هى الحرب وليس لها مسمى آخر.. حرب مثل كل الحروب التى خاضتها مصر ضد العدو الإسرائيلى.. الفارق الوحيد أن العدو هذه المرة هو الإخوان وإخوانهم من الجماعات التكفيرية المتطرفة! وليس خافيا أن الإخوان وإخوانهم يخوضون هذه الحرب على جبهتين.. جبهة داخلية يستخدمون فيها أسلحة الإرهاب والتخريب ومحاولة نشر الفوضى وإسقاط الدولة.. وجبهة خارجية تعمل قياداتهم الهاربة من خلالها على إثارة الرأى العام العالمى ضد مصر وإقناع العالم بأن مصر تحتضر! لكنها مصر ولكنهم المصريون.. فقد بدأت بشائر النصر تلوح على مستوى الجبهتين الداخلية والخارجية.. ولن يمر وقت طويل إلا وتلحق الهزيمة بالإخوان وإخوانهم! على مستوى الجبهة الداخلية بدأت أعراض الهزيمة تظهر على الإخوان.. الحشود تتضاءل والوقفات تتآكل.. وأصبح معظمها من النساء والأطفال.. وكأن جماعة الإخوان أصبحت تنتمى لنون النسوة! فى نفس الوقت بدأت الخلافات تنتشر داخل ما يسمى بتحالف دعم الشرعية.. كما بدأ التحالف نفسه يفقد القدرة على تحريك «القواعد» بنفس الطريقة التى كان يحركها بها فى أعقاب اندلاع ثورة 30 يونيو. ثم إن أعداد المنشقين عن جماعة الإخوان بدأت تتزايد بشكل ملحوظ.. وأصبح هؤلاء المنشقون يمثلون ظاهرة لم يعد فى استطاعة الجماعة إنكارها! كل هذا بالإضافة إلى تصاعد الغضب بين شباب الجماعة بسبب تصرفات قياداتهم واقتناع هؤلاء الشباب بأن القيادات تضحى بهم لتحقيق مصالحهم الشخصية. صحيح أن بعض رجال الشرطة والجيش يسقطون شهداء بين الحين والحين.. وصحيح أن أصابع الإرهاب الخسيسة لا تزال تتحرك هنا وهناك.. وصحيح أن أعمال التخريب لم تتوقف تمامًا.. لكنها الحرب كما اتفقنا.. ومن طبيعة الحروب أن يسقط شهداء وأن تقع خسائر!.. لكن - والحمد لله - مصر تسير فى طريق النصر بينما الإخوان يسيرون فى طريق الهزيمة! وهو نفس ما يحدث على مستوى الجبهة الخارجية أيضًا! *** استطاعت جماعة الإخوان بدعم من الولاياتالمتحدة وقطر وتركيا توجيه عدة ضربات لصورة مصر الخارجية وثورتها الشعبية التى قامت يوم 30 يونيو.. ووجدت مصر نفسها محاصرة باتهامات تنهال عليها من عدد كبير من دول العالم تتعامل مع ثورتها على أنها انقلاب.. وفى هذا الإطار تعرضت مصر لعزلة أفريقية بعد أن جمّد مجلس السلم والأمن الأفريقى عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى.. كما مارست أوروبا ممثلة فى الاتحاد الأوروبى ضغوطا قوية على مصر فى نفس الاتجاه.. لكن بشائر النصر بدأت تلوح فى الأفق.. فعلى مستوى أفريقيا حدثت تغييرات تجاه مصر أكدت أن عزلة مصر أفريقيا على وشك أن تتآكل.. كما حدثت تغيرات على مستوى أوروبا أعطت انطباعا واضحا بأن الاتحاد الأوروبى يحاول تصحيح مساره! إذا بدأنا بأوروبا فسنجد أن هناك تغيرا ملحوظا فى موقف الاتحاد الأوروبى متمثل فى تصريحات مبعوث الاتحاد الأوروبى لدى الشرق الأوسط «برناردينو ليون» التى قال فيها إن جماعة الإخوان لم تسع خلال توليها السلطة.. قبل ثورة 30 يونيو إلى تحقيق الألفة بين طوائف الشعب المصرى، وكانت لهم طموحات خاصة! التغير فى الموقف الأوروبى لم يقتصر على تصريحات مبعوث الاتحاد الأوروبى، لكن الحقيقة أنه لم يلتق بأعضاء تحالف دعم الشرعية عند زيارته لمصر.. وهو ما أثار غضب الإخوان وصدمتهم وأكد أن هناك تراجعا من جانب الاتحاد الأوروبى فى التواصل مع جماعة الإخوان. وأغلب الظن أن هذا التغير فى الموقف الأوروبى يمكن اعتباره مقدمة لتغيرات أخرى أكثر قوة وتأثيرا مثل دعم خارطة الطريق المصرية بشكل واضح وصريح والإفراج عن المساعدات الأوروبية والاعتراف بأن جماعة الإخوان جماعة إرهابية. وفى كل الأحوال فإن الموقف الأوروبى الذى عبّر عنه مبعوث الاتحاد الأوروبى يمكن اعتباره خطوة صحيحة فى الاتجاه الصحيح. أما الموقف الأفريقى فكان مفاجأة بكل المقاييس! *** خلال شهر يناير الماضى قام وفد إخوانى يرأسه الدكتور محمود حسين أمين عام جماعة الإخوان بزيارة إلى جنوب إفريقيا فى إطار المحاولات الإخوانية لتلويث سمعة ثورة 30 يونيو وإقناع الرأى العام العالمى بأن ما حدث كان انقلابا وليس ثورة. قبل هذه الزيارة سعى الإخوان لتصوير الرئيس المعزول محمد مرسى على أنه «مانديلا» العرب فى محاولة واضحة لدغدغة مشاعر الأفارقة وتأليبهم على النظام فى مصر. كل ذلك لم يفلح فقد فوجئ الإخوان بوفد من جنوب إفريقيا يرأسه وزير الدولة لشئون الأمن كمبعوث شخصى لرئيس جنوب إفريقيا.. ويقوم هذا المبعوث الشخصى بلقاء المشير السيسى ويعلن دعم جنوب إفريقيا لمصر قيادة وشعبا. فى نفس الوقت تبنى الاجتماع الوزارى للسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا «الكوميسا».. والذى يضم فى عضويته 19 دولة.. اقتراح مصر بإضافة فقرة إلى مشروع البيان الختامى تشير إلى تطلع «الكوميسا» لسرعة استئناف مشاركة مصر فى أنشطة الاتحاد الإفريقى.. وفى أقرب وقت ممكن. سبق ذلك زيارة وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى لتانزانيا والكونغو.. وسمعنا لأول مرة منذ تجميد عضوية مصر فى الاتحاد الإفريقى تصريحات إيجابية لابد أنها أصابت الإخوان بالخبل والجنون! فى الكونغو قال رئيس البرلمان الكونغولى إنه لا يمكن تخيل وجود مصر بدون مياه النيل وأن الكونغو لن تتخذ أى مواقف من شأنها الإضرار بمصالح مصر. وفى تنزانيا سمعنا الرئيس التانزانى يطالب بضرورة أن تعود مصر بسرعة للعائلة الإفريقية، مؤكدًا أن إجراء الانتخابات الرئاسية سيمثل خطوة حاسمة فى هذا المسار. وليس لكل ذلك إلا معنى واحد.. قرب عودة مصر لإفريقيا وعودة إفريقيا لمصر! *** رياح التغيير تهب بقوة وتؤكد أن العالم يتجه لعزل الإخوان.. وأغلب الظن أن الكابوس الإخوانى سينزاح قريبا عن مصر وعن العالم إلى غير رجعة. اللهم آمين!