مسنشار للطيران والإسكان والاقتصاد.. من هو أسامة شلبي رئيس مجلس الدولة الجديد؟    القوات المسلحة تحتفل بالعام الهجرى الجديد    بيان عاجل أمام «النواب» بسبب استمرار أزمة الرسوم القضائية    في موكب صوفي مهيب.. الطرق الصوفية تحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة غداً (تفاصيل)    البطريرك يونان يتفقّد كنيسة مار إلياس في دمشق بعد التفجير الإرهابي    الأوقاف: محافظة الفيوم تتسلَّم أولى دفعات لحوم صكوك الأضاحي    البنك الدولي يوافق على منحة 146 مليون دولار لدعم كهرباء سوريا    تكريم 200 موظف بعد اجتياز برنامج تدريبي رقمي في بني سويف    الجيش الإسرائيلي ينسحب من بلدة يَعْبَدْ بعد عملية استمرت 16 ساعة    أردوغان يلتقي رئيس الوزراء البريطاني على هامش قمة الناتو    شوبير: حمزة علاء ليس قريبًا من الزمالك.. ويقترب من تجربة احترافية خارج مصر    مصرع طفل غرقا أثناء الصيد بترعة في سمالوط.. والنيابة تصرح بالدفن لعدم وجود شبهة جنائية    حتى 29 يونيو.. عروض مسرحية النداهة ضمن الموسم المسرحي بالوادي الجديد    في أسبوعين..تامر حسني يكسر حاجز ال 12 مليون مشاهدة ب حلال فيك    لمواليد برج العذراء.. ما تأثير الحالة الفلكية في الأسبوع الأخير من يونيو 2025 على حياتكم؟    الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران فرصة لتفادي تصعيد كارثي    البورصة المصرية تربح 27.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    بيراميدز يعطي فيستون ماييلي الضوء الأخضر للرحيل.. ويوضح موقف مصطفى محمد من الانضمام للفريق    محمد شريف: أتفاوض مع 3 أندية من بينها الزمالك وبيراميدز    شبانة: جسلة منتظرة بين الخطيب وريبيرو لحسم موجة التعاقدات الثانية بالأهلي    «تمركزه خاطئ.. ويتحمل 3 أهداف».. نجم الأهلي السابق يفتح النار على محمد الشناوي    «بسلاح الذكريات السيئة».. ماسكيرانو يحفز ميسي للانتقام من باريس سان جيرمان    محافظ بورسعيد يكشف سبب هدم قرية الفردوس    براءة 12 متهمًا من الهجرة غير الشرعية والسرقة في المنيا    جهاز تنمية المشروعات يطلق الموسم الرابع من مسابقة Startup Power    شكوك بقدرة نتنياهو على استغلال تأييد الإسرائيليين الحرب على إيران    «العربية لحقوق الإنسان»: مراكز المساعدات لمؤسسة غزةتشكل انتهاكاً خطيراً لمبادئ القانون الإنساني    نانسي عجرم ومارسيل خليفة يشاركان في مهرجان صيدا الدولي أغسطس المقبل    عبلة كامل تتصدر التريند بعد أحدث ظهور لها    «حمى القراءة.. دوار الكتابة».. جديد الروائي الأردني جلال برجس    التقويم الهجري: من الهجرة إلى الحساب القمري.. قصة زمنية من عهد عمر بن الخطاب حتى اليوم    هيئة التأمين الصحي توقع بروتوكول تعاون لتعزيز التحول الرقمي في خدمات رعاية المرضى    عاجل- مدبولي يستعرض نتائج تعاون جامعة أكسفورد ومستشفى 500500 لتطوير العلاج الجيني للسرطان    البطريرك يوحنا العاشر يتلقى تعازي بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا    قرار جمهوري بتعيين سلافة جويلي مديرا للأكاديمية الوطنية للتدريب    بنك ناصر يدعم أطفال الشلل الدماغي بأحدث الأجهزة المستخدمة في تأهيل المرضى    الرئيس السيسي يؤكد لنظيره الإيراني رفض مصر للهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف قطر    تطور قضائي بشأن السيدة المتسببة في حادث دهس "النرجس"    محافظ الجيزة يتابع ميدانياً جهود إطفاء حريق بمخزن دهانات بمنطقة البراجيل بأوسيم    مدير مكتبة الإسكندرية يستقبل وفد جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات    القبض على صاحب فيديو سرقة سلسلة ذهبية من محل صاغة بالجيزة    أستاذ بالأزهر يحذر من انتشار المرض النفسي خاصة بين البنات والسيدات    كشف غموض اندلاع حريق في مخزن مواسير بلاستيك بسوهاج    المشاط تبحث مع المنتدى الاقتصادي العالمي تفعيل خطاب نوايا «محفز النمو الاقتصادي والتنمية»    رابط رسمي.. نتائج امتحانات نهاية العام في كليات جامعة أسيوط    المؤتمر الطبى الأفريقى .. عبدالغفار يشيد بجهود"الرعاية الصحية" في السياحة العلاجية والتحول الرقمي    توريد 3 أجهزة طبية لمعامل مستشفى الأطفال بأبو حمص بتكلفة 4 ملايين جنيه    «دعاء السنة الهجرية».. ماذا يقال في بداية العام الهجري؟    الترجي ضد تشيلسي.. الجماهير التونسية تتألق برسائل فلسطين في مونديال الأندية    وزير الرياضة: منتخب اليد يستحق جهازا فنيا على أعلى مستوى    محافظ القاهرة يبحث مع وزير الثقافة تحويل حديقة الأندلس لمركز فنى وثقافى    تحرير 145 محضرًا للمحال المخالفة لقرارات ترشيد الكهرباء    وزيرة التخطيط تلتقى ممثلى مجتمع الأعمال الصينى خلال المنتدى الاقتصادي العالمي    صور جديدة تظهر الأضرار اللاحقة بمنشآت فوردو وأصفهان ونطنز    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 25-6-2025 في محافظة قنا    مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة.. مواجهات نارية في كأس العالم للأندية    رسميًا درجات تنسيق الثانوية العامة 2025 في بورسعيد.. سجل الآن (رابط مباشر)    أجمل رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 1447.. ارسلها الآن للأهل والأصدقاء ولزملاء العمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول وزير دفاع مصرى يزور موسكو منذ 40 عاما.. المشير والقيصر انطلاقة جديدة
نشر في أكتوبر يوم 16 - 02 - 2014

استيقظ المصريون صباح يوم الأربعاء الماضى، على صورة المشير عبد الفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربى، بالزى المدنى لأول مرة وهو متوجه إلى روسيا فى زيارة رسمية رافقه فيها نبيل فهمى وزير الخارجية، والتى تعد الأولى منذ 40 عاما، حيث لم يقم وزراء الدفاع خلال تلك الفترة بزيارة روسيا. وما أن ظهرت صورة المشير وتناقلتها شاشات التلفزيون والمواقع الإلكترونية حتى اعتبرتها الجماهير بمثابة إعلان شبه رسمى للمشير عن حسمه للترشح للانتخابات الرئاسية، وتحدثت بعض وسائل الإعلام عن أن هذا الظهور الذى يأتى بعد لقاء المشير لعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية السابق والذى أعلن عقب اللقاء حسم المشير للأمر، هو بمثابة تأكيد على تلك التكهنات التى ما زالت لم تصبح واقعا مادام باب الترشح للانتخابات الرئاسية لم يفتح بعد، ولم يعلن المشير عبدالفتاح السيسى بشكل رسمى أنه وافق على الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة استجابة لرغبة الجماهير الشعبية، التى تطالبه بذلك، وحول الهدف من زيارة السيسى لموسكو فى هذا التوقيت، خاصة أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد التقى وزيرى الدفاع والخارجية، أعقبهما جلسة مباحثات ثنائية بين الجانبين المصرى و الروسى حول التعاون العسكرى المشترك بين البلدين، حاولنا التعرف على آراء الخبراء حول تلك الزيارة والأهداف المرجوة منها فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة.
وقبل حديث الخبراء نتطرف إلى تصريحات المشير عبد الفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربى الذى قال فى تصريحات صحفية، إن زيارته لموسكو ستعطى دفعة جديدة لتطوير التعاون العسكرى-التقنى بين مصر وروسيا، مشددا على أن هذا التعاون كان يعتمد دائما على المصالح المتبادلة ويصب فى منفعة البلدين.
وعبر السيسى عن امتنانه لوزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو على حفاوة الاستقبال.
وهنأ السيسى الجانب الروسى بمناسبة انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فى سوتشى جنوب روسيا، مشيدا بمستوى تنظيم الألعاب.
بداية قال اللواء أركان حرب محيى نوح الخبير الاستراتيجى إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى ومعه نبيل فهمى وزير الخارجية إلى روسيا زيارة مهمة خلال هذه الفترة فهى أولا رد على زيارة وزيرى الدفاع ووزير الخارجية الروسى لمصر فى 14نوفمبر الماضى وهذه الزيارة هى الأولى منذ أربعين عاما.
وأضاف أن هذا التقارب الروسى المصرى مطلوب حيث إن الجانب الأمريكى الذى رفض فى وقت سابق إمداد مصر ببعض الطائرات f16 وبعض المعدات العسكرية والتلويح باستمرار قطع المعونة كل ذلك لفشل مخططهم فى مصر وفى شرق أوسط جديد مقسم إلى دويلات لصالح إسرائيل.
وأضاف «نوح» نقول لهم: إن مصر أكبر من تلك التصرفات التى تحاول هدم أقدم دولة فى العالم، وأن مصر تستطيع بعلاقاتها مع روسيا والصين والدول الكبرى والدول العربية المحبة لها أن تعيد التوازن للمنطقة.
وأوضح أن هذه الزيارة ستعيد العلاقات كما كانت أيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كما أنها ستفتح أبوابًا كثيرة للنقاش حول التعاون الاقتصادى والتجارى والسياسى ومناقشة ما يدور فى مشروع بناء سد النهضة الإثيوبى.
كما أن هذه الزيارة مهمة بكل المقاييس لكل من مصر وروسيا.
الطريق الصحيح
ويرى اللواء محمود خلف الخبير العسكرى أن الجيش المصرى سبق أن غير مصادر تسليحه ثلاث مرات من قبل، الأولى بداية من السلاح البريطانى الفرنسى، ثم السلاح الشرقى من تشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتى منذ الخمسينيات وحتى حرب أكتوبر، ثم السلاح الأمريكى منذ توقيع اتفاقية السلام.
مشيرا إلى أن التقارب الروسى مع مصر لم يتم على دفعة واحدة بل سبقته زيارات لخبراء عسكريين روس ثم تلاها زيارة وزير الخارجية ووزير الدفاع الروسى إلى مصر فى العام الماضى فى إشارة لإتمام الصفقة.
وأوضح خلف، أن السلاح الروسى ليس بديلاً عن المساعدات العسكرية الأمريكية ولن يتسبب ذلك فى تقليص المعونات العسكرية الأمريكية أو استياء الولايات المتحدة فنحن نعتمد الآن أكثر من أى وقت مضى على سياسة «التنويع» فى مصادر التسليح.
وأضاف أن الزيارة بحثت الأوضاع الساخنة فى المحيط الإقليمى لمصر فهناك قلق مصرى مما يحدث فى سوريا «الحليف الروسى فى المنطقة» .. مشيراً إلى أن وزيرى الدفاع والخارجية تطرقا إلى ملف الشرق الأوسط وظهور دور إضافى لعدد من الدول فى المنطقة مثل تركيا وقطر .. ومصر لها رؤية بصفتها دولة القيادة الإقليمية فى الشرق الأوسط .. وتقوم بتوسيع دائرة الحوار حول الأمن القومى الإقليمى لها .
بالاضافة إلى ملف سد النهضة الإثيوبى فهو ليس مشكلة مصرية إثيوبية فقط ولكنه صراع إقليمى وهناك أطراف متداخلة فيها كثيرة منها إسرائيل وتركيا.
ونفى اللواء محمود خلف أن يكون هناك أى ارتباط بين توقيت زيارة المشير السيسى لروسيا وإعلان السيسى عن ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية، رافضاً أى نوع من أنواع «المباركة» الخارجية .. معتبراً أن هذا القرار شأن مصرى داخلى صميم يخص الشعب فقط دون غيره، ومؤكداً على رفض الشعب المصرى أى إملاءات خارجية حول اختيار رئيس مصر القادم سواء كانت من دولة عدو أو صديق.
وأشار « خلف» إلى أن تلك الزيارة تثبت أن مصر الآن تسير على الطريق الصحيح حيث بدأت بالتفرغ لتجديد العلاقات الخارجية لأول مرة منذ ثورة يناير وبعد سقوط مبارك الذى كان يعتمد على الولايات المتحدة، وتعد هذه الزيارة تحركًا جديدًا لمصر وتدل على أنها بدأت تنظر للمحيط الإقليمى بعد فترة من الانغلاق على المشاكل الداخلية.
صفقة الأسلحة
من جانبه أكد اللواء دكتور سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق أن صفقة الأسلحة التى تم الاتفاق عليها بين مصر وروسيا سيتم الانتهاء منها خلال زيارة المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع لروسيا، مؤكداً أنها الصفقة الأكبر منذ حرب 73، وشدد على أن الأسلحة المتفق عليها هى الأحدث فى الترسانة العسكرية الروسية.
وأضاف الدكتور سمير فرج أن المؤسسة العسكرية، تعمل من خلال تلك الزيارة على توفير قطع الغيار للأسلحة الروسية فى الجيش المصرى.
مشيرا إلى أن أغلب إنتاج المصانع الحربية المصرية، هى الأسلحة الروسية التى تحتاج إلى الحصول على برامج التطوير الخاص بها، مشيراً إلى أن هذا الملف سيكون الأهم على قائمة المشير السيسى، خلال لقائه بوزير الدفاع الروسى.
واستطرد «فرج» قائلاً: إن أهمية ذهاب المشير السيسى فى هذه الزيارة تكمن فى إنهاء الأمور العالقة فى صفقة الأسلحة، والتى توقفت عندها المحادثات المبدئية بين الجانبين بالإضافة إلى تحقيق مطالب المؤسسة العسكرية التى كانت تحلم بتنوع مصادر الأسلحة وهو الأمر الذى يحسب ل«السيسى فى تلك المرحلة».
وأشار الدكتور سمير فرج إلى أن زيارة المشير السيسى ووزير الخارجية لروسيا جاءت رداً لزيارة نظيريهما الروسيين فى نوفمبر الماضى»،موضحا أن الوضع فى سوريا والإرهاب كان من الموضوعات المطروحة على مناقشات الجانبين، لافتاً إلى أن السيسى ارتدى ملابس مدنية لظروف الرحلة الطويلة وإنه ارتدى زيه العسكرى أثناء الاستقبال الرسمى.
من جانبه قال اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق، إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع ووزير الخارجية نبيل فهمى لروسيا تأتى لتنمية العلاقات المصرية الروسية العسكرية، وذلك إيحاء من مصر أنها تتقرب من روسيا، مؤكدا أن من الصعب الابتعاد الكلى عن أمريكا، لأن هذا يحتاج وقتا وإمكانيات كبيرة جدا تنتظرها مصر لتفعل مثل هذه الخطوة.
موضحا أن هذا لا يعتبر تغييرا كاملا فى اتجاه مصر وعلاقتها بالدول الكبرى، معللا بأن مصر كانت لها علاقات قوية جدا مع روسيا منذ الاتحاد السوفيتى وكانت المساعدات العسكرية والاقتصادية عن طريق الاتحاد، بعدها تحولت إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد اللواء نبيل فؤاد أن روسيا قديما كانت تود أن تنشر عقيدتها الشيوعية فكانت تتجه إلى دول الشرق الأوسط لنشرها، لافتا إلى أنها الآن تسعى وراء مصالح مادية فقط، قائلاً إنها فقدت بعض موانئها فى المنطقة، ولم يتبق لها سوى سوريا فى شرق البحر المتوسط، تركز عليها، وتشدد على ضرورة أن تكون مصر هى قدمها فى المياه الدافئة، وميناءً لها لمساعدة جنودها فى البحر المتوسط.
صمام الأمان
قال اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى، إن صفقة الأسلحة التى يتم الانتهاء منها الآن من قبل المشير عبد الفتاح السيسى ووزير الدفاع بروسيا تأتى رداً على تضييق الخناق الأمريكى على مصر تجاه تسليح الجيش المصرى، مشيراً إلى أن أمريكا تراجعت عن هذه الخطوة وقامت بنوع من الإفراج النسبى من حيث المساعدات العسكرية بعد فشلهم فى إعادة حكم جماعة الإخوان الإرهابية مرة أخرى.
وأضاف «سويلم» أن هذا الإفراج من قبل أمريكا جاء بعد حسم الجيش المصرى قضية التنوع فى مصادر السلاح وعدم الاعتماد على جهة واحدة، لافتاً إلى أن هناك اتفاقات أسلحة أيضاً مع الصين من حيث تصنيع بعض قطع الغيار وغيرها.
ولفت «سويلم» إلى أن صفقة الأسلحة الروسية تمت بشرطين مهمين وهما عدم ارتباط التسليح بما يحدث فى الشأن الداخلى المصرى وأيضاً علاقات مصر الخارجية، مشيراً إلى أن هذين الشرطين المهمين صمام أمان لمصر فى المستقبل.
انفتاح جديد
وأضاف اللواء ممدوح عطية الخبير الاستراتيجى أن روسيا الآن تتجه لتدعيم وتقوية علاقتها بالكثير من دول الشرق الأوسط، معتبرًا هذه الزيارة بالنسبة لمصر انفتاحًا جديدًا.
كما أن مصر لن تبتعد عن أمريكا بهذا الاقتراب فى العلاقات العسكرية والسياسية مع روسيا، مؤكدًا أن توسيع العلاقات سيزيد من قدرة مصر فى التعامل مع باقى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية، مشددًا على ضرورة استغلال مصر لهذه العلاقة بالوقوف فى وجه أمريكا وليقل ضغطها على مصر.
نواة للتعاون القادم
ويرى اللواء حمدى بخيت الخبير الاستراتيجى أن ما أعلن فى تقارير غير رسمية عن حجم الصفقة بين مصر وروسيا الذى يتراوح ما بين 2 ل4 مليارات دولار ليس بالمبلغ الكبير فى عالم سوق السلاح العالمى، مشيراً إلى أن أقل صفقة سلاح تبدأ ب10 مليارات دولار،خاصة إذا علمنا أن السعودية عقدت صفقة لشراء طائرات فقط من الولايات المتحدة منذ عدة سنوات بقيمة 60 مليار دولا وهذا نوع واحد من الأسلحة.
وأوضح بخيت أن هذه الزيارة وأى صفقة عسكرية سيعقدها المشير ستكون مجرد نواة لتعاون عسكرى قادم.
ونفى بخيت ما تردد حول سماح مصر لروسيا ببناء قواعد عسكرية داخل مصر.
خطوة مهمة
كما أكد السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس حزب المؤتمر، أن الزيارة للعاصمة الروسية موسكو فى إطار زيارة رسمية، تعد خطوة مهمة فى وضع أسس علاقة استراتيجية جديدة بين البلدين،مضيفا أن الزيارة تعد استكمالا لمنهج متقدم فى التعاون بين مصر وروسيا وهو «2+2».
ونفى العرابى اعتبار العلاقات بين الجانب المصرى والروسى على أنها استبدال طرف بطرف آخر أو قطب بقطب آخر، فى إشارة للولايات المتحدة الأمريكية.
وشدد «العرابى» على أن العلاقات بين روسيا ومصر تضفى حيوية وقدرة أكبر للسياسة المصرية فى المناورة والمرونة فى الأقطاب الدولية، مؤكدًا أنها خطوة مهمة للأمن القومى المصرى. *** تاريخ طويل من التعاون الاستراتيجى تمتد العلاقات العسكرية المصرية الروسية إلى أوائل القرن العشرين، وإن كان البعض يرى أنها أقدم من ذلك بكثير ويعيدها إلى القرن التاسع عشر حيث يعود أول تمثيل دبلوماسى روسى فى مصر إلى عهد الامبراطورة «إيكاترينا الثانية»، حيث عينت عام 1784، البارون «كوندرات فون تونوس»، (الروسى النمساوى الأصل)، كأول قنصل روسى فى مدينة الإسكندرية، وتلاها افتتاح مقر القنصلية الروسية ورفع العلم الروسى فوقه، فى حفل كبير يوم 27 يوليو 1785.
ومع أول صفقة أسلحة كان لها تأثير واضح على تسليح القوات المصرية والتى كانت بمثابة بداية التقارب الحقيقى بين موسكو ومصر والتى تعد أحد أهم الشواطئ الدافئة أمام أعين الروس. وترجع العلاقات بين البلدين إلى عام 1943.
وتسلمت مصر أول صفقة من الأسلحة الشرقية فيما عرف باسم «الأسلحة التشيكية». وكانت تشيكوسلوفاكيا عضوا فى حلف وارسو بزعامة الاتحاد السوفيتى (آنذاك). واستمر نقل الأسلحة من التشيك إلى مصر منذ عام 1955 حتى عام 1956، حيث كانت تجرى فى الجيش المصرى عملية إحلال وتجديد من السلاح الغربى (البريطانى أساسا) إلى السلاح الشرقى.
وكانت أول قطع من أسلحة حلف وارسو تخرج خارج الحلف وخارج الصين، كانت متوجهة إلى مصر فى كل المجالات «القوات البرية والبحرية والجوية» .. «كان تسليحا على مستوى دولة بتكتيكات مختلفة، إلا أن قدرة أى جيش على استيعاب نوع جديد من الأسلحة يستغرق من سنة إلى سنة ونصف السنة، من أجل التدريب « لكى يصل الجيش إلى عملية التناغم مع أسلحته».
وقبل أن تستوعب مصر الأسلحة الشرقية الجديدة وقعت حرب العدوان الثلاثى عام 1956 وكان الجيش المصرى قد استوعب الأسلحة الشرقية قبل العدوان الثلاثى لتغير التوازن العسكرى لصالح مصر. ولهذا السبب دخلت إسرائيل فى الحرب إلى جانب إنجلترا وفرنسا مستغلة عملية التحول التسليحى داخل الجيش المصرى» .
ومنذ ذلك الوقت أصبح الاتحاد السوفيتى بالنسبة لمصر مصدرا أساسيا للسلاح بدلا من الغرب رغم تطور الأسلحة الغربية.
وتوثقت العلاقات بين الجانبين، القاهرة وموسكو، أكثر مع تمويل السوفيت للسد العالى. واستمر هذا التعاون حتى قام الرئيس الراحل أنور السادات بطرد الخبراء السوفيت عام 1972، أى قبيل حرب تحرير سيناء، بسبب تباطؤ موسكو فى إرسال ما طلبه السادات من كبارى ومعدات وقطع للدفاع الجوى المتحرك لكى يتمكن من تغطية مناطق أوسع فى سيناء تصل حتى حدود إسرائيل.
وتوقفت مصر عن شراء الأسلحة السوفيتية بشكل تام مع قرب توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، أى فى سنة 1978 تقريبا، واتجهت منذ ذلك الوقت إلى شراء الأسلحة الأمريكية.
ومع وصول الرئيس الأسبق حسنى مبارك إلى السلطة خلفا للسادات، بدأ فى مواربة الباب الذى لم يكن قد أغلق تماما مع الروس. ومنذ مطلع ثمانينات القرن الماضى اتسمت علاقة مبارك مع الاتحاد السوفيتى ب « التطبيع التدريجي» وفى عام 1995 بدأت عملية استيراد للدبابة الروسية «تى 8034»، إضافة لمروحيات ومعدات أخرى.
وترسخت العلاقات العسكرية بين البلدين بزيارة وزير الدفاع الروسي، إيغور سيرغييف، لمصر فى عام 1998، حيث اتفقا على تطوير الروس للاتصالات المصرية فى المجالات العسكرية، وبحلول عام 2008، كانت مصر قد تسلمت من موسكو مروحيات وأنظمة للرادار وأخرى للصواريخ المضادة للطائرات، وكذا تحديث أنظمة خاصة بالدفاع الجوي.
وفى العام التالى، أى فى 2009، وخلال زيارة الرئيس الروسى السابق ديمترى ميدفيديف للقاهرة، جرى توقيع البلدين معاهدة شراكة استراتيجية للتعاون العسكرى والتقني، خاصة ما يتعلق بمنظومة الأسلحة التى استوردتها مصر من الاتحاد السوفيتى فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى، وهو ما أكدت عليه زيارة قام بها بعد ذلك بعام وزير الإنتاج الحربى المصرى السابق سيد مشعل.
وقد أبدت موسكو تفهما للتغيرات الحالية فى مصر، وتبادلت مع مصر الوفود الشعبية قبل أن يرسو الطراد «فارياغ»، وهو من أهم وحدات الأسطول العسكرى الروسى، فى ميناء الإسكندرية فى زيارة غير رسمية، لكن ذات مغزى فى تقدم التقارب بين البلدين. وبعد رسو الطراد بيومين بدأ كل من وزير الدفاع ووزير الخارجية الروسيين زيارة رسمية للقاهرة نوفمبر الماضى.
وتعد زيارة المشير عبد الفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى ومعه نبيل فهمى وزير الخارجية إلى موسكو استكمالا للتعاون بين البلدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.