة والأوطان وتعريض فكر شباب الأمة للتضليل والانحراف. وأشار إلى أن الأزهر الشريف علم أن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الإعلامية الحرة ناقشت الشكوى المقدمة من الأزهر وبصدد اتخاذ إجراءات بإنذار القناة بوقف البرنامج. ولفت إلى أن الأزهر وعلماءه قد سبق أن فندوا كل الادعاءات الباطلة المثارة إعلامياً حول الدين والتراث الإسلامى والسنة النبوية، ولكن للأسف لم يجد الأزهر أبدًا اهتمامًا كافيًا فى نشر ردوده الشرعية التى دحض فيها هذه الادعاءات بالحجة والبرهان فى وسائل الإعلام، مما اضطر الأزهر الشريف لاتخاذ الإجراءات القانونية لمنع هذه المهاترات وحماية شباب الأمة من التضليل والخداع.