عندما كتبت مقالى السابق عن «فرسان طابا» وقلت إن رئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور رد مشكورًا اعتبار هؤلاء الفرسان القانونيين والسياسيين الذين أعادوا طابا إلى حضن مصر قبل 30 سنة بمنحهم الأوسمة والنياشين.. وكان منهم العالم الجليل د. مفيد شهاب وزير المجالس البرلمانية الأسبق.. تلقيت رسالة رقيقة على بريدى الإلكترونى من عالم الفضاء الكبير د.فاروق الباز سعدت بكلماتها كثيرًا فى هذه الأيام الحزينة التى تمر بها مصر! د. فاروق الباز - العالم المهموم دائمًا بقضايا مصر - يدعونى إلى إلقاء المزيد من الضوء على تاريخ مصر العظيمة ورجالها حتى تتعرف الأجيال الجديدة على تاريخنا العظيم. وقد أثارت هذه الرسالة الرقيقة ثم الحديث مع عالمنا الكبير د. فاروق - الذى لم تغب مصر عنه ولو لحظة واحدة رغم بُعد المسافة بين عمله فى الولاياتالمتحدة بوكالة ناسا ثم مدير مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن وجذوره فى مصر.. العديد من الشجون والخواطر الجميلة لدىَّ عندما كان يحضر لزيارة أستاذنا الكبير أنيس منصور رئيس التحرير وتدور بينهما مساجلات علمية وأدبية واقتصادية وكنا نحرص - ونحن نحبو فى بلاط صاحبة الجلالة - على متابعة هذه اللقاءات المهمة والممتعة لنا. وكان زميلنا المحرر العلمى المتميز المرحوم حاتم نصر فريد يحرص كل الحرص على مرافقة د. فاروق فى جولاته العلمية فى الصحراء والجبال والواحات الداخلة والخارجة بحثًا عن المياه الجوفية والثروات الطبيعية المدفونة فى أرضنا والتى لم تكتشف للأسف حتى الآن! وكان «حاتم» يعود لنا بمادة صحفية شيقة وحكايات وقصص ومغامرات عن فريق العمل بقيادة د.الباز.. ويجلس بيننا ليحكيها لنا بأسلوبه الروائى.. ويعرض علينا صور هذه الجولات العلمية. وأذكر أن الأستاذ أنيس فى إحدى المرات اختار صورة التقطها حاتم للدكتور فاروق وهو «بالجلباب» الأبيض و«الطاقية» النوبية لتكون غلافًا لمجلتنا أكتوبر. والحقيقة أن د. الباز مازال كالنهر المتدفق خيرًا لمصر، ويستحق منا كل الاحترام والتقدير.. فهو عالم جليل رفع اسم مصر بين الأمم لسنوات طويلة مضت، ولديه من الأفكار والمشروعات البحثية التى يمكن تنفيذها على أرض الواقع لتضع مصر على طريق المستقبل وآخرها مشروع ممر التنمية الذى يخرج سكان مصر من الشريط الضيق حول نهر النيل إلى الصحراء الغربية التى يمكن استغلال مياهها الجوفية.. وبها عشرة ملايين فدان صالحة للزراعة.. ويمكن أن يساهم فى حل مشكلتى الغذاء والبطالة. ويقترح د. فاروق أن تقوم جهة مستقلة بعيدة عن الروتين الحكومى بتنفيذه وفتح باب الاكتتاب ليشارك فيه مختلف طوائف الشعب والمستثمرون العرب والأجانب أيضًا. *** أدعو رئيس الوزراء محلب بضرورة دراسة أفكار د. فاروق الباز حول ممر التنمية وسد النهضة.. كما أنه يستحق من الدولة أرفع الأوسمة نظير ما قدمه لمصر خارجيًا وداخليًا.