دماء تسيل على الأرض.. أشلاء متناثرة.. أصوات أنين لا تتوقف تصدر من أجساد باتت لا تقدر على الحركة.. صرخات وبكاء ودموع لا تجف من أهالى الضحايا، هذا هو المشهد الذى لم يختف طوال الاسبوع الماضى بداية من حادث قطار دهشور وانتهاء بالحادث الإرهابى بمنطقة «الشلاقة» جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء. كان بحق اسبوعا داميا شهدته مصر، فقد استيقظنا صباح الأحد الماضى على حادث اغتيال المقدم محمد مبروك المسئول عن ملف جماعة الإخوان المسلمين فى جهاز الامن الوطنى، والمسئول بشكل خاص عن قضية التجسس المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، اغتالته ايدى الارهاب الأسود، وفى صباح اليوم التالى استيقظنا أيضًا على حادث مفجع آخر راح ضحيته 25 قتيلا وأكثر من 21 مصابا فى حادث دموى استيقظنا عليه صباح يوم الاثنين الماضى، بعد أن اصطدم قطار بضائع دهشور باتوبيس وسيارة نقل عند مزلقان 25 الذى يقع على طريق الواحات ليخرج علينا الدكتور الدميرى وزير النقل عقب الحادث ليبرئ ساحة السكك الحديدية من الحادث ويرجعه إلى إهمال المواطنين، ليؤكد لنا من جديد بهذا التصريح أن هذه الحكومة لا ترقى إلى مستوى أن تكون حكومة ثورة، أو مسئولة عن هذا الوطن. فى الوقت الذى أثبتت تحقيقات النيابة عدم تواجد عامل المزلقان فى وقت الحادث بمقر عمله، وأن المزلقان كان مفتوحا أمام حركة المرور، لأن أرواح المواطنين ليس لها ثمن. ولم يرغب أن ينقضى الأسبوع عند هذا العدد من الضحايا، خاصة أن دموعنا لم تكن قد جفت بعد على أرواح ضحايا حادث قطار دهشور، ولم تبرد القلوب المحترقة على فراق أحبتها، فقامت أيادى الإرهاب الآثمة بتجديد مشهد الدماء والضحايا والأشلاء مستهدفة أتوبيس لنقل مجموعة من الجنود كانو فى طريقهم من رفح الى القاهرة لقضاء الإجازة وعند منطقة «الشلاقة» قام انتحاريان بتفجير سيارة كانوا يستقلونها فى أتوبيس الجنود فاستشهد 11 جنديا وأصيب 37 آخرين من بينهم 7 حالتهم حرجة، ليعود المشهد الدامى مرة أخرى، وتعلن الدولة الحداد ثلاثة أيام. إلا أن المشهد الأخير كان محاولة من قبل خفافيش الظلام لتعكير صفو الشارع المصرى بعد فشل مخطط حرقه فى ذكرى محمد محمود. فهنيئا للشهداء، وليلهم الله ذويهم الصبر والسلوان، ولتذهب الحكومة بإهمالها وأياديها المرتعشة الى غير رجعة. [email protected]