فى الأوقات والظروف الطبيعية لا نستطيع أن نفرق بين الغث والثمين والصدق والكذب ولا بين الخائن ولا العميل، لكن فى الظروف الصعبة ووقت الشدائد تظهر معادن الرجال. فما حدث من أشقائنا العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين ليس بغريب ولا جديد، فموقف السعودية التى سطرت سطورا بحروف من ذهب بمواقفها عبر التاريخ خاصة موقفها فى حرب أكتوبر 1973، واستخدامها لسلاح البترول مساندة لمصر فى حربها لهو أبلغ دليل على أن العرب يقدرون مصر وموقعها وقيمتها لباقى الدول العربية ومنذ ذلك الوقت أخذ الغرب يكيد المؤتمرات لتفريق الأمة العربية لأن لديها شعارًا هو «فرق تسد» وعلى مر العصور أثبتت أمريكا أنها ليست حليفًا استراتيجيًَا إلا لمصلحتها فقط، وأنها فى كل تعاونها مع الدول لا تبحث إلا عن مصالحها. ولذلك أدرك العرب أهمية اتحادهم وظهرت المعادن الأصيلة لأشقائنا العرب وبالفعل كما تقول جدتى فى أمثالها الشعبية «سلمت يا شدة بينتيلى العدو من الحبيب» فالأوقات الصعبة تظهر معادن الأصيل من الخسيس. ولقد رأيت بنفسى ماذا يفعل الأمراء العرب تجاه مصر والمصريين خاصة أمراء المملكة السعودية. العرب جميعا فى خندق واحد أمام الهجمة الشرسة على الأمة العربية والإسلامية ولذلك كان لبعضهم صولات وجولات عبر مواقع التواصل الاجتماعى لكشف مخططات الجماعة منذ وصولها إلى حكم مصر وكان هدفهم الأساسى أن يبينوا حقيقة هذه الجماعة عبر تاريخها الإرهابى الأسود. اللافت للنظر أن مصريا يعمل مع الأمير لكشف المخططات الإجرامية لهذه الجماعة ولم يأبه بالتهديدات التى كانت تصل من الجماعة ولم يعبأ لهذه التهديدات وكانا يقومان بواجبهما تجاه مصرنا الحبيبة أو بالفعل قال هذا الشعب إن هذا أقل ما نقدمه لمصر فمع كل نقطة دم من دماء أبطالنا من الجنود والضباط من الجيش والشرطة البواسل التى تنزف ويسقط الشهداء نداء لهذا الوطن، وستعبر مصر هذه الفترة العصيبة وستخرج منتصرة بأبنائها وأشقائها العرب الذين ساندوها إيمانا بأن أمنها القومى هو من أمن مصر القومى وحصنها الحصين بجيشها وشعبها وأن مصر لا تنسى الفضل فتحية لأشقائنا العرب الذين ساعدونا وانحازوا لها.