زهرة من بين الزهور.. متفتحة جميلة.. تخطو خطوات واسعة نحو الأنوثة تنظر لها أمها بحب فهى ترى فيها شبابها.. تنظر لها بإعجاب فقد مرت بالأمس فقط أمام خراط البنات.. خرطها وصورها بنتا بمعنى الكلمة.. الأم تطلب من الأب أن يمد يده فى جيبه لتشترى للابنة ما تحتاج إليه من جهازها لتكون جاهزة عندما يأتى العريس الذى سوف يأتى قريبا.. وبدأت الأم تعد العدة فهى تخشى أن يتقدم للحلوة «فاطمة» عريس والأسرة لم تستعد بعد وتشغلها الأيام ورحلة الحياة، ولكنها تستيقظ فجأة على شىء أحال حياتها إلى جحيم.. الزهرة الجميلة بدأت تذبل.. الابنة تشكو من آلام فى ساقها اليسرى.. وتحولت الشكوى إلى بكاء، ثم إلى صراخ كل هذا والأم تحاول أن تعالجها ببعض المسكنات فهى تخاف من الذهاب إلى المستشفى وما يترتب على ذلك من مصاريف، ولكنها عجزت عندما وصلت الشكوى إلى حد الصراخ.. أخذت الابنة إلى المستشفى وبدأت رحلة معاناة مع المرض.. المسكنات لم تهدئ من آلام الابنة.. طلب الأطباء أشعة على الساق وكانت الصدمة التى قصمت ظهر الأم أن ساق الابنة اغتالها مرض السرطان اللعين ولم يكن أمام الأطباء إلا حل واحد وهو بتر الساق.. بكت الأم على ابنتها العروس التى كتب عليها أن تعيش بساق واحدة ولكن كان عليها أن تخضع لجلسات علاج إشعاعى وكيماوى حتى لا ينتشر المرض الخبيث فى باقى أجزاء جسمها النحيل، وزادت المصاريف وكثرة الاحتياجات، خاصة أن الأسرة تعيش فى إحدى محافظات وسط الدلتا وتحتاج الابنة وأمها لمصاريف انتقال بين قريتهم والقاهرة، حيث المعهد القومى للأورام الذى تعالج فيه والأب عامل زراعى أجير يجد قوت يومه بالكاد، خاصة أن لديه أربع بنات بخلاف الابنة المريضة، فهل تجد فاطمة من يساعدها ويساعد أسرتها؟ من يرد فليتصل بصفحة مواقف إنسانية.