فى أول استحقاق انتخابى بعد إقرار الدستور التونسى أعلنت الهيئة العليا للانتخابات البرلمانية التونسية حصول حزب نداء تونس ذى التوجهات العلمانية على أكثر من 80 مقعداً في البرلمان المؤلف من 217 مقعداً أى ما يعادل 37% من الأصوات وجاءت حركة النهضة ذات التوجه الإسلامي في المركز الثاني بحصولها على 67 مقعدا أى ما يعادل 26%من الأصوات ثم تاتى الجبهة الشعبية فى المركز الثالث حيث حصلت على 16 مقعد أى مايعادل 5.4%من الأصوات وكان حزب النهضة بزعامة راشد الغنوشي قد حصل على 89 مقعدا فى المجلس التأسيسي الانتقالي عام 2011 أي حوالي 42% من المقاعد، ودخلت فى ائتلاف حاكم مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات أما نداء تونس الذي تشكل بزعامة قايد السبسي في عام 2012 بعد انتخابات المجلس التأسيسي الانتقالى، فقد شكل كتلة من 11 نائبا عام 2013ويعد فوز حزب نداء تونس بالمرتبة الأولى مفاجأة للكثيرين في تونس والمنطقة بأسرها، لأن معظم التوقعات كانت ترشح النهضة للفوز بأكثر من أربعين في المئة من الأصوات، وهذا لم يحدث، وربما لن تزيد نسبة الأصوات التي حصل عليها عن 26%وهي نسبة صادمة بالنسبة للحزب وقيادته ومؤيديه إلا أن نتائج الانتخابات آثارت حالة من الارتياح لدى الشعب التونسي، إذ بددت مخاوف التونسيين من هيمنة حزب واحد على العملية السياسية في البلاد انعكست في الإقبال المتوسط على صناديق الاقتراع حيث بلغت 61.8%. ويرى المحللون أن الشعب التونسي أظهر حالة كبيرة من الوعي الانتخابي والسياسي معا، إذ قرر عقاب أحزاب عديدة من بينها حزبي المؤتمر والتكتل اللذين تحالفا مع حزب النهضة أثناء إدارتة للمرحلة الانتقالية وهي قيادة ثبت تواضع إمكانياتها وعدم قدرتها على إدارة دفة الحكم بمهارة، وإخراج البلاد من أزماتها الأمنية والاقتصادية ومواجهة موجات الإرهاب التي اجتاحته كما أن المرأة التونسية لعبت دورا لا يمكن التقليل من أهميته فى تغيير دفة نتائج لصالح نداء تونس، وعلى خطى الديمقراطية صدرت فى وقت لاحق اللائحة الرسمية الأولية للانتخابات الرئاسية فى تونس والتى تضمنت 27 مرشحا قبلت الهيئة العليا للانتخابات ملفاتهم ولأول مرة تضم القائمة سيدة وهوالقاضية كلثوم كنو ومن بين جميع المرشحين لمنصب الرئيس التونسى يأتي الباجى قائد السبسى مؤسس حركة نداء تونس الأوفر حظا فى الشارع التونسى بعد ظهور نتائج انتخابات السلطة التشريعية وحصد أحزابهم أو التيارات المنتمين اليها لمقاعد البرلمان ثم ياتى المنصف المرزوقى الرئيس المؤقت المنتهية ولايته لتونس.