اكتملت لها فى حياتها عدة عناصر جعلت منها سيدة نساء عصرها. فقد جمعت بين سمو النبى وأناقة المظهر وذكاء الأنوثة ولطف الدعاية كما كانت أحسن الناس شعرًا وأكثرهم معرفة بعلم البيان والبلاغة... فقد ولدت سنة 47 ه لأبيها الأمام الحسين ولأمها الرباب بنت أمرىء القيس بن عدى بن آوس الكلبى ملك "بنى كلب" ويروى أبن زولاق مؤرخ مصر فى مؤرخ مصر فى القرن الرابع أنها أول من دخل مصر من أبناء الإمام على بن أبى طالب. ذكر "ابن خلكان" أنه قد تمت خطبتها إلى الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان أمير مصر فى ذلك الوقت. حيث كان من سياسة الآمويين بعد مقتل الإمام الحسين محاولتهم إبعاد شبهة القتل عنهم وصرف الناس عن الحادث الشنيع الذى ارتكبوه وذلك بالزواج من آل بيت الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) للتقرب إليهم وإغداقهم الإمارات والمناصب على من يأمنونه منهم. عندما عرفت عن الأصبغ شدة ظلمه.. أقسمت ألا تكون له زوجة أبدًا.. وقد استجاب الله لها فما أن وصلت حتى مات الأصبغ دون أن يراها.وكانت أكثر استغراقا فى العبادة وأقل ظهورًا فى المجتمع أيام كانت تعيش فى كنف أبيها الإمام الحسين. كما أن الاحداث التى ألمت بها بعد مقتل أبيها الإمام قد وجهتها نحو الحياة الاجتماعية. و كانت تجمع بين المرح والدعابة والمزاح وبين التقوى والتعبد والتزهد. وكانت دائمة الاعتزاز بنسبها.. .وتزوجت من ابن عمها عبد الله بن الحسن بن على. وانتقلت إلى دارها التى ظلت تعيش فيها حتى اختارها الله إلى جواره. فأصبحت دارها مشهدًا ومسجدًا قام بتجديده عبد الرحمن كتخدا. والشىء اللافت للنظر أن بيوت أهل البيت النبوى وكثيرًا من الأولياء هى نفسها قبورهم بعد الممات. وكان يقول للحسن المثنى بعد أخيه الحسن عندما جاء لخطبتها "اخترت لك فاطمة فهى أكثر ابنتى شبهًا بأمى فاطمة.. أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح لرجل. وقد توفيت السيدة سكينة رضى الله عنها بعد أن ملأت الدنيا من فيض علمها ونور إيمانها.