جبالي: أسماء النواب بصوت عالي لأهمية الجلسة و ليس لإحراج الغائبين    رئيس "صحة النواب": مستعدون لتعديل قانون التأمين الصحي الشامل إذا اقتضى التطبيق    وزير المالية: الموازنة الجديدة فيها نسب استثنائية لمساندة الأنشطة الاقتصادية    وزير الإسكان: ملتزمون بتذليل العقبات أمام المطورين والمستثمرين    بعد فتح المجال الجوي العراقي، إلهام شاهين وهالة سرحان تعودان لمصر    الرئيس الإيراني: لم نسعَ للحرب ولم نبادر بها    الزمالك يكشف حقيقة وصول عرض سعودي لضم ناصر منسي    تعاطى الحشيش وطعنها بشوكة، المشدد 10 سنوات لسوداني قتل أمه بمصر القديمة    محافظ سوهاج: مكتبي مفتوح لمن لديه دليل غش أو فساد بامتحانات الثانوية    وزير الثقافة يصل مبني ماسبيرو لافتتاح استديو نجيب محفوظ    إلهام شاهين وهالة سرحان تغادران العراق بعد تعذر العودة بسبب التوترات الإقليمية    بعد عرضه.. أسماء أبو اليزيد تنشر صورا من كواليس تصوير "فات الميعاد"    الضربة الإسرائيلية لإيران| وكالة الطاقة الذرية: لم تقع أضرار أخرى في منشآت التخصيب الإيرانية    اليوم.. محاكمة 29 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية فى المقطم    طالب يشنق شقيقه بحبل في سوهاج.. السبب صادم    رئيس مجلس النواب يضع مجموعة قواعد لمناقشة مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    قصر ثقافة أبو سمبل يشهد انطلاق برنامج "مصر جميلة" لاكتشاف ودعم الموهوبين    الصحة: إصدار 19.9 مليون قرار علاج مميكن من الهيئة العامة للتأمين الصحي خلال عام    مستقبل صناعة العقار في فيلم تسجيلي بمؤتمر أخبار اليوم    وزير التعليم العالى: بنك المعرفة المصري تحول إلى منصة إقليمية رائدة    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    الإعدام شنقا لجامع خردة قتل طفلة وسرق قرطها الذهبى فى العاشر من رمضان    انخفاض الطماطم.. أسعار الخضروات والفاكهة في سوق العبور اليوم    وفد من نواب المحافظين يتفقد مشروعات تنموية وخدمية في الوادي الجديد    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    شام الذهبي تطمئن الجمهور على نجل تامر حسني: «عريس بنتي المستقبلي وربنا يشفيه»    حكم الصرف من أموال الزكاة والصدقات على مرضى الجذام؟.. دار الإفتاء تجيب    السيسي لا ينسي أبناء مصر الأوفياء.. أخر مستجدات تكريم الشهداء والمصابين وأسرهم    صيف 2025 .. علامات تدل على إصابتك بالجفاف في الطقس الحار    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    تفاصيل إنقاذ مريض كاد أن يفقد حياته بسبب خراج ضرس في مستشفي شربين بالدقهلية    موريتانيا.. مظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على إيران وغزة    الاثنين 16 يونيو 2025.. البورصة المصرية تعاود الارتفاع في بداية التعاملات بعد خسائر أمس    تنسيق الجامعات.. اكتشف برنامج فن الموسيقى (Music Art) بكلية التربية الموسيقية بالزمالك    مستشار الرئيس للصحة: مصر سوق كبيرة للاستثمار في الصحة مع وجود 110 ملايين مواطن وسياحة علاجية    ترامب يصل إلى كندا لحضور قمة مجموعة السبع على خلفية توترات تجارية وسياسية    استكمالا لسلسلة في الوقاية حماية.. طب قصر العيني تواصل ترسيخ ثقافة الوعي بين طلابها    انقطاع خدمات الاتصالات في جنوب ووسط قطاع غزة    حالة الطقس اليوم في الكويت    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    فيديو.. الأمن الإيراني يطارد شاحنة تابعة للموساد    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    عمرو أديب: كنت أتمنى فوز الأهلي في افتتاح كأس العالم للأندية    فينيسيوس: نسعى للفوز بأول نسخة من مونديال الأندية الجديد    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية تنطلق تجاه إسرائيل    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    أسعار الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الاثنين 16 يونيو 2025    بوستات تهنئة برأس السنة الهجرية للفيس بوك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في البحث عن الصحابة
الزيتون.. البكري.. حدائق القبة.. دير الملاك أحمد رامي والأصبغ.. في أرض ابن سندر
نشر في آخر ساعة يوم 31 - 12 - 2012


قصر القبة
خناقة دمها خفيف كانت بين محافظة القاهرة وسكان شارع منية الإصبغ بحدائق القبة لتغييره باسم الشاعر الغنائي أحمد رامي (1892 - 1891) أجمل من غنت كلماته سيدة الغناء العربي أم كلثوم (1898 -1975) لأن منزله في شارعهم و لايعرفون معني للاسم واستقر الأمر لاسم الشهيد محمد نبيل السباعي من شهداء أكتوبر 1973 ومن سكان الشارع وقد نفي المهندس توحيد أحمد رامي الابن الثاني للشاعر الكبير أن يكون أي من العائلة قد طلب أو اختلف حول ذلك لسبب بسيط ..إنني وجدت الاسم الجديد لراجل رجع لنا سيناء ولو كان لغيره لتمنيت أن يكون لأبي لأن شارعنا القديم (أقيم حاليا في مصر الجديدة) هو شارع الخندق (وحاليا باسم المخرج سعد نديم (1920 - 1980م) رائد السينما التسجيلية ومن سكان الشارع) المتفرع من مصر والسودان ويتفرع من بدايته إلي شارعين باسم الشاعرين العملاقين المتنبي والبحتري ثم يتفرع منه شارعنا منية الإصبغ ولو وضع اسم رامي عليه لأصبح بين الشارعين وأصبحت صحبة الشعراء.
وقد عشنا أربعين عاما في الشقة وتفرقنا بالزواج ونقلنا والدتنا بعد وفاة الوالد لجوارنا في مدينة نصر و تركنا الشقة بلا مقابل وإيجارها خمسة جنيهات فلم نجد ما يدفعنا لأخذ تعويض كما عرض المالك الذي كان يقيم بالدور الأول وتربينا مع أولاده كإخوة وهم مسيحيون وقد باع البيت لمقاول سعي لهدمه لبناء برج سكني لكن الدولة أوقفت الهدم وجاء جهاز التنسيق وتم تسجيله من المباني ذات الطراز المعماري المتفرد فأغلق حتي الآن وقد تركنا المنطقة بعدما ساءت مرافقها وقد تربينا فيها وسط الأشجار وورود الياسمين علي أسوار الفيلات والهدوء (تصور خليتني أشم رائحة الياسمين الآن) فقد كان ممنوعا افتتاح أي محلات في شارع ملك مصر والسودان إلا من أجزخانة الحياة بالقرب من قصر القبة وللعلم اسم منية الأصبغ وضع في الستينات لأنه حتي التحاقي بالجامعة 1959 بل وبعدما سافرت للخارج كان شارعنا باسم سلطان بهنس.

صدفة أن اللواء محمود سلطان بهنس من أبطال سلاح المدفعية في حرب أكتوبر فقال إنه لا يعرف بالأمر لكن جده كان من كبار الملاك الزراعيين في سنورس بالفيوم وصاحب أكبر مساهمة مالية في تكوين بنك مصر مع طلعت حرب وقد توفي عام 1933.

الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان الابن الأكبر لولي عهد الدولة الأموية (المروانية) ووالي مصر (65- 86 ه) لولا إقرار الخليفة عبد الملك بن مروان الولاية لولديه الوليد وسليمان والشقيق الأكبر للخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز وقد تربيا في حلوان عندما اتخذها والدهما مقرا للحكم بعيدا عن طاعون الفسطاط (70 ه).
وهو زوج - دون أن تمسوهن - للسيدة سكينة بنت الحسين (46 - 117 ه) وهو الذي اختلف فيه الشقيقان عبد الملك وعبدالعزيز الذي طلب الولاية للأصبغ (لو رأيت الأصبغ لسرك ولم تقدم عليه أحداً) ووصل الخلاف إلي فكرة قتل الشقيق لشقيقه لولا العقل الذي رأي عبد العزيز في سن 82 ومريض وقد يقضي الله أمرا كان مفعولا والذي تحقق بعد عام بموت الأصبغ في طاعون 86 ولحق به والده كمدا .
وقد تولي الأصبغ ولاية الإسكندرية نيابة عن والده 74 ه وولاية مصر 75 ه في سفر والده إلي الشام.
ويلعب القدر لعبته وتصب الخلافة في قدر الأخ الأصغر عمر الذي لم يتحمل أهله عدله أكثر من 3 سنوات (99 - 101 ه ) فقتل وابنه بالسم.

ماذا جاء بالأصبغ من حلوان والفسطاط إلي أحياء الزيتون ومنشية البكري وحدائق القبه ودير الملاك (منية الأصبغ) فقد دارت الأيام واندثرت البساتين (المنية) وجاءت المدنية وبقي مثل كل الأماكن المندثرة في مصر اسم ابن سندر والأصبغ والخندق والعزب في شوارعها.

لا الأصبغ ولا غيره .. إنها أرض ابن سندر الصحابي الجليل الذي منح العبيد مكرمة لم تكن قبله في التاريخ فقد أذاه سيده في جسده وخصاه وقطع أنفه وشج رأسه لأنه ضبطه يقبل جارية فلجأ لرسول الله الذي حسم أن من يؤذي جسد عبده فالعبد حر فقبل ذلك كان الرق أشغالا شاقة مدي الحياة وليس لهم حقوق إنسانية ولمالكه الحرية في حياته أو قتله وليس للعبد حق الشكوي أو الدفاع عن النفس وأعتق ابن سندر من العبودية.. وأصبح مولي رسول الله([) (أي مسلم غير عربي) يتولي النبي مسئوليته. وعندما اشتد مرض الموت علي النبي (11ه).. جاءه يسأل من لنا بعدك؟.. فقال له رسول الله([) أوصي بك كل مسلم ولما تولي أبوبكر الصديق، خلافة المسلمين (11- 13ه).. صرف له نفقة تكفيه. من بيت مال المسلمين (الخزانة العامة).
ومع عمر بن الخطاب أمير المؤمنين (13 - 23ه) قال له .. إن رضيت أن تقيم عندي أجريت عليك ما كان يجري عليك أبوبكر.. وإلا فانظر أي المواضع أكتب إليك (العراق وفارس والشام وفلسطين ومصر). فاختار مصر لأنها أرض ريف تشابه موطنه في الحبشة فجاءها عام 22 ه فأقطعه وإليها عمرو بن العاص (12 - 25 ه الولاية الأولي) ألف فدان علي أطراف مدينة الفسطاط بعد منطقة غمرة (النيل) وليست ملكا للمصريين حسب اتفاقية الفتح وهي المرة الوحيدة التي يقطع فيها ابن الخطاب أحدا وهي أقدم إقطاعة في مصر وينفذ أوامر أمير المؤمنين الذي أرسل له مع ابن سندر. احفظ فيه وصية رسول الله([)!! واستقر ابن سندر في مصر واشتهر بالثراء وكثرة العبيد حتي مات 75ه بعد نصف قرن فورث الأرض سادته القدامي فقد أوجد الإسلام في تحريره للعبيد رابطة "الولاء" بين السيد والعبد كقرابة الدم.. فالسيد يرث عبده المُحْرَر إن لم يكن له وارث فورثها أولاد زنباع بن سلامة الجذامي.
فلسفة الإسلام في الإقطاع هي إحياء الأرض لأن بوارها فساد للمال العام وأول من استقطع في الإسلام الصحابي تميم الداري أرضاً للروم في موطنه بالشام قبل فتحها والذي تم في عهد ابن الخطاب فقسم ثلثها لابن السبيل والثلث لتعميرها وأعطي تميما الثلث الأخير لأنه وجده لايقدر علي تعميرها كلها وحده لأنه عند التوقف عن الإنتاج منها يسقط حق الاقطاع ( الاستغلال ) فقبل ذلك أخذ عمر ثلثي إقطاع الصحابي بلال بْنُ الْحَارِثِ. فقسمه بين المسلمين.
ولايجوز إقطاع شيء للمنفعة العامة كما حدث مع الصحابي (الأبيض بن حمّال ) الذي أقطعه الرسول ملح مأرب (اليمن) فقيل له إنه منفعة عامه فألغي التخصيص.. قد أجاد ابن سندر رعاية هذه المساحة الضخمة وإلا لسحبت منه.

وقع الاصبغ في هوي السيدة سكينة بنت الحسين( 42 117 ه ) فقد عاش في المدينة المنورة في ولاية والده عليها في حكم معاوية وكانت من أجمل فتياتها وهي أرملة مصعب بن الزبير شقيق عبد الله بن الزبير وقائد جيوشه وأميره علي العراق الذي قتله عبد الملك بن مروان في معركة هامة علي الخلافة 71 ه وكانت في الثلاثينيات من عمرها ولها مصعب ابنة تسمي رباب فواجهت سكينة مصائب من بني أمية وبني مروان، يتموها صغيرة ورملوها كبيرة وفضلا عن تقواها وثقافتها كانت مشهورة بخفة دمها وحجتها وطرائفها التي تسكت أي مجلس تكون فيه فيقال إن اسمها آمنة ولقبها سكينة ومنها تفاخر أحداهن في مجلسها عن أهلها الأمويين وثروتهم وسلطانهم فانتظرت سكينة حتي ارتفع الأذان فسألتها هل يدعي لكم في الأذان وتشهد الصلوات .. فسكتت المتفاخرة.

وخطبها الأصبغ للاقتران بالنسب الشريف كما فعل عمر بن الخطاب مع عمتها أم كلثوم ابنة الإمام علي ولأن ما بين بني طالب وبني مروان صراعات وقتلي تمنعت بأن هواء مصر رطب لاتتحمله فاشتري الأصبغ ثلاثة منازل في الفسطاط وبني القصر الأبيض وأرض ابن سندر من أولاد زنباع وبني قصرا آخر في وسط البساتين ليكون لها الاختيار وأرسل مليون درهم مهراً (ورق الحبيب وواعدني يوم).
وعرف بالأمر عم العريس الخليفة عبدالملك بن مروان (73 - 86ه).. فقال (أتزوجها إبننا وننفق عليها أموالنا) وأمر بطلاقها فأرسل الأصبغ من يردها من الطريق وترضية 20 ألف درهم. وعاشت السيدة سكينة حتي عام 94ه.. و تزوجت مرتين.. ودفنت في المدينة المنورة عن عمر 74 سنة.

وعرفت المنطقة باسم منية الأصبغ و7 أسماء أخري علي مدي 1400 سنة ويزيد منها: (قلون - منية الأصبغ - الخندق - بلاد الملك - الحفرة - حفرة العبيد - القبة - قبة العزب - حدائق القبة)
تلون اسمها مع ابن سندر وقد يكون من اللفظ اللاتيني كولونيا ويعني مستعمرة فيصب في رأي أن الأرض من أملاك الروم أو موقعا عسكريا لهم وأرضها من طمي النيل (طين أبليز) وعليه تزرع الغلال وكانت تقع شرق الخليج المصري الذي ردم عام 1896م (في عهد عباس حلمي الثاني) بعد اكثر من 1200 سنة من إنشاء القرية.. واعترف أني تشككت في مساحة الألف فدان علي عبد مع واقعة تمت بعد 20 عاما بطلب الصحابي عقبة بن عامر الجهني والي مصر "44 47ه" من الخليفة معاوية بن أبي سفيان أن يستقطع له أرضا يسترزق فيها فأقطعه ألف ذراع في ألف ذراع. (83فدانا ونصف فدان فقط) أخذها من طرح النهر في غرب الجيزة زرعها بالفواكه، سميت "منية عقبة" أو بساتين عقبة.. ثم منطقة "ميت عقبة" حاليا.
ولم تحسم المصادر من الذي حدد الرقم ( ابن الخطاب أم ابن العاص) وهل بمقترح من الوالي أم بقرار من أمير المؤمنين وفي الحالتين القرار لابن الخطاب لكنني وجدتها هدية من السماء لابن العاص الممنوع ورجاله من ممارسة الزراعة حتي لايبتعدوا عن الجندية فها هي أرض ليست للمصريين ويتولاها مسلم وأعتقد أنه لم يهتم برقم المساحة وأنها من قياسات المؤرخين بعد ذلك.
ومنية الأصبغ من 75 - 360ه (في مصر 200 قرية باسم منية) لمدة 258 سنة ومعها أنشئت كنيسة الملاك ميخائيل البحرية (كنيسة الخندق عام 971م) وفي 1009 هدمها الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله ثم أعاد بناءها ابنه الخليفة الظاهر 1021-1036م وفي عام 1893م قام إبراهيم بك مليكة ناظر النظار (رئيس الوزراء) بهدم الكنيسة وبناها علي طراز حديث وسميت بدير الفرح وفي زلزال 1992م تصدعت فرممت وتم بناء كنيسة أخري في فنائها باسم الملاك غبريال .1995
وأعتقد أنها الكنيسة التي وافق عليها الصحابي مسلمة بن مخلد (47 - 62 ه) ونفذت في 75 ه فقد واجهت مصر اضطرابات في استيلاء بني مروان عليها والحرب الأهلية الثانية بين عبدالله بن الزبير وبني مروان لمدة عشر سنوات (65 - 75ه) وانقسام الدولة الإسلامية إلي جزء جنوبي مع ابن الزبير في الحجاز واليمن والعراق وفارس وجزء شمالي لبني أمية في الشام وفلسطين ومصر وشمال أفريقيا ومنع حجاج مصر لمدة 6سنوات ونفذ (التعريف منذ عام 70ه) بعمل وقفة يوم عرفات في مسجد عمرو بن العاص من العصر إلي المغرب وواجه بنو أمية مشاكل مع الروم وتمرد البربر في شمال أفريقيا.
وقد أقيمت في نهاية بيوت القرية ملاصقة لأرض صحابي ثم ابن والي مصر الإسلامي دون حساسية وبالقطع استخدموا عمالة زراعية قبطية محترفة فقد منع المسلمون عن العمل في غير الجندية مع رواتب ثابتة فترفعوا عن المهن اليدوية حتي عام 218 ه عندما أوقفها الخليفة المعتصم وأعجبني وطبيعي أن يكون للقبط دار عبادة وأعجبني ذكاء اختيار اسم ملاك دون أي راهب أو قسيس أو بابا.
والخندق (360 - 564 ه) لمدة 404 سنوات عندما حفر القائد جوهر الصقلي بها خندقا من الشرق بعرض وعمق عشرة أذرع له بابان من الحديد لمقاومة هجوم القرامطة الذين هزموا أمامها 361ه فسميت الخندق وأصبحت من البساتين السلطانية الفاطمية وجعلها المعز لدين الله الفاطمي سكن جنوده المغاربة وجعل لهم واليا وقاضيا.
وعرفت كقرية لطيفة ومتنزه وعامرة بالسكان وبساتين النخيل والفاكهة وبها سوق وجامع تقام به صلاة الجمعة.
بلاد الملك (564 -806 ه) لمدة 242 سنة نسبة إلي صلاح الدين الأيوبي الذي رد عائدها لأموال الخراج (الضرائب العامة) بفتوي الفقهاء ببطلان الحبس الجيوشي (منذ مائة عام) الذي فرضه أمير الجيوش الفاطمي بدر الدين الجمالي (460 - 487 ه) ليحجز عائدها لصالح الجيش.
وفي 723 ه أقام السلطان المملوكي ابن قلاوون جسرا من بولاق إليها ليحميها من الفيضانات العالية فقد غرقت في أحدها منذ خمس سنوات 718 ه.
والحفرة وحفرة العبيد ( 806 - 862 ه) لمدة 60سنة من عهد السلطان المملوكي الناصر فرج بن برقوق (1399 - 1405) الذي تولي الحكم بعد وفاة والده وعمره 13عاما لمدة 6 سنوات سادت فيها الفتن و الاضطرابات وحدث قحط شديد مع وباء فمات ثلث السكان وثار ضده أمراء سوريا واستولوا علي القاهرة وقتل ثم فاض النيل بزيادة فقطع الطرق إلي القرية فقام البلطجية بمهاجمة الأهالي فهجروها ولم يبق بها غير طاحون للقمح من 80 و صارت خرابا ونقلت الخطبة من جامعها إلي جامع بالحسينية، وفي 815 ه، هدمه الأمير طوغان الدويدار وأخذ أعمدته وأخشابه.
والقبة وقبة الغوري وقبة العزب (882 - 1908) لمدة 926 سنة بتملك الأمير يشبك الدويدار قائد جيوش قايتباي ودويدار محمل الحج قطعة أرض بناحية المطرية، وبني قبة فخمة عالية للتنزه فسميت القبة ومايزال "مسجد قبة يشبك بن مهدي" في المنطقة وبعد 24 سنة (90ه) اتخذها قنصوة الغوري لنفس الغرض و أنشأ بجوارها فساقي الماء، وبئراً لشرب المسافرين فسميت قبة الغوري وبدأ الناس يبنون بجوارها قرية القبة وتتبع المطرية ثم سميت قبة العزب لسكن عساكر طائفة عزبان حراس القلاع.
حدائق القبة (1908حتي الآن وقسمت بعضها أحياء) لمدة 104 سنوات حتي الآن ففي 1908 تكونت شركة حدائق القبة لتعمير 100 فدان فسكنها كبار القوم والأغنياء وبنوا قصورهم قرب قصر القبة وأصبح حي القبة يضم مناطق حدائق القبة وكوبري القبة وحمامات القبة وسراي القبة وكان قبل مائة عام تقريبا في 1228 ه في عصر محمد علي باشا قد تم فصل القرية عن المطرية، وبني إبنه إبراهيم باشا بها قصراً أعاد بناءه الخديو إسماعيل 1869 وسكنه الملك فؤاد 1917 و1936. ثم الملك فاروق 1936 وبعد ثورة يوليو 1952 أصبح أحد القصور الرئاسية وقصر القبة أكبر قصور الحكم.
كما تضم المنطقة مبني المخابرات ومستشفي للقوات المسلحة بكوبري القبة و مجموعة من الشركات الكبري وأقدم ستديوهات التصوير السينمائي في مصر "ستوديو جلال".
أشهر من سكنوا حدائق القبة الملك فاروق والرئيسان محمد نجيب و أنور السادات وأشهر شوارعها مصر والسودان (شارع ملك مصر والسودان سابقا) وترعة الجبل والدويدار.
1858 افتتح خط سكة حديد لقصر القبة ولخط المرج الذي أصبح في عام 1986 بعد 126 سنة مترو الأنفاق.
1910 بها مترو مصر الجديدة
ثم مع تزايد السكان قسمت لأحياء : الوايلي الكبير في 0691 ويضم منطقة سراي القبة والمصانع وحي الزيتون 1992 من حلمية الزيتون وحتي نفق غمرة وكانت تتبع أعمال الشرقية ثم قليوب ثم ضواحي مصر ثم أحياء شرق وشمال القاهرة.

وجدت في كتاب السيوطي (أسد الغابة فيمن دخل مصر من الصحابة) اسمي عبدالله بن سندر ومسروح بن سندر... صحابيان جاءا مع والدهما وأقاما في مصر ولم أجد أي ذكر لهما قبل أو بعد ذلك لأعرف هل كان ابن سندر متزوجا قبل اخصائه وإذا كان الشرع يبيح للمرأة عند ذلك الطلاق إلا إذا استمرت برغبتها فلم أجد أي ذكر لذلك ولا لها في المدينة أو مصر ولا لأبنائه فهل هما ابناه أم يكونان أخويه وماهو مصيرهما فلو كانا أحياء عند وفاته لورثاه أو بقي من ذريتهما من يرثه ولو كان أحد الاحتمالين فهل ماتا طبيعيا قبله أو في أي وباء طاعون مر بمصر ليس هناك أي دليل.

أنقذني شباب الدليفري لتوصيل الوجبات للبيوت بدراجاتهم النارية من متاهة البحث في شوارع الحدائق وقد أصبحوا كمبيوتر بشري لدخانيق مصر ومع أولهم دلني لأقرب طريق ووصلت في دقائق وكنت قد بدأت مبكرا مسترشدا بالملاحظة العبقرية للجميل محمد رمزي في رائعته القاموس الجغرافي لمصر أن القري القديمة تندثر مع الزمن لكنها تترك اسما يدل عليه في دور عبادة أو مقام أو منطقة أثرية أو زراعية أو تجمع سكاني أتحقق من رقم الألف وهل هي من مبالغات المؤرخين الإسلاميين الذين اكتشفت كسلهم عن مطابقة الواقع مع المعلومة رغم عبقرية ريادتهم لجمع المعلومات الشفهية قبل أن تطير بالزمن في الهواء وتختلط بالحكايات والأساطير وسهلت الحسبة علي نفسي فوجدت الألف فدان تمثل مساحة 42 كم مربع وببساطه 6 * 7 كم للطول أو للعرض وهو تحقق بالتقريب علي عداد سيارتي من بداية حي الزيتون أمام التجنيد إلي كل من نفق غمرة ثم شارع الخليج المصري.
وجدت الأسماء تحدد الأرض بالتقريب من شارع الأصبغ المتفرع من شارع سنان في الزيتون في اتجاه عمودي يعود بك للتجنيد وسوبر ماركت ثم صيدلية الأصبغ وقبيل نهايته يتفرع شارع العزب وذلك في الحد الشمالي لتسير في جسر السويس إلي ميدان ابن سندر صاحب الأرض وحديقته تتوسط منشية البكري مستمرا وسط منازل الزيتون ونفق جامعة عين شمس وشارع العباسية لترد من نفق غمرة إلي شارع مصر والسودان وفي أوله علي اليسار ثم اليمين تجد الكنيسة ومنها إلي شارع الخليج علي لافتات كوفي شوب الخليج المصري ومقهي ومحل بقال ودار مناسبات وحتي محل الشكمانات لتدور مع كوبري الوايلي إلي ميدان حدائق القبة وتدخل شارع مصر والسودان وأبحث عن شارعي منية الأصبغ والخندق (ولم ينجح أحد) إلا شباب الدليفري ووصلت في اليمين في الثلث الأخير من شارع مصر والسودان في اتجاه غمرة لأجد يافطة شارع سعد النديم الخندق سابقا ويتفرع علي الفور إلي شارعي المتنبي والبحتري وبعد أمتار يتفرع منه شارع الشهيد محمد نبيل السباعي الأصبغ سابقا وأفاجأ بأحد السكان يعرف بيت رامي وزيارات أم كلثوم أقف منبهرا بالبيت الجميل وأعمدته وشرفته الكبيرة واتساع حديقته وهدوئه ولا أتخيل برجا سكنيا في شارع عرضه خمسة أمتار ثم أدور مع الشارع الذي يأخذ شكل قوس يخيل لك أنه مقفل لتجده قد التقي مع قوس شارع الخندق ليعودا سويا في شكل حدوة حصان إلي مصر والسودان. أتامل روح المكان ومناخ أسر تقليدية محافظة نظمت شوارع لا يدخلها غريب وأقيمت علي مدقات الزراعات الأصلية ورغم مسافات الحدائق الفاصلة أحسست روح تآلف وجيرة فالآلاف فدان صحيحة«.

علي مدي 40 عاما من الصحافة وسط الناس في شوارع قري ونجوع ومدن مصر لم أعايش كم القلق والتوجس والريبة والخوف في العيون وأنا أصور لافتات وأسماء الشوارع والمحلات وقد كانت تستهويني دائما تساؤلات الناس ومشاغباتهم وحفاوتهم بنا كصحفيين.
يتوتر صاحب سوبر ماركت وأنا أستأذنه لتصوير لافتة الأصبغ علي حائطه فابتعد سريعا يستطلعني بائع خضار بجمال فيلا قديمة مهملة من العز القديم أصورها أهمهم بلا شيء ولا يعبأ أمن الكنيسة بما أفعل و»يتقلب علي جمر النار« أحد جالسي مقهي الخليج يكبح رغبة التساؤل والاستفزاز أحافظ علي ثبات نظرتي وأمضي بسيارتي لأعود بعد دقائق في الاتجاه العكسي أتلكأ قليلا أمام الاسم متحركا قبل أن يجتاز التردد للانفجار.

أردد أسئلتي كاختبارات البرامج التليفزيونية.. أين منية الأصبغ طب شارع الشهيد محمد نبيل السباعي ثم شارع الخندق وأحتفظ بالكبيرة للآخر بيت أحمد رامي ثم بتاع أم كلثوم.. رق الحبيب.. تواجهني زجاجية العيون ويتهرب البوابون والباعة الجائلون بإحالتي إلي محل أو محطة بنزين أو بواب قديم وتقذفني عيون الأفندية المسرعين أو المنهمكين في تجهيز سياراتهم.. هي ناقصاك أرقب إجهادهم لأذهانهم للوصول لأي إجابة (ويتخلص من رذالتي ع الصبح) بخفض رأسه في كبود سيارته.

لكن لا تنتهي شوارع المحروسة عن دهشتها فوسط القلق والعصبية والغيظ أعتمدت علي وصفة أنه مجاور لاستوديو جلال ولم ينبهوني للشارع الضيق المغلق بباب الاستوديو وليس أمامي إلا العودة للخلف وسط صفين من السيارات ومساحة تكفيك بالكاد ألعن كل شيء حريصا ألا أحتك بأي سيارة فلا ضمان لانفجارات القنابل العصبية الملتهبة لأتفه سبب ينقذني مدخل عمارة يمكن أن أدخله لأعود للاتجاه الصحيح وعلي الناصية زاوية صغيرة للصلاة أمامها كهل صعيدي بجلبابه البسيط وعمامة يرتكز علي عصاه في طراوة عتباتها الصباحية وضرير ولا أنسي مهمتي ولو بالصدفة أبدأ ترديد سلسلة الأسئلة أنا في ضيق الدوران.
منية الأصبغ ولم يتركني أكمل ورد بتلقائية مدهشة (أديلي يومين ما شفتهاش) .
ولم يتسع ذهني للضحك من القلب إلا بعدما عدت لمكتبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.