عشر سنوات من القلاقل المتقطعة من 56 إلي 57ه عاشتها مصر في الانتقال من حكم أسرة معاوية بن أبي سفيان إلي حكم بني مروان بن الحكم والذي أعلن نفسه خليفة في دمشق منافسا عبد الله بن الزبير الذي أعلن نفسه خليفة في مكه وعين عبد الرحمن بن جحدم واليا له ورأي ابن الحكم ضرورة الاستيلاء علي مصر لخراجها الكبير" ضرائبها"اللازم لمصاريف الحرب فجاء عام 56ه ،لتدور معارك طاحنة لمدة ثلاثة أيام في منطقة عين شمس تنتهي بتفاوض وعطايا لوالي مصر غرق في تفاصيلها مما أتاح لقوات ابن مروان التسلل إلي الفسطاط وإشاعة الرعب في شوارعها خاصة عندما جاء ابن الحكم بثمانين من قادة قبيلة المعافير الذين قاتلوا بشراسة حفاظا علي عهدهم لابن الزبير ورفضهم البيعة الجديدة، فذبحهم في يوم واحد وكان آخرهم قائدهم الأكدر بن الحمام فهاج الجند في الفسطاط حتي أغلق ابن الحكم باب مضيفته خوفا منهم ولم ينقذة إلا مبايعة صحابي من الأشراف هو كريب بن أبي أبرهة وأصبحت مصر مستقره تحت حكم عبد العزيز بن مروان، لكنها لم تسلم من آثار القتال الذي دار حتي عام 37ه بين عبد الملك بن مروان، وعبد الله بن الزبير وكان مجاله في العراق والشام أي علي طرق التجارة والحج والذي أضيف له خطبة وقفة عرفات وكان فيها ابن الزبير خطيبا مفوها يهاجم بني مروان ويكشف سلبياتهم مما كان يؤثر في حجاج مصر والشام فتم وقف رحلات الحج من عام 17ه واستبدل الأمر بالتعريف في جامع عمرو بن العاص بأن يجلس عبدالعزيز ابن مروان بالمصريين من صلاة العصر إلي صلاة المغرب في يوم وقفة عرفات بدلا عن سفرهم ولم ينته الأمر إلا في عام 37ه عندما تمكن الحجاج بين يوسف الثقفي من القضاء علي ابن الزبير ثم أعاد بناء الكعبة ليعود الحج من جديد من عام 57ه عندما حج عبدالملك بن مروان نفسه واستقرت الأمور حتي عام 031 ه آي لمدة 55 سنة.