كعادتهم دائما يلجأ الإخوان إلى أمريكا والغرب والاستقواء بالخارج للحصول على الدعم لتنفيذ مخططهم الخبيث «التمكين فى الأرض» و«أستاذية العالم» ووهم الخلافة الذى دعا إليه كبيرهم حسن البنا، وسعى إلى تنفيذه «الشاطر خيرت» على أساس أن مصر عزبة، وليست دولة لها جذور ممتدة ل (7 آلاف عام). ومع أن اتصالات الإخوان وأمريكا كانت قبل 25 يناير فى صورة مكاتبات ورسائل مشفرة بالكتابة تارة، وبالإشارة مرة أخرى، أو فى صورة جلسات سرية وعزومات عمل فى الغرف المغلقة، إلاّ أنها كانت تتم أيام إدارة المجلس العسكرى للبلاد وحكم المعزول مرسى فى بيت الطاعة الأمريكى فى السفارات والقنصليات ومكتب الإرشاد.. وكانت آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة فى القاهرة، ضيفا شبه دائم لمرشدهم الأعلى محمد بديع فى مكتب الإرشاد بالمقطم. ولأن دوام الحال من المحال، فقد تبدل الحال.. فبعد سقوط حكم الإخوان ونجاح ثورة 30 يونيو المجيدة، وبعد أن لفظهم الشعب عن بكرة أبيه رفع الإخوان برقع الحياء وفروا هاربين وولوا بوجوهم قبل المشرق والمغرب، فهناك من ولى هاربًا إلى ماليزيا وسنغافورة، وهناك من ولى إلى جنوب إفريقيا، وهناك من ولى قبلته إلى قطروتركيا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا وبعد خروجهم من مصر إلى غير رجعة كشفوا عن وجههم، وبدأوا يهاجمون بلد المنشأ، بلد الإقامة والميلاد بعد أن باعوا مصر بثمن بخس، وباتوا يسبحون بحمد قطر وأردوغان وكاميرون، وميركل وأولاند، وأوباما.. وبات الاستقواء بتلك الدول على عينك يا تاجر. وقد كانت مقدمة الاتصال العلنى والاستقواء بالخارج ضد الدولة المصرية على «منصة رابعة» عندما صعد جهاد الحداد ابن القيادى الإخوانى عصام الحداد، ومسئول الإعلام فى تنظيم الإخوان يستنجد جهارا نهارا بأمريكا والغرب لإنقاذ حكم محمد مرسى، وكلف الميليشيات الإلكترونية التى كان يتزعمها برعاية خيرت الشاطر بإرسال 8 آلاف برقية استغاثة للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، والبنك الدولى، والبيت الأبيض، والكونجرس الأمريكى، وال CIA وسفارات الدول الأجنبية فى مصر لدعم المعزول مرسى. رسائل للغرب ولم يخف على أحد كما ظهر للعيان أن رسائل محمد البلتاجى، وصفوت حجازى، وعصام سلطان، ومحمد الصغير، ووجدى العربى، وطارق الزمر كانت موجهة من على «منصة رابعة» للخارج وكان المراسلون الأجانب لهم رعاية خاصة من قيادات الإخوان، كما أن طاقم الجزيرة كان الحاكم بأمره فى اعتصام رابعة لكونه الذراع الإعلامية الجبارة لإنقاذ حكم الإخوان تنفيذا لتعليمات الإدارة الأمريكية. وللتأكيد على أن مصر لا تهم الإخوان فى شىء فقد دعوا من خلال منصة رابعة إلى التدخل الأجنبى لحماية حكم المرشد، وحرضوا من خلال اعتصام رابعة المسلح على الجيش المصرى، لدرجة أن ذيول الإخوان من المعتصمين والقادة هللوا وكبروا عندما سمعوا تحرك الأساطيل الأمريكية قبالة السواحل المصرية فى الإسكندرية والبحر الأحمر. ومع أن الاستقواء بالخارج يعد من الجرائم المخلة بالشرف، وأعمال الخيانة العظمى، فقد أعد القيادى الإخوانى جمال حشمت العدة وشكل وفدا من أعضاء البرلمان الإخوانى المنحل، ومن المؤلفة قلوبهم من أعضاء التنظيم الإرهابى وسافر من تركيا بتعليمات من عضو التنظيم الدولى رجب طيب أردوغان ودعم من تميم بن حمد بن خليفة أمير قطر متجها إلى أمريكا للتحريض ضد الدولة المصرية. ضم الوفد عبد الموجود الدرديرى عضو التنظيم الدولى، ومحمد سويدان مسئول العلاقات الخارجية فى حزب الحرية والعدالة المنحل، ومها عزام عضو التنظيم الدولى، ووليد شرابى رئيس حركة «قضاة من أجل مرسى».. وفى مبنى وزارة الخارجية الأمريكية قدم الوفد الإخوانى فروض الولاء والطاعة وتقارير كاذبة لمساعد وزير الخارجية الأمريكى ضد النظام السياسى فى مصر بدعاوى كاذبة على رأسها قمع الحريات وتحجيم عمل منظمات المجتمع المدنى، وزيادة أعداد المعتقلين من الشباب والنساء وإعدام الأبرياء من رافضى الانقلاب فى كرداسة والمنيا على حد زعمهم. أما الفضيحة المدوية التى كانت بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير والتى باعوا فيها الدين بالدنيا ما قالوه فى أمريكا إنهم يدافعون عن حقوق المثليين وأنهم السبب الرئيسى فى الإفراج عن المتهمين بالفعل الفاضح فى القضية المعروفة إعلاميا ب «حمامات رمسيس» حيث برأتهم المحكمة من تهمة الفعل الفاضح أو الشذوذ الجنسى، فى حين أن نظام السيسى يقضى على المبادئ العامة للحريات وحقوق الإنسان أولا بأول- على حد زعمهم-. ومع أن المتحدثة باسم البيت الأبيض خرجت وبررت لقاء الخارجية الأمريكية بعناصر الإخوان بأنه إجراء عادى ومع اعتراض سامح شكرى وزير الخارجية المصرى على هذا اللقاء، الذى كان سريا فى بداية الأمر، وتم الإعلان عنه بعد تسريبه.. ومع هذا وذاك فقد أشار أكثر من مصدر إلى أن زيارة وفد الإخوان الأخيرة لأمريكا هى لتشويه صورة مصر فى الأممالمتحدة والإدارة الأمريكية التى مازالت حليفا قويا للإخوان، وحائط الصد لكل التحركات التى تواجه الدبلوماسية المصرية فى الخارج، وأنها- أى الإدارة الأمريكية- مازالت تستخدم نظام العصا والجزرة والمنع والمنح والتحريض لعزل النظام السياسى المصرى، مع أن أمريكا تدرك قبل غيرها، أن جماعة الإخوان هى المسئول الأول عن الهجمات الإرهابية المسلحة التى تتم ضد الجيش المصرى فى سيناء، وأنها وراء تفجيرات محطات المترو، وأبراج الكهرباء، ومحطات الوقود والقطارات ومكاتب البريد، واستهداف ضباط الشرطة والجيش. التمسك بالإخوان فيما أكد الكاتب الصحفى الكبير مكرم محمد أحمد أن الإدارة الأمريكية ستتمسك بالإخوان حتى آخر رمق.. وأنها تعتقد أن ضغطها المباشر وغير المباشر على النظام السياسى المصرى سيعيدهم للحياة مرة أخرى ولكن هيهات.. وأضاف أنه بات من الواضح أن مرسى كان مكسبا كبيرا لأمريكا وإسرائيل والدليل أن آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة فى مصر قالت إن خسارة مرسى أكبر ألف مرة من خسارتنا لمبارك، ولذلك فقد حاولت قبل 30 يونيو إنقاذ مرسى بترشيح محمد البرادعى رئيسا للحكومة، ونقلت صورة غير صحيحة لرؤسائها فى الخارجية الأمريكية عن أعداد المتظاهرين فى 30 يونيو، كما أنها نصحت أوباما بالتلويح بوقف المساعدات العسكرية لمصر، وقد ظهرت آثار تلك التقارير المغلوطة بالسلب فى شحنة طائرات الأباتشى وإصرار بعض الدول على عزل النظام المصرى بعد 30 يونيو 2013 و30 يونيو 2014، ولم تتضح الصورة إلاّ مؤخرا خاصة عند الدول المعتدلة والمستقلة سياسيا واقتصاديا عن أمريكا مثل فرنسا والصين وروسيا.. وصدقت بنوءة الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تمدد الإرهاب المسلح ليصبح ظاهرة عالمية. من جهته قال د. عبد الرحيم على الخبير فى شئون الحركات الإسلامية إن مرسى كان كنزا استراتيجيا لأمريكا وليس حسنى مبارك، والدليل أن الرئيس الأمريكى خرج ليقول لمبارك فى أحداث يناير ارحل والآن، فى حين لم ينطق ببنت شفة، عندما خرج أكثر من 30 مليون مصرى على نظام مرسى ليؤكد ما أعلناه عشرات المرات أن «عين» الإخوان دائما على الخارج، وأن لقاءات واتصالات الإخوان بأمريكا بدأت منذ عهد الرئيس السادات، حيث أكد ريتشارد دونى السفير الأمريكى السابق بالقاهرة أنه كان على اتصال دائم بأعضاء مكتب إرشاد وجماعة الإخوان بالقاهرة فى مطلع الثمانينيات عندما كان موظفا صغيرا بالسفارة الأمريكيةبالقاهرة وفى نهايات عصر مبارك، كانت اتصالات الإخوان بأمريكا تتم عام 2005 بعلم كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، لدرجة أن السفير سليمان عواد أبلغه بقلق الرئيس مبارك بالاتصال والتنسيق بين سعد الكتاتنى رئيس الكتلة الإخوانية، فى مجلس الشعب عام 2005 والسفارة الأمريكية فى القاهرة. ويؤكد د. عبد الرحيم على أن العوا وعاطف وأبو الفتوح والكتاتنى كانوا نجوم اجتماعات الإخوان والأمريكان، مشيرا إلى أن اتصالات الإخوان كانت تتم مع ضباط مخابرات لدرجة أن الإدارة الأمريكية سعت إلى تجنيد الإخوانى محمد حسن القشيرى المقيم فى بلغاريا لصالحها، وحصلت منه على معلومات خطيرة كانت تأتى إليه من قيادات التنظيم الإرهابى فى مصر. وعن إصرار الإدارة الأمريكية التمسك بالإخوان حتى آخر نفس كشف خبير شئون الحركات الإسلامية أن قيادات التنظيم تعهدت قبل تولى حكم مرسى على تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، وهو مشروع تبادل الأراضى بين مصر وإسرائيل وغزة، وهو أن يتنازل الإخوان عن أراض مصرية من الحدود مع قطاع غزة للشيخ زويد، لتكون نواة للدولة الفلسطينية، ومجمعا كبيرا للاجئى الشتات على أن تأخذ مصر جزءا من أرض صحراء النقيب بعد سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية، والقضاء على أبو مازن بمعرفة حماس، وهو المشروع الذى رفضه الرئيس الأسبق مبارك وباركه محمد مرسى مندوب الرئاسة فى مكتب الإرشاد. خطورة الاتصالات وعلى أثر اتصالات وزيارات الإخوان المتوالية للغرب عامة وأمريكا خاصة، قال د. كمال الهلباوى مسئول العلاقات الخارجية بالتنظيم الدولى للإخوان فى أوروبا سابقا إنه أثر اتصالات وزيارات الإخوان لأمريكا أشد ضررا على الإخوان من النظام السياسى فى مصر، لأن الالتجاء للأمريكان ليس فضيلة، وأن الشعب المصرى يقف موقفا صلبا لكل من يلجأ أو يتعاون أو يتفاوض مع الأمريكان ضد الإرادة المصرية، والدليل على أن الشعب المصرى رفض التطبيع مع إسرائيل رغم وجود اتفاقية للسلام بين الدولتين. ولذلك فزيارة الوفد الإخوانى برئاسة جمال حشمت وعضوية وليد شرابى ومها عزام، وعبد الموجود والدرديرى ومحمد سويدان للخارجية الأمريكية ليست موفقة بالمرة، وفى اعتقادى فإن الزيارة كأن لم تكن لأن أمريكا تبحث عن مصالحها، ومن مصلحتها المشاركة فى مؤتمر مارس الاقتصادى، والتواصل مع الدولة ممثلة فى النظام السياسى الجديد برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأعتقد أيضا أن الإدارة الأمريكية ليست من الغباء أن تقف مع جماعة ضد إرادة دولة وإرادة شعب. وأنا على يقين- والكلام للدكتور الهلباوى- أن أمريكا لن تعادى النظام المصرى، ولن تكرر نفس الخطأ الذى وقعت فيه فى الستينيات، عندما عادت الرئيس عبد الناصر، وأفسحت المجال للاتحاد السوفيتى ليهيمن على المنطقة فترات طويلة. ويدعو د. الهلباوى الدبلوماسية الشعبية ورجال الأعمال والبرلمانيين السابقين وقادة الأحزاب لالتقاء المسئولين فى الخارج لتوضيح الصورة الحقيقية لما يدور على أرض مصر، وأنها بدأت فى إقامة دعائم الدولة المدنية الحديثة، وأنها فى حرب حقيقية مع الإرهاب. سقوط العنف فيما وجه د. ناجح إبراهيم الخبير فى الحركات الإسلامية حديثه للإخوان قائلا: على الإخوان الآن قبل الغد أن يعودوا للصف الوطنى، وأن يندمجوا مع الشعب قبل فوات الأوان، لأن التاريخ علمنا أن إصرار أى جماعة على انتهاج سياسة العنف أو حمل السلاح، أو الصراع مع الدولة ليس فى صالحها، ولأن الدولة ستنتصر فى النهاية. وألمح إلى أن «اللى متغطى بأمريكا عريان» وأنها ستتخلى عنهم يوما ما، وإذا كانت أمريكا تضغط حاليا على النظام المصرى، فإنها تضغط لصالحها وليس لصالح الإخوان، وأن أمريكا باعت حلفاءها.. باعت صدام حسين فى العراق بعد أن تآمرت عليه فى حربه مع إيران وغزوه للكويت، وباعت ضياء الحق فى باكستان بعد أن تأكد لها أنها تسعى لامتلاك القنبلة النووية، وباعت حسنى مبارك حتى يتسنى لها تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير، وتقسيم الدول العربية إلى دويلات لصالح إسرائيل. وأضاف: أمريكا تستخدم الإخوان لإضعاف مصر حتى لا تلحق بقطار التقدم، وتستخدمهم لإشاعة الفوضى، حتى تنشغل مصر بنفسها وتحاول أمريكا حاليا تحويل دفة الصراع العربى الإسرائيلى، إلى صراع عربى، عربى، أو شيعى سنى، أو عرقى طائفى. وشدد على أن زيارات واتصالات الإخوان لأمريكا والغرب لن توقف إرادة شعب، ولن تؤثر على الاقتصاد أو الأمن أو أى جوانب أخرى، فى حالة نجاح النظام السياسى على جمع الشعب على قلب رجل واحد، كما فعل الرئيس السيسى فى مشروع قناة السويس. وفى رسالة للإخوان قال د. ناجح: أهل الدين الحقيقيون يعملون على إسعاد الناس وليس تفجيرهم حتى لو جاء الخير على يد خصومهم. الرصيد صفر وفى ذات السياق قال د. عبد الستار المليجى القيادى الإخوانى السابق إن كل زيارة يقوم بها الإخوان لأمريكا تخصم من رصيد الإخوان فى الشارع المصرى ويعترف بأن زيارات واتصالات الإخوان بالإدارة الأمريكية تؤثر ولكن ليس بصورة كبيرة، لأن أى دولة تبحث عن مصالحها. وأضاف: المشكلة ليس فى الاتصال والتواصل ولكن فى قبول الإدارة الأمريكية لعناصر أعضاء فى جماعة إرهابية بحكم القضاء المصرى، وهذا مؤشر خطير مفاده أن إدارة أوباما ليست جادة فى محاربة الإرهاب وأى مسئول مصرى يراهن على أمريكا فى حربها ضد الإرهاب.. فهو واهم.. ولولا أن أمريكا تشجع الإرهاب ما استقبلت الوفد الإخوانى الأخير. مؤكدا أن مثل هذه الزيارات المشبوهة التى لا يعرف محتواها تضر بالأمن القومى المصرى، وأضاف لا أستبعد أن تتم فيها مخططات، وترسم فيها سياسات مناوئة للأمن القومى المصرى، وعلى الخارجية المصرية استدعاء السفير الأمريكى فى القاهرة للتأكيد على رفض الدولة المصرية حكومة وشعبا لمثل هذه الزيارات.