أن الحديث عن «داعش» يحتل الصدارة في الاهتمام السياسي والإعلامي في الفترة الحالية إن هذا التنظيم هو أكثر الأوجه القبيحة التى تضر بالإسلام والمسلمين أبلغ الضرر وكذلك بالعرب، ويجب بالفعل أن تواجه بشدة وحزم. وهى أيضاُ تسهم بجهل أو عمد أو دفع خارجى في الإضرار بالوضع الإقليمى، ديموغرافياً، طائفياً وأمنياً وهى مؤثرة مباشرة على استقرار العراق ومنطقة الهلال الخصيب. وما أخشاه هو أن تكون المعالجة مجرد مطاردة لتنتقل هذه التنظيمات التخريبية من هذه المناطق إلى عواصم عربية أكثر أمنًا واستقرارًا وربما تحصنا بقوة واجراءات رادعة وأخشى أيضا أن يتحقق على أرض الواقع تقارير قامت بتسريبها تل أبيب أن عام 2015 سوف يشهد اضطرابات أمنية كبيرة فى مصر, وربما تراهن إسرائيل على انتقال الدواعش إلى ليبيا ومنها إلى مصر –لكن– يبدو أن هذه التقارير تأتى فى سياق التمنى لأن شعب مصر سيظل الحزام الناسف لأية عبوات تخريبية تأتى من الخارج. أن الحرب على الإرهاب كان لنا معها تجارب سابقة وهى الحرب على تنظيم القاعدة حتى وصلنا إلى مسمى جديد كنوع من التجديد وكلها حروب من بين أهدافها رواج تجارة السلاح وتجريب مدى فاعليتها لدى مستخدميها وقد نجحت هذه التجارب فى العراق عندما سيطرت داعش على 60 قرية شمال سورية خلال 24 ساعة والسؤال من أين امتلك التنظيم نوعية وعدد هذا السلاح الذى تحصد به الأرض والشعب؟ ومن قام بتعزيز هذه الجماعات الإرهابية وهل ستشكل خطورة على قوة الدول وجيوشها النظامية؟ إن مواجهة الإرهاب لا تحتاج إلى خطط معلنة وإنما لعمل حقيقى على الأرض غير مرتبط بمصالح خارجية أو الرغبة الأمريكية فى الانتقام وإنما لأن الخطر يهدد الجميع ويبقى السؤال لماذا تحولت العواصم العربية ساحة للحرب على الإرهاب بكل أنواع الأسلحة الغربية؟ ومن سيدفع هذه الفواتير فى التخريب ثم إعادة الإعمار؟ وكلها تساؤلات تؤكد أن العالم أمام خرائط جديدة والمبرر الحرب على الارهاب. [email protected]