بعد انتهاء لجنة الخمسين من صياغة التعديلات الدستورية بدأ الصراع بين الأحزاب لحشد مؤيديها للتصويت على الدستور بنعم أو لا، ومن هنا بدأت الانتقادات فيما بينها على المشاركة فى دعم تمريره أو رفضه فى حين فضل البعض عدم الإعلان عن موقفه صراحة مكتفيًا بحملات التوعية لمميزات وعيوب الدستور. وقد أعلن نادر بكار المتحدث الرسمى السابق لحزب النور قرار الحزب بالتصويت بنعم للتعديلات الدستورية وأضاف أنهم يقومون حاليًا فى الحزب بعمل حملات لدعم التصويت بنعم لتلك التعديلات. وفى السياق نفسه تعرض النور لموجة شديدة من الغضب من أعضاء الجماعة المحظورة وأنصار حزب الحرية والعدالة المنحل، وقام عبد الرحمن يوسف نجل القرضاوى بالهجوم على بكار وحزب النور معلنا أن هذا القرار أضاع الكثير من أصواتهم فى الشارع هذا بالإضافة إلى قيام أعضاء من أنصار الجماعة بالاعتداء على منزل بكار اعتراضاً منهم على قرار الحزب. ومن جهة أخرى قال د. أيمن أبو العلا عضو الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى إن موقف حزب مصر القوية برئاسة د. عبد المنعم أبو الفتوح برفض التعديلات مثير للجدل والسخرية فى آن واحد، مؤكدًا بأنه لا شك الآن أن الرفض سياسى وغير موضوعى موجهاُ رسالة للحزب قائلاً: «إذن أكرم لكم أن تعترفوا أنكم مخادعون، ووجهان لعملة واحدة مع الإخوان». واستوقف أبو العلا موقف مصر القوية من دستور 2012 وهو الذى صنعه الإخوان المسلمون،وموقفهم الرافض له بعد تعديله ودعوتهم للشعب بالتصويت بلا للدستور، ووصفهم له بأنه دستور مشوه. وأوضح أبو العلا أن حزب مصر القوية وقواعده ورئيسه تناسوا أنهم عكفوا مع القوى المدنية الأخرى من الأحزاب أثناء إعداد دستور الإخوان ووضعوا الملاحظات والمواد المعيبة والمواد الذين يريدونها فى الدستور أمام الجميع. موضحًا بأنه بعد أن تم التعديل فى تلك المواد التى اقترحتها مصر القوية مع الأحزاب المدنية وطبقت فى الدستور الجديد، يؤكدون أنه دستور مشوه. ويدعون المصريين للتصويت ب «لا». وقال أبو العلا رغم أن حزب مصر القوية بوجه عام والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بوجه خاص لايمكن أن تعرف ماذا يريدون هل كانوا من مؤيدى الرئيس المعزول وجماعته أم لا، وهل كانوا مع ثورة 30 يونيو أم لا، وهل أدان الحزب مواقف الإخوان طيلة عام من حكمهم أم لا؟! فإنهم دائما يلعبون سياسة شاهد ما شافش حاجة. وصرح محمد مجدى أمين حزب مصر القوية مقر بولاق الدكرور أن الحزب لم يصوت بنعم فى دستور 2012 وأنه اتخذ نفس الموقف بعد التعديل والإضافة فى 2013 مطالباً من لا يعرف موقف مصر القوية أن يرجع بالذاكرة ليتأكد من رفضه للدستور مرتين. وأكد مجدى أن الدستور يوجد به بعض المميزات وبعض العيوب التى أدت إلى موقف مصر القوية للرفض فرغم أن باب الحريات فى الدستور جيد إلا أن هناك قانون التظاهر الذى لا نعرف ما إذا كان سوف يُلغى بعد الدستور أم لا مشيراً إلى أن مصر القوية تقوم بعمل مؤتمرات وندوات فى الفترة الحالية والمقبلة لتوعية الشارع بالدستور الجديد وعرض مميزاته وعيوبه. ودعا فؤاد بدراوى، سكرتير عام حزب الوفد، المصريين للخروج يومى 14 و15 يناير المقبل للتصويت بنعم على الدستور الجديد، لتحقيق العدالة الاجتماعية، وضمان الحقوق والحريات للجميع، وبناء مؤسسات الدولة الحديثة من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية. مؤكداً بأن التصويت بنعم للدستور الجديد سيحقق العدالة الاجتماعية، ويضمن الحقوق والحريات للجميع. وأعلن حزب الدستور أن الحزب ينظم سلسلة من الندوات والمحاضرات والفعاليات فى جميع أنحاء الجمهورية، لتوضيح مزايا وعيوب التصويت ب «نعم» أو «لا» على ضوء «المزايا»، التى حصل عليها المصريون فى الدستور الجديد، والمواد التى يتحفظ عليها الحزب.