كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة وقد صلى الله عليه وسلم خُيِّر بين أن يكون ملكا نبيا أو يكون عبدا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا. فمن زهده أنه كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة على كِساء أسود. ودخل أنس بن مالك رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير محمول بالشريط وتحت رأسه وسادة من جلد حشوها ليف ودخل عمر وبعض الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه وانظر على آي شيء ننام ومنا لم يرض بالنعيم الذي نحن فيه، وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في الثلاثة أهلة في شهرين. وكان طعامهم التمر والماء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاء، وكان أكثر خبزهم الشعير وانظر إلى ما نأكل ونرمي في سلال القمامة ومنا من لا يحمد الله على هذه التعم. نسأل رزقنا الله أن يرزقنا الرضا والحمد وأن يمنحنا الزهد عن مقدرة