الشركة الشرقية “إيسترن كومبانى” تحقق طفرة حضارية رغم المعوقات والتحديات الداخلية والخارجية

الصناعة .. بمفهومها الشامل هى بمثابة قاطرة النمو و التنمية و المحرك الاساسى للتقدم و الانطلاق .. ولا جدال فى أن الشركة الشرقية «إيسترن كومباني» تجسد كل هذه المعانى والدلالات بفضل ما حققته من طفرة حضارية فى جميع محاور العمل إنتاجا وتصديرا وتطويرا وتحديثا، وذلك من خلال استراتيجية مثلى انتهجتها إدارة الشركة برئاسة المهندس نبيل عبدالعزيز قائد دفة العمل والتى ترتكز على اتباع النسق العلمى وحسن استثمار الموارد والإمكانات المتاحة سواء الفنية، البشرية.. وترسيخا لهذه القيم فقد جاء اجتماع الجمعية العامة للشركة الشرقية «إيسترن كومبانى» برئاسة المهندس يحيى محمد مشالى رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية لمناقشة واعتماد القوائم المالية والحسابات الختامية عن العام المالى 2012/2013 ليبلور ما تحقق من نجاحات.
تحية إعزاز وتقدير
وقد بدأت وقائع الجمعية بكلمة المهندس نبيل عبدالعزيز رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب والتى قدم فيها التهانى بعيد الأضحى المبارك كما قدم التحية والاعتزاز والتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة بمناسبة أعياد أكتوبر المجيدة.. تلك الملحمة التى أظهرت التلاحم الأصيل بين الشعب وقواته المسلحة فى معركة الكرامة واسترداده العزة والفخار لشعب مصر العظيم. ودعا الله العلى القدير أن تعبر مصرنا الغالية المرحلة الانتقالية التى تمر بها إلى مرحلة الاستقرار والبناء والتنمية وأن تشهد مستقبل يليق بعراقتها وأن تحقق الأهداف والآمال التى قامت من أجلها ثورة 25 يناير 2011 واستكملتها ثورة 30 يونيو 2013.
أحداث.. وتداعيات
وعقب ذلك استعرض المهندس نبيل عبدالعزيز أهم الأحداث التى أثرت على نتائج أعمال الشركة والتى تتمثل فى:
1- استمرار ظاهرة السجائر المهربة والمقلدة.. والتى مازالت تؤثر على إيرادات الشركة وما يؤول للخزانة العامة للدولة على مدى العامين الماضيين حيث انخفضت إيرادات الشركة بنحو 1.4 مليار جنيه وما يؤول للخزانة العامة للدولة بنحو 4.3 مليار جنيه وذلك خلال العام المالى 2012/2013.
.. وعلى الرغم من الجهود المبذولة من الجهات المعنية فى الدولة للقضاء على هذه الظاهرة إلا أنها لاتزال مستمرة وتهدد اقتصاديات الشركة، والأمر يتطلب ضرورة أن يتصدى المسئولين عن المنافذ الجمركية لهذه الظاهرة الخطيرة بكل حسم وحزم.. وقد قامت الشركة من جانبها بالعديد من الإجراءات والاتصالات مع الجهات المعنية داخل مصر وخارجها وتحملت أعباء مالية إضافية للقضاء على هذه الظاهرة.
2- انخفاض قيمة الجنيه المصرى أمام العملات الحرة.. وقد أدى ذلك إلى تأثر نتائج الشركة وإلى زيادة تكلفة الإنتاج لمنتجات الشركة بنسبة تتراوح بين 7 و8% لأننا نستورد 100% من الخامة الرئيسية للإنتاج والمتمثلة فى الدخان، هذا بالإضافة إلى استيراد 85% من المستلزمات الأخرى والتى لايوجد لها بديل محلى.. هذا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة تدبير العملة من 0.5% إلى 2.5% للفترة الواحدة مما حمل الشركة بأعباء إضافية جديدة نظرا لقلة المعروض من العملات فى السوق وكذا رفض العديد من البنوك المصرية الكبرى توفير احتياجات الشركة من العملات الأجنبية بسبب صدور تعليمات لها بتوجيه حصتها من العملات الأجنبية لشراء السولار والبنزين والمواد الغذائية والأدوية وغيرها.
3- المطالب الفئوية للعاملين.. والتى نتج عنها زيادة حجم الأجور الكلية لتصل إلى 997 مليون جنيه مقابل 676 مليون جنيه بنسبة زيادة بلغت 47% عن العام السابق.
4- البندرول.. وفى هذا الإطار فقد تم تطبيق نظام البندرول على منتجات الشركة من المعسلات وذلك اعتبارا من 1/4/2012 على الرغم من تحمل الشركة أعباء إضافية جديدة تتمثل فى قيمة طابع البندرول على كل باكو معسل وإضافة عدد 2 عامل على كل ترابيزة إنتاج، مما زاد من تكلفة إنتاج الشركة من المعسلات وتحقيق خسارة فى بعض الأوزان. أما بالنسبة لتطبيق نظام البندرول على منتجات وأصناف الشركة من السجاير فلم يتم تطبيقه حتى الآن وجارى التنسيق مع الجهات المعنية والمتمثلة فى وزارة المالية «مصلحة الضرائب» فى هذا الشأن وقد تم عقد اجتماع يوم 2 / 9 / 2013 الماضى بوزارة المالية حضره ممثل من هيئة الرقابة الإدارية وقد كان اجتماعاً جيدا ومثمرا، حيث اتضحت فيه الحقائق كاملة وتبين للكافة أن الشركة الشرقية تعرضت منذ عام 2010 حتى الآن لظلم بين بادعاء فى القول بعدم استجابتها لتنفيذ البندرول على منتجاتها من السجائر، وقد اتفق جميع الحاضرين بجميع اتجاهاتهم بأن يقوم السادة الفنيين بالشركة الشرقية بالاشتراك مع فنيين يتم تكليفهم من مصلحة الضرائب فى وضع كراسة مواصفات فنية بما يتوافق ويتلائم مع ماكينات تعبئة سجاير الشركة وتتوافق مع متطلبات مصلحة الضرائب تمهيدا لطرح مناقصة بمعرفة مصلحة الضرائب لتطبيق نظام البندرول وبما يتلائم مع امكانيات الشركة وبما يحقق المصلحة المشتركة للشركة الشرقية ومصلحة الضرائب «معا».
5- تناقص المعروض من الدخان الخام.. وهذا التحدى تواجهه الشركة منذ سنوات عديدة نتيجة لاتجاه الشركات العالمية العملاقة لشراء والاستحواذ على بعض شركات تجارة الأدخنة العالمية بغرض تأمين احتياجاتها من الأدخنة الخام، وتعمل الشركة جاهدة بما هو متاح لديها من امكانيات وسيولة متوفرة بتدبير احتياجاتها من الأدخنة الخام فى التوقيتات المناسبة وبالأسعار والجودات الملائمة لمنتجاتها.
نتائج إيجابية
وتؤكد جميع المؤشرات أن الشركة قد تمكنت رغم المصاعب والتحديات من الارتقاء فوق الأهداف الطموحة وتحقيق زيادة ملموسة فى جميع المجالات:
- حيث بلغ إجمالى الإنتاج الكلى من السجاير خلال العام المعروض 82 مليار سيجارة بزيادة قدرها 5 مليار سيجارة عن العام السابق.
- بلغت كمية إنتاج المعسلات خلال العام المعروض 17 ألف طن وهو نفس رقم العام السابق.
- بلغت قيمة الإنتاج الإجمالى بالسعر الجارى 18 مليار و937 مليون جنيه خلال العام المعروض مقابل 17 مليار و746 مليون جنيه عن العام السابق بزيادة قدرها 1 مليار و191 مليون جنيه.
- بلغت قيمة المبيعات الإجمالية «محلى وتصدير» 17 مليار و882 مليون جنيه خلال العام المعروض بزيادة قدرها 960 مليون جنيه عن العام السابق.
زيادة معدلات التصدير
ولأن التصدير يعتبر أحد المعايير المهمة لزيادة قاعدة التواجد والحصول على المزيد من العملات الحرة فقد تمكنت الشركة خلال العام المالى المعروض من تحقيق صادرات بلغت 75 مليون جنيه بنسبة زيادة 18% عن الخطة المعتمدة وتعمل الشركة على زيادة قدرتها التنافسية بفتح أسواق خارجية وبمشاركة إنتاجية وتسويقية للتصدير غير تقليدية بهدف تنمية الصادرات.
تصنيع السجاير الأجنبية
وفى هذا الصدد فقد بلغ إنتاج السجاير الأجنبية خلال العام المعروض 22.7 مليار سيجارة مقابل 19.6 مليار سيجارة بزيادة قدرها 3.1 مليار سيجارة بنسبة زيادة 16%.. كما بلغ مقابل تصنيع السجاير الأجنبية (إيرادات تشغيل للغير) خلال العام المعروض 869 مليون جنيه مقابل 673 مليون جنيه خلال العام المالى السابق بزيادة قدرها 196 مليون جنيه.
العمالة والأجور والمؤشرات المالية
ومواصلة لمسيرة الإنجاز التى تختطها الشركة فقد بلغ متوسط عدد العاملين خلال العام المعروض 13763 عاملا مقابل 13532 عاملا خلال العام السابق، وبلغت الأجور الكلية خلال العام المعروض 997 مليون جنيه مقابل 676 مليون جنيه للعام السابق بنسبة زيادة قدرها 47% وهذه النسبة ترجع إلى الزيادات السيادية للأجور وحوافز العاملين بالشركة، وكذا زيادة المزايا العينية والنقدية المقدمة للعاملين والمتمثلة فى «المطاعم، العيادات، نقل العاملين للمجمع الصناعى والطلبات الفئوية للعاملين..إلخ».
- بلغت إنتاجية العامل خلال العام المعروض (2012/2013) 463 ألف جنيه بزيادة قدرها 59 ألف جنيه عن العام السابق.
- بلغت إنتاجية الجنيه/ أجر خلال العام المعروض (2012/2013) 6 جنيه مقابل 8 جنيه عن العام السابق. وبلغ متوسط أجر العامل خلال العام المالى المعروض (2012/2013) 72 ألف جنيه مقابل 50 ألف جنيه فى العام السابق.
العنصر البشرى.. محور الانطلاق
وحتى تتكامل منظومة التميز فإن الشركة الشرقية تضع فى مقدمة أولوياتها الحرص على حسن استثمار العنصر البشرى وصقل مهاراته وخبراته وتجويد أدائه وتقديم كل الرعاية والاهتمام والتدريب المتخصص والمتكامل لجميع التخصصات والمستويات وتفعيلات لهذا النهج، فقد بلغ عدد المتدربين 3244 عاملا وذلك خلال عام 2012/2013 بما يوازى 23% من حجم العمالة.
ما يؤول للخزانة العامة
وتعد الشركة الشرقية «إيسترن كومباني» أحد الدعائم المهمة التى تسهم فى تمويل الخزانة العامة وهى تحرص على ذلك من خلال السياسة الإنتاجية والتشكيلة البيعية مع العمل على زيادة العائد لموارد الخزانة العامة ليصل خلال العام المعروض 20 مليار و662 مليون جنيه «عبارة عن 12.2 مليار جنيه «الشركة الشرقية، 7.4 مليار جنيه الشركات الأجنبية) بزيادة قدرها 2 مليار و47 مليون جنيه عن العام السابق.
قيمة مضافة متعاظمة
وقد بلغت القيمة المضافة الإجمالية خلال العام المعروض 2.549 مليار جنيه بزيادة قدرها 491 مليون جنيه عن العام الماضى.
الاستثمارات المنفذة
وقد بلغ حجم الاستثمارات المنفذة خلال العام المعروض 434 مليون جنيه.. منها 237 مليون جنيه لاستكمال أعمال ضرورية لمشروع المجمع الصناعى بمدينة 6 أكتوبر والباقى لإجراء عمليات الإحلال والتجديد الحتمية بمصانع الشركة المختلفة وذلك لمواجهة الطلب وتنوعه والمحافظة على جودة منتجات الشركة.
أرباح متميزة.. وجهود فعالة
وكنتاج لهذا العمل الدؤوب والمتواصل وعلى الرغم من الأحداث والتحديات وأعباء التمويل اللازم لمشروع المجمع الصناعى إلا أن الشركة قد استطاعت أن تحقق هذا العام ربحا صافيا بلغ 754 مليون جنيه مقابل 677 مليون جنيه بنسبة زيادة 11% عن العام السابق و8% عن الخطة المعتمدة.
استراتيجية متكاملة
وتتويجا للمساعى المبذولة للحفاظ على مكانة هذا الكيان الصناعى المهم، فقد تم وضع استراتيجية متكاملة خلال المرحلة القادمة تتبلور محاورها فى:
1- الاهتمام بتنمية الموارد البشرية من خلال توفير بيئة العمل المناسبة والتوسع فى تدريب الكوادر الفنية والإدارية.
2- تحديث وتطوير نظم المعلومات وميكنة أنشطة الشركة لمواكبة التطورات الحديثة فى الإدارة والتميز فى الأداء.
3- الارتقاء بالكفاءة الإنتاجية وجودة المنتج لزيادة القدرة التنافسية على المستوى المحلى والتصديرى.
4- التطوير المستمر للمنتجات والتوسع فى تشكيلة المنتجات - كما وجودة - لتوفير احتياجات الأسواق، وتطوير نظام عملاء الشركة لتنشيط وزيادة المبيعات.
5- الاهتمام بتنمية الصادرات وفتح أسواق جديدة.
6- تعميق التصنيع المحلى لقطع الغيار والمعدات الاستثمارية.
7- استثمار المواقع الحالية التى يتم إخلاؤها بالانتقال إلى المجمع الصناعى بمدينة السادس من أكتوبر.
شكر.. وإشادة
وفى نهاية كلمته قدم المهندس نبيل عبدالعزيز كل التحية والتقدير للمهندس يحيى محمد مشالى رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية وأشاد بجهوده البناءة وحرصه على انطلاق الشركة ودفع مقدراتها كما أثنى على الدور الرائد والفاعل لجموع العاملين على جميع مستوياتهم لدورهم الرئيسى فى تحقيق هذه النجاحات وكذلك قدم الشكر للسعى المخلص لرجال الجهاز المركزى للمحاسبات والذى يعد بمثابة العين الحارسة التى تسهم فى دعم الشركة وتحقيق تقدمها.