ليس غريبا على مصر صاحبة الحضارة المصرية القديمة التى أبهرت العالم كله منذ آلاف السنين أن تستيقظ من سباتها الذى استمر لسنوات أربع، كان فيها المارد المصرى بين الصعود والهبوط.. ولكن جاء من يرسم له الطريق ويحدد له مساره الذى سيبنى من خلاله حضارته الجديدة لكى تبهر العالم كما أبهر الأجداد شعوب الأرض قاطبة. لقد ظهرت القيمة الحقيقية لمصرنا الجديدة فى لحظة تاريخية من عمر مصر والتى بدأت منذ 30 يونيو وتوجتها فى مؤتمر مستقبل مصر الاقتصادى بتمثيل عال المستوى من الملوك والرؤساء والمنظمات الدولية والشركات الاستثمارية العالمية.. ولأول مرة فى تاريخها حددت مصر احتياجاتها من الاستثمارات فى مجال الطاقة والبترول والزراعة والصناعة والثروة السمكية، وترجمت هذه الاحتياجات إلى استثمارات بلغت قيمتها 130 مليار دولار وهو ما يدل على ثقة العالم فى مصر التى تغيرت لأننا الآن «إما نكون وإما لا نكون» لذلك فعلينا مسئولية كبيرة جدًا، لأنه إذا أردنا أن نكون فليكن لدينا إرادة للتغيير وأهم ملامح هذا التغيير جاء فى النقلة الحقيقية التى سوف تحدث انفراجة فى المثلث الذهبى وفكرة الخروج من المركزية وهى العاصمة الإدارية التى تجمع المصالح الحكومية والوزارات والسفارات لتفرغ العبء والكثافة السكانية من العاصمة القاهرة وتقضى على الاختناقات المرورية التى أصبحت حالة مزرية لا حل لها.. إن مشوار البناء بدأ بالفعل وعليه فإن مصر أمانة فى أيدينا جميعا فهى لن تنفصل عن أشقائها العرب ولا العرب ينفصلون عنها. فمصر قلب العروبة النابض وهو ما ثبت بالفعل من الدعم الفنى والتقنى والمادى والوفود العربية من الملوك والرؤساء والأمراء وحضورهم فى هذا المؤتمر، لقد تجاوزنا أصعب المراحل وهو ما ظهر حبيا فى هذا المؤتمر بل نجحنا فيه، وسوف يعقد سنويا بعد ما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسى عقده فى نفس الموعد من كل عام بهدف التواصل العربى والدولى ومتابعة المشروعات والاستثمارات وتنفيذها. وهذا يعكس إدراكه لحجم مصر ومسئولياتها تجاه شعبها وأشقائها من العرب والأفارقة. لقد وجه الرئيس رسالة مفادها أن مصر قادمة وسوف تنتصر بشبابها الذى يقدر بنحو 60% من حجم السكان وهم طاقة الوطن ونهضته ومستقبله. إن ما تم فى هذا المؤتمر يعد إنجازا كبيرا بالنسبة للمنطقة العربية كلها، فلقد أخذنا منحى جديدًا لتكامل عربى اقتصادى وعلى الرغم من كافة التحديات التى تواجه المنطقة إلا فإننا قد بدأنا مشوار التكامل العربى وسوف يستمر لنهضة الأمم العربية فليس لدينا رفاهية الوقت لأننا بدأنا وعليه فلنجعل العجلة تدور لبداية التكامل العربى تنفيذا لقوله تعالى «? ? ? ?».. صدق الله العظيم