تواصل سلطنة عُمان إجراء المشاورات والمباحثات المهمة فى إطار الاتصالات العربية والعالمية السياسية والاقتصادية المكثفة التى تقوم بها لتفعيل التعاون الاقليمى والدولى وإثراء حوار الحضارات. فى هذا السياق: **اختتمت فى سلطنة عُمان قمة عمانية - يابانية حيث عقد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لقاء مهما مع شينزو آبى رئيس وزراء اليابان الذى قام بزيارة للسلطنة ، وقد تم خلاله بحث أوجه التعاون القائم وسبل دعم العلاقات الثنائية لمواصلة تحقيق المصالح المشتركة للشعبين العمانىواليابانى ، وقد منح السلطان قابوس لرئيس وزراء اليابان وسام عمان . فى ختام الزيارة صدر بيان مشترك أكدت فيه السلطنة واليابان حرصهما على مواصلة تفعيل الشراكة الشاملة على كافة المستويات ، مع تحقيق المصالح المشتركة فى تأمين مسارات النقل البحرى بما يعمل على استقرار خطوط الملاحة الدولية. واتفقا فى هذا الصدد على أهمية التعاون المستمر فيما بينهما فى مجال الأمن البحري، بما فى ذلك عمليات مكافحة القرصنة البحرية. وقد أكد السلطان قابوس على مواصلة السلطنة جهودها بالتعاون مع المجتمع الدولى من أجل تأمين المرور المستقر والآمن فى منطقة الخليج. من جانبه عبّر رئيس الوزراء اليابانى آبى عن تقدير اليابان العميق للتعاون الذى تبديه سلطنة عُمان فى مواصلة أعمال مكافحة القرصنة البحرية. أكد الجانبان على أهمية تطوير التعاون فى قطاع الطاقة من خلال الاستفادة من التكنولوجيا اليابانية المتقدمة، كما عبرا عن نيتهما فى تعزيز التبادل العسكرى على مختلف المستويات. وقد وقعت السلطنة واليابان فى مقر وزارة الخارجية العمانية على مذكرة للحوار السياسى وتنظيم المشاورات بين وزارتى خارجية البلدين ، وتعكس المذكرة حرصهما على تعزيز التعاون الدبلوماسى واهتمامهما بتطوير آليات التشاور وتبادل الخبرات و وجهات النظر فى مختلف الأمور ذات الاهتمام المشترك. كما شمل برنامج الزيارة التوقيع فى مقر وزارة المالية على اتفاقية تجنب الازدواج الضريبى ومنع التهرب الضريبى بالنسبة للضرائب على الدخل بين حكومتى السلطنة واليابان. على ضوء نتائج الزيارة يؤكد المحللون السياسيون أن هناك إجماعا على أن السلطنة هى خط الدفاع الأول، كما أنها الحارس الأمين لأمن منطقة الخليج وسلامتها واستقرارها ، مما ينعكس ايجابيا على دعم السلم الدولى . من هنا لم يكن من قبيل المصادفات ان تتناول المباحثات العمانيةاليابانية الدور المتميز للسلطنة فى تأمين المسارات المهمة على خريطة حركة النقل البحرى العالمى . مباحثات عمانية بريطانية تعد زيارة رئيس وزراء اليابان إحدى مشاهد المشاورات العُمانية الموسعة فى إطار الأدوار الدبلوماسية والسياسية المهمة التى تضطلع بها السلطنة للإسهام فى دعم الجهود الرامية لإحلال السلام وتحقيق الاستقرار ليس على الصعيد الإقليمى فحسب ، وإنما على مستوى العالم ، و يمثل كل ذلك ترجمة عملية على أرض الواقع لمواقفها الداعية إلى مساندة كافة المحاولات التى تستهدف التوصل إلى حلول سلمية عادلة للقضايا الدولية و الإقليمية . على سبيل المثال استقبل السلطان قابوس ،فى شهر ديسمبر الماضى ،وليام هيج وزير الخارجية البريطاني. وتم خلال المقابلة بحث تعزيز التعاون الثنائى القائم بين البلدين فى ظل ما يربطهما من علاقات وثيقة، إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المتبادل. العلاقات الدولية كما شهدت الأشهر القليلة الماضية نشاطا مكثفا فى إطار الدور العمانى لتعميق التواصل الثقافى والفكرى مع العديد من شعوب بلدان العالم ، سواء من خلال الأيام الثقافية العمانية او معارض التسامح الإسلامى التى أقيمت فى عواصم عربية وأجنبية عديدة وهو ما يعزز العلاقات ويزيد من التقارب الانسانى. أما على صعيد العلاقات السياسية والدبلوماسية فقد اكتسبت جهود السلطنة المزيد من الأهمية على الساحات الخليجية والعربية والعالمية ، على نحو حظى بتقدير وإشادة العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لاسهامها فى دعم فرص إحلال السلام والاستقرار فى منطقة الخليج والأمة العربية وتمهيد الطريق للتغلب على مشكلات مهمة . فى هذا السياق ايضا قام السلطان قابوس بزيارة لإيران ، فى شهر أغسطس الماضى ، بوصفه أول قائد عربى وعالمى يزور طهران بعد فوز الدكتور حسن روحانى فى انتخابات الرئاسة التى جرت فى العام الماضى. على خلفية ذلك تواصل السلطنة متابعة تبنى المواقف الثابتة التى تستهدف مواصلة مد جسور من العلاقات الايجابية مع الدول وفقا لمبادئ الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية ، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول ،وتعزيز فرص التعاون وحسن الجوار لتعزيز المصالح المشتركة والمتبادلة . كما قام بزيارات للسلطنة خلال العام الماضى : ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، و ماريو مونتى رئيس وزراء ايطاليا ، والشيخ صباح الأحمد أمير الكويت والشيخ تميم بن حمد أمير قطر، والملك عبدالله ملك المملكة الأردنية ، والدكتور اكليل ظنين رئيس جمهورية القمر، وكذلك نائب رئيس جمهورية البرازيل وعدد من كبار المسئولين فى بلدان العالم .