يطلق المصريون عموما والصعايدة خصوصا على الشخص السيئ والعاق والشرير «واكل ناسه» بمعنى أنه لا يأتى من ورائه إلا الشر والعار والخراب والأذى. والحقيقة أن المصريين أصبحوا حاليا يأكلون أنفسهم بصورة جلية بعد ثورة 25 يناير 2011 التى أظهرت أفضل معانى السمو والتضحية والحرية والكرامة وهى فى ذات الوقت أظهرت أسوأ ما فى المصريين من فوضى وإهمال وبلادة وبلطجة وعبث بالقيم وتهاون صارخ بالقانون مما جعل البعض من المفكرين يرددون مقولة أن المصريين لا يستحقون الحرية التى حصلوا عليها وأنهم اعتادوا على القهر منذ قديم الأزل وأنهم لا يستحون ولا يصلح معهم إلا سلاح الشدة والقسوة. وسادت بين المصريين حاليا مظاهر الجشع والاستغلال والطمع فى كل شىء وأصبحنا جميعا نضع أيادينا فى جيوب بعضنا. وأصبح سائق التاكسى يستغل زبائنه ووضع تعريفة حد أدنى لركوب تاكسيه بواقع خمسة جنيهات ولو عدة مترات وصار يقاول الراكب قبل أن يركب ويحدد أيضا اتجاه سيره إن كان يناسبه وعلى هواه أم لا؟ وابتدع سائقو الميكروباص نظاما غريبا وشاذا وهو تقطيع المسافات ليحصلوا على أربعة أضعاف الأجرة المقررة والمدرسون استباحوا استغلال أولياء الأمور واخترعوا تعبيرات غريبة فى الدروس الخصوصية وهى الدروس المكثفة والمركزة ليحصلوا على أضعاف ما يتفق عليها مع أولياء الأمور الذين استنزفوهم ماديا حتى فى إجازة نصف السنة. وتجار الجملة والتجزئة الذين يتاجرون فى السلع الأساسية والغذائية رفعوا أسعارها بمعدل 50% فى الآونة الأخيرة تحت شعار ارتفاع سعر الدولار. وهى شماعة جاهزة للرد دائما. علما بأن سعر الدولار زاد بمعدل 5% ولكنهم من باب الطمع والجشع رفعوا ال 5% إلى 50%.. والبلطجية استباحوا الاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة. فاعتدوا على أراضى الدولة بيوتا ومحلات دون تراخيص واعتدوا أيضا على أراضى أساتذة جامعة الإسكندرية ومساحتها 500 فدان فى منطقة برج العرب لإقامة مجتمع سكنى وحولها البلطجية إلى زراعات للطماطم والخيار بعد أن هدموا شبكات الكهرباء والمياه التى دفع نفقاتها الأساتذة من مالهم الخاص. وكذلك الحال فى أرض الصحفيين بالساحل الشمالى التى استولى عليها الأعراب والبلطجية وأجروها دون سند قانونى لآخرين زرعوها ومنعوا أصحابها الشرعيين من دخولها رغم أنها مشتراة من وزارة الزراعة بعقود بيع ومحاضر استلام رسمية. لقد أصبحنا نسرق بعضنا البعض نهارا جهارا وتسود بيننا قيم القوة والبلطجية وقانون الغابة. والدولة غائبة مستغرقة فى حالة من الفوضى والشرطة مشغولة بمكافحة ومقاومة الإرهابيين من الإخوان وأتباع هم ولاعزاء لأصحاب الحقوق الضائعة والذين لايجدون من يحميها!!