يجرى العمل على قدم وساق فى إنشاء البنية الأساسية لمحطة الضبعة النووية خلال برنامج زمنى معدله مائة يوم وتحاول وزارة الكهرباء جاهدة طرح المواصفات الفنية لإقامة المشروع النووى العملاق الذى تأخر تنفيذه نحو نصف قرن بسبب ظروف نكسة 1967 وتحويل كل ميزانية الدولة للحرب. ومسألة مشروع الضبعة صار حتميا لا غنى عنه وأصبح قضية حياة أو موت، حيث إن طاقة الشبكة الكهربائية فى مصر قدرتها 30 ألف ميجاوات وحجم استهلاكنا من الطاقة الكهربائية وصل إلى 36 ألف ميجاوات أى هناك عجز قدرته 6 آلاف ميجاوات. ويقول المهندس جابر دسوقى رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر إن هناك طلبا مضطردا كل عام يصل إلى ثلاثة آلاف ميجاوات وفى إطار سد هذا العجز تم تشغيل محطة العين السخنة مؤخرا بطاقة 1300 ميجاوات وتنفيذ مشروعات الخطة الخمسية منذ عام 2012 إلى 2017 بإجمالى قدرات أربعة عشر ألف ميجاوات فى محطات بنها والجيزة والسويس ودمنهور والسيوف والمحمودية وأسيوط، كما تمت الاستعانة بالقطاع الخاص فى تنفيذ مشروعات الكهرباء بطاقة 4500 ميجاوات فى محطات ديروط وبنى سويف وكذلك تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة بإجمالى 1200 ميجاوات فى محطة رياح الزعفرانة لمستثمرين قطاع خاص وكذلك فى مشروعات الطاقة الشمسية باستخدام تكنولوجيا الخلايا فى مدينة كوم أمبو فى أسوان. والدكتور إبراهيم العسيرى مستشار وزارة الكهرباء يؤكد أن جميع مبانى وزارة الكهرباء تستخدم الطاقة الشمسية وخطة الوزارة حتى 2020 تؤكد على ضرورة أن تكون الكهرباء الناجمة عن الطاقة الشمسية والرياح والمساقط المائية فى حدود 20% من الطاقة الكلية. ومعظم دول العالم تستخدم الطاقة النووية بمعدل يصل إلى 85% من استهلاكها للطاقة وتعتمد على 15% فقط على الطاقة المتجددة. أما نحن فى مصر فنعتمد على 85% من استهلاكنا للكهرباء على محطات الوقود والغاز الطبيعى وما يسببه من ملوثات بيئية مختلفة. ومن المتوقع إقامة 8 محطات نووية فى الضبعة والمحطة الواحدة تتكلف نحو 5 مليارات دولار وهى نفس تكلفة محطة الطاقة الشمسية مع فارق أن الكيلووات من المحطة الشمسية 5 أضعاف قيمة الكيلووات من المحطة النووية. وتوفر المحطة النووية نحو مليار دولار سنويا فضلا على أن المحطات النووية يتم تمويلها بقروض طويلة الأجل بمعدل يصل إلى 85% من تكلفتها ويتم سدادها بعد 10 سنوات من تشغيلها وتنفق مصر 15% فقط على هذه المحطات النووية كمكون محلى. على وزارة الكهرباء أن تسارع بإعلان كراسة الشروط بمواصفات المحطات النووية المزمع إقامتها فى الضبعة وكفانا تأخرا 50 عاما على تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجى الذى يحدث نقلة حضارية فى مصر ويوفر الطاقة الكهربائية بأسعار زهيدة ويلبى احتياجات المصانع ويقضى تماما على ظاهرة انقطاع الكهرباء التى صارت مثل الأمراض المزمنة فى بلدنا.