براعم صغيرة.. براعم خضراء.. أعواد لينة.. ضعيفة..تفتحت البراعم ولكن لم تكتمل عملية تفتيحها.. قابلتها رياح عاتية قوية حاولت اقتلاعها من جذورها..ولكن فى اللحظات الأخيرة تركتها وذهبت.. بعد أن جفت أوراقها وتساقطت.. وذبل عودها.. ومع ذلك تحاول الأمهات أن تروى هذه البراعم بدمها ودموع عينيها لكى تظل ثابتة تحاول محاولات يائسة أن تجعلها تعاود التزهير مرة أخرى محاولات جادة وقوية.. الأم لم يخطر على بالها فى يوم من الأيام أنها ستعيش هذه القصة بكل مآسيها.. بكل أحزانها.. بكل أفراحها.. أفراحها التى لم تدم طويلاً.. رزقها الله ببنت وولدين كان منهما محمد آخر العنقود الذى كان سبب أحزانها.. تقول الأم إنها وأسرتها الصغيرة تعيش حياة تحت خط الفقر تعيش فى قرية من قرى محافظة كفر الشيخ الزوج يعمل عاملاً زراعياً أجير فى الأرض الغير ويعمل قليلاً ويجلس ينتظر فرج الله كثيراً.. وعندما يأتى فرج الله فهو يعمل ما فى وسعه ليلبى طلبات أسرته التى لا تتعدى اللقمة الصغيرة حتى الهدمة من الممكن أن يستغنى عنها الرجل وزوجته.. كل همه فى الحياة تعليم الأطفال.. محمد لم يلتحق بعد بالمدرسة وكانت الأم تنتظر بفارغ الصبر أن يبلغ سن المدرسة ليأخذ حظه.. كان الطفل فى ذلك الوقت يحبو ويتعلم المشى.. أصيب الطفل بالمرض لم يكن تعلم الأم.. كل ما تتذكره أنه كان دائم الصراخ يبكى ويتألم ويتلوى على يديها وهى تحاول أن تهدهده توفر له مايريد بقدر إمكانها ولكنه يصرخ فهناك مايؤلمه.. وهى لا تدرك استيقظ من نومه ودرجة حرارته مرتفعة وكأنه ينام على فرن.. حملته وجرت إلى الوحدة الصحية.. فحصه الطبيب ووصف له الدواء الذى لم يأتى بأى نتيجة.. بعد يوم عادت له مرة أخرى أعاد الفحص ثم طلب منها إجراء تحليل دم.. وكان مالم يكن فى الحسبان الطفل فى حاجة إلى أن يسافر إلى القاهرة وخاصة إلى المعهد القومى للأورام لإجراء تحاليل متخصصة وأشعة فهو يشك أن يكون الطفل مصاب بسرطان بالغدد العصبية..حملت الأم طفلها وجاءت به إلى المعهد الذى أكد أطباعؤه أن محمد مصاب بالسرطان وفى حاجة إلى علاج طويل بالكيماوى والإشعاعى سنوات طويلة والطفل وأمه فى رحلة مكوكية بين قريتهم بشمال الدلتا والقاهرة لتلقى العلاج، دخل الأسرة لا يتعدى 250 جنيهاً والأب يعمل ما فى وسعه حتى يوفر لهم احتياجاتهم ولكن أصبح غير قادر الآن مع غلاء أسعار كل شىء وأرسلت الأم تطلب المساعدة.. فهل نجد من يرغب؟ فليتصل بصفحة مواقف إنسانية. أما الحالة الثانية فهى لإيمان الصبية الجميلة بنت وسط الدلتا التى كانت تعيش فى أسرة مكونة من أم وأب وأختها هى البنت البكرية..الأب كان يعمل موظفاً بإحد المصالح الحكومية والأم ربة منزل.. يسعى على رزقه ويتمنى أن تكبر البنات ويفرح بزواجهن.. كانت إيمان هى أول فرحته كان يطلب من أمها أن تأخذ بالها منها أن توفر لها ما تطلبه قبل أن تطلبه كان يوصى الأم بها خيراً.. وكانت البنت عند حسن ظن الأب متفوقة تفهم كل شىء وتحفظ دورها وتعمل بجد واجتهاد.. تخرج فى الصباح لتجرى بين البيوت تسابق الريح لتصل إلى المدرسة.. مدرستها تحبها.. فهى جميلة.. رقيقة.. مطيعة.. صوتها منخفض عينها تمتلئ بالشقاوة ولكن الجميع يحبها.. تعيش طفولتها فى براءة..لم تشعر بالمرض إلا قليلا.. كانت تشعر بحب الجميع لها.. كانت تفخر بين زميلاتها بحب أبيها وأمها.. يوم الإجازة كانت تقضيه بين استذكار الدروس واللعب مع أبناء وبنات الجيران ومساعدة لأمها..ولكن دوام الحال من المحال البنت الجميلة بدأت تشعر بآلام فى رجليها ويديها..كانت تشعر بأن عظامها سوف تنكسر تشكو لأمها.. وتخاف الأم عليها وتضمها فى حضنها.. تدهن لها أماكن الآلام بمسكنات موضعية ولكنها مازالت تشكو تأخذها الأم إلى مستشفى المركز تخبرها الطبيبة بأنها مصابة بآلام روماتيزمية ووصفت لها المسكنات وطلبت منها الراحة فى السرير وعدم الحركة لمدة يومين أو ثلاثة حتى تشفى ولكن الآلام داهمت الابنة وجعلتها غير قادرة على الوقوف أو حمل حقيبة المدرسة عادت بها الأم إلى الطبيبة.. وتوالت الأحداث الأليمة ليكتشف الأطباء بعد الأشعة والفحوصات أنهامصابة بورم سرطانى بالعظم وهى فى حاجة إلى مكان متخصص لعلاجها وبالفعل تم تحويلها إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة وجاءت الأم بها وتركت بيتها وزوجها وبنتيها وتلقى الابنة العلاج بجلسات الكيماوى والإشعاعى وظلت بالمعهد أسابيع فى محاولة لمحاصرة المرض ولكنه بدأ ينتشر بالرئة وزادت المأساة عندما لم يتحمل الأب مرض ابنته وفجأة وافته المنية حزنا على الابنة وتركها فى عنق أمها تتحمل الكارثة والحمل الثقيل وحيدة بدون سند.. عامان من الحزن والألم وضيق ذات اليد ولكن الأم الأرملة لاتستطيع أن تحمل العبء الثقيل وحدها خاصة أن معاش الزوج لايكفى احتياجات الابنة المريضة والأختين الأخرتين.. فهل من مساعد؟ من يرد فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.