طرح الدكتور فاروق الباز في 5 ديسمبر 2005 ما أسماه مشروع ممر التنمية والتعمير وسيلة لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في مصر. وفي عام 2007 ضمن مشروعه في كتاب بهذا العنوان وروج لمشروعه إعلاميا بل وتحمست وزارة الدكتور نظيف (والذي وصفه د. الباز في كتابه بالعالم والمتخصص هو ووزراؤه بالشباب الراغبين في التنمية) صفحة 34 لمقترح الباز وشكلوا اللجان الوزارية والفنية لدراسة المقترح وبحث إمكانات تنفيذه وفجأة إختفي المقترح بعد ان اتضح للجان عدم جدواه لصعوبة توافر المياه عموما ولاسباب فنية وعلمية متعددة وبعد ثورة 25 يناير 2011 رآها د.الباز فرصة سانحة جديدة لطرح مقترحه السابق التحفظ عليه وكثف الدعاية الاعلامية للمقترح لاستثمار ثورة الشباب, وفي مواجهة هذا الطرح الاعلامي الجديد تمت الدعوة الي عدد من المؤتمرات العلمية لمناقشة المقترح خاصة بعد أن قابله رئيس الوزراء د. عصام شرف وأستشعار العلماء المتخصين بالخطر حيث عقد مؤتمرا بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (غاب د. الباز عن حضور فجأة) ومؤتمر جمعية مصر الحضارة بمقر هيئة المساحة الجيولوجية في حضور حشد من العلماء والخبراء من بينهم بعض مساعديه ومؤتمر بجمعية المهندسين المصرية في حضور مقرر لجنة دراسة المشروع دمحمد فتحي صقر وبحضور كبار مهندسي مصر وخبرائها وتم في هذه المؤتمرات طرح العديد من الاراء العلمية والفنية حول مقترح الباز شارك فيها رئيس الفريق البحثي الدكتور محمد فتحي صقر, وفي المؤتمرين الثاني والثالث افاد كل من د محمد فتحي صقر, ود.عادل يحيي بأن مقترح د الباز قد تم اجراء تغيرات جذرية عليه وان التعديلات علي المقترح ستعلن بعد عام من الان في حين أكدت أغلبية العلماء الحاضرين للمؤتمرات أن المشروع قد انتهي لعدم جدواه وافتقاده الاسس المنطقية للتنمية علي امتداده الطولي أو العرضي, وفي هذه المؤتمرات كانت الدراسات والبحوث علي قدر عال من المهنية والحياد والتخصص والعلم بأدق التفاصيل لمقترح د. الباز وليس عن عدم إدراك بالتفاصيل كما يدعي سيادته دائما بأن معارضيه لم يدركوا تفاصيل المشروع؟! وفي جميع المؤتمرات العلمية وورش العمل أكد المتخصصون علي الاتي. ان مشروع سيادته قد أسس علي غير علم بظروف المياه الجوفية أوالوضع الفعلي علي الأرض وأن العديد من المحاور العرضية المطروحة في كتاب سيادته هي مناطق مأهولة حاليا كما أن المحور الطولي وأغلب المحاور العرضية لا يوجد تحتها مياه جوفية مناسبة كما ونوعا وأن منطقة غرب سهل وادي النيل بموازاة الهضبة ذات تربة كلسية وأنها محل استخدام مكثف حاليا للزراعة وانها تعاني من فقر التربة والمياه معا. كما ان منطقة غرب الدلتا مزروعة فعلا وتعاني من ملوحة ونقص كمية المياه الجوفية ومشاكل الصرف وعدم امكانية استخدام موارد مياه نيلية تكفي لزراعة2 مليوني فدان تمثل 20% من إجمالي عشرة ملايين ونصف فدان قابلة للزراعة علي إمتداد المحاور العرضية في غرب النيل وغرب الدلتا كما يقول سيادته وافادت الدراسات أن المقترح سيؤدي الي مزيد من التكدس حول الوادي والدلتا وان تكلفته قد تم حسابها إرتجاليا بقيمة 24 مليار دولار. يذكر د. الباز في لقاءاته وكتاباته ان الهدف ليس الزراعة ثم يؤكد ان احد الاهداف هو زراعة مليوني فدان من إجمالي عشرة ملايين فدان ونصف في المنطقة المقترحة وهو قول متناقض (زراعة أو لا زراعة) ومن اين نأتي بالمياه لزراعة 2 مليوني فدان في مناطق تعاني فعلا من نقص موارد المياه سطحية أوجوفية وكذلك تدني نوع التربة ومشاكل الصرف وغيرها. يقول د. الباز ان سطح الهضبة مستوي وان ذلك شجعه لسهولة عمل البنية التحتية و نشير علي سيادته بالرجوع للخرائط الجيولوجية في اطلس الخرائط الجيولوجية (2005) والذي شارك فيه اليونسكو هيئة التنمية العالمية الاستشعار عن بعد هيئة المساحة الجيولوجية) والتي توضح ان الهضبة تعاني من الشقوق والكسور وزحف الكثبان الرملية وغيرها من المخاطر الجيولوجية كما يشير الدكتور الباز الي رسالة دكتوراه واحدة يشرف عليها وتناسي ان من معارضيه من اشرفوا علي عشرات بل مئات الرسائل العلمية واصدروا العشرات من البحوث والقوا العديد من الكتب عن المياه والتربة ودراسات الجدوي وغيرها بل وشاركوا في مشروعات تنمية الصحراء المصرية وخاصة الصحراء الغربية ويؤكدون فقر الموارد الطبيعية علي الهضبة الجيرية وعدم وجود إمكانات للتنمية يمكن ان يستقر عليها ملايين المواطنين يقترح د. الباز استيعاب 20 مليون مواطن علي الهضبة يشربون من أنبوب 160 سم يضخ مياه من برك توشكا أو من بحيرة السد العالي ويؤكدان ذلك لن يكلف مزيدا من المياه. والسؤال الذي يرفضه الباز هو من اين تشرب الزيادة السكانية المتوقعة مستقبلا في مشروع هدفه تأمين المستقبل واستيعاب الزيادة السكانية, ونؤكد أنه في ضوء مقترح الباز فإن احتياج الزيادة السكانية يقتضي توفير اكثر من خمسة مليارات متر مكعب سنويا وليس اربعة مليارات فمن اين يتم توفيرها. يقول أ. د الباز إن هناك موارد طبيعية علي امتداد المحور الطولي والعرضي من سطح الهضبة تستخدم في الصناعة وغيرها.. ونسأل ما هي الموارد الأخري للتنمية غير الحجر الجيري وما هي مصادر رزق السكان الجدد. يقترح د. الباز ممرات عرضية بين العلمين والإسكندرية.. ومن طنطا الي غرب الدلتا ومحور القاهرة ومحور الفيوم وكأنها مناطق غير مأهولة أو أهملها العمران.. والواقع أن محور العلمين إسكندرية يتمتع بطرق دولية وإقليمية وقري سياحية وزراعات وغيرها.. كما ان محور طنطا (في منتصف الدلتا) عبر فرع رشيد وترعة النصر وغيرها هو محور زراعي متكامل يمر عبر مدن وقري ومناطق جديدة ويعبر الطريق الصحراوي للاسكندرية ويمتد حتي غرب النوبارية في عمق الصحراء الغربية ويعاني حاليا من مشكلات ويمكن التذكير بأن محور القاهرة شرقا وغربا به من المدن الجديدة والجامعات والمراكز التجارية والاقتصادية وغير ذلك أكد الجميع أن منتهي مقترح أ. د الباز هو تركيز العمران حول نهر النيل من الغرب وترك باقي مساحة مصر خالية وتأكد لمؤيدي مقترح د/ الباز انه لايوجد ممر مائي جوفي أو أنهار مدفونة تحت الهضبة كما يصورها البعض بالمخالفة لقواعد علم المياه الجوفية وأساسياته وظروف المياه الجوفية تحت الصحراء الغربية. من كل ما سبق ولعدم وجود اسس علمية وموضوعغية لمقترح أ. د الباز تقدم الباحثون في المؤتمرات العلمية بالعديد من مشروعات وخطط تنمية وتعمير للصحراء المصرية ومناطق أخري متعددة صالحة للتنمية ويتوافر لها مصادر طبيعية وموارد بشرية ومصادر مياه وغيرها تؤهلها لأن تكون مشروعات تنمية واعدة سواء في الصحراء الغربيةاوشبه جزيرة سيناء او الصحراء الشرقية او الساحل الشمالي تنشأ فيها مشروعات زراعية واخري صناعية وتعدينية وسياحية فهي الامل الحقيقي لشباب مصر وذويهم. أما مالا يدركه أ. د فاروق الباز فهو الآتي:- 1 أن اتهام معارضيه بعدم العلم بتفاصيل مشروعه غير صحيح حيث إن المشاركين في جميع المؤتمرات المشار اليها هم من المتخصصين في علوم الصحراء والمياه والتنمية والاقتصاد ولديهم خبرات طويلة في مشروعات التنمية الصحراوية في مصر وكثير من دول العالم وأنهم قرأوا مقترح سيادته جيدا جدا وأن منطلقهم ليس سياسيا أو حزبيا أو اغراضا أخري سوي رغبتهم في تعمير وتنمية حقيقية في مصر. 2 ان سيادته قد أهمل عن عمد او عدم علم الاشارة الواجبة الي مشروعات تنمية الصحراء الغربية الواردة في تقارير ومشروعات تنمية وتعمير الصحراء المصرية في المجلد الاول من موسوعة الصحراء الغربية الصادرة عام 1989 بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ص 3 الي 17 والذي يحوي مشروعا متكاملا لتنمية وتعمير الصحراء الغربية ومحاور طولية وعرضية وسكة حديد وسياحة وزراعة وكهرباء ومياه.. الخ كما ان سيادته أهمل عن عمد أو عدم علم ما جاء بكتاب مصر 2000 الصادر عن مجلس الوزراء عام 1997 ويحتوي علي رؤية واضحة بالخرائط عن الزراعة والكهرباء والتعدين والطرق والسكة الحديد بمصر حتي عام 2017 ومنها الطريق المقترح من د. الباز 2005 و2007 والذي يجري تنفيذه الان فيما يعرف بطريق الصعيد الغربي وما مقترح د. الباز إلا اقتباس من هذه المشروعات السابقة علي مقترحه وأؤكد ذلك علي مسئوليتي ولا مانع لدي من مناظرة علمية بالوثائق والأرقام مع أ. د فاروق الباز حسما للجدل. 3 أن هناك العديد من المشروعات الهادفة لتنمية وتعمير الصحراء المصرية بغرض إعادة التوزيع السكاني منها مشروع تعمير الصحراء الغربية لفريق علمي أتولي فيه مسئولية توفير المياه الجوفية بالتعاون مع مكتب حمزة ومشاركوه بدأ الان بالعمل الفعلي في واحة الفرافرة والبحرية بمساعدة شباب الثورة وأن المشروع يعتمد علي موارد مياه جوفية ومتعدد الاغراض لتحقيق تنمية متوازنة ودائمة وتضمن توزيع السكان لاتكدسهم حول غرب وادي النيل كما يقضي مقترح د/ الباز 4 أن علم المياه الحوفية له قواعده وأسسه ولايدخل فيها اكتشاف ممرات مائية جوفية وأنهار جوفية وغير ذلك من مصطلحات غير علمية باستخدام الصور الفضائية أو الحرارية او الرادارية وغيرها 5 من ثم فإن تصور سيادته عن العلاقة بين المياه الجوفية في وادي النيل غربا أو شرقا وبين نهر النيل ذاته وكذلك استخدام الفوالق والكسور في جر المياه الجوفية غير صحيح وأنه لاتوجد مياه انهار جوفية حاليا لتغذية الخزانات الجوفية تحت الهضبة وأن الاشراف علي رسالة علمية أورسالتين لايعني التخصص 6 أن بمصر علماء ومتخصصين مكثوا علي أرضها ويعلمون خبايها وثرواتها ولديهم رؤية واضحة لتنميتها ولكنهم عاجزون منذ أكثر من ثلاثين عاما عن تنفيذ افكارهم لأنهم لايملكون هذا الزخم الاعلامي والدعائي الذي تحظي به مشروعات ينقصها العلم والخبرة. ولذلك كان الفشل في تحقيق اهداف التنمية. ونتمني أن تأخذ مصر الان موقفا ناهضا مؤسسا علي المصداقية العلمية والخبرة العملية لقبول خبرائها وعلمائها وسواعد وعرق شبابها الباحث عن الامل بعيدا عن الزحم الاعلامي بل تحقير المعارضين واتهامهم بعدم الادراك أو التآمر أو اتباع أجندات أخري فالعلم هو العلم والتخصص هو التخصص والله خير الشاهدين اللهم اني بلغت اللهم فاشهد المزيد من مقالات د.مغاورى شحاتة دياب