مواقف الرجال تعرف فى الملمّات وتكتشف فى العوادى وتعرف عند الشدائد، عندها يمكنك أن تعرف معادن الرجال وتفرز بين الغثّ منها والسمين، وحينها تتكون عندك حصيلة كافية لخريطة التعاملات مع الناس. وكما يصدق هذا على الآحاد من الناس يصدق على الدول والشعوب؛ إذ تمر كل دولة وأى شعب بشدة تمحصها وأزمة تعترضها وعقبات تقف أمام خططها وطموحاتها. ووسط هذه الأزمات وتلك الملمات تجد من يناصرك ومن يخذلك، تجد من يقف بجوارك ومن يناصبك العداء، وتجد من يسعى لتذليل الصعوبات ومن يبذل الجهد لمضاعفة المشاكل وتعقيد سبل حلها. وقريب منا خلال الأيام الأخيرة هناك من أدرك من إخواننا وأشقائنا أن مصر تمر بأزمات طاحنة ومرحلة فاصلة رأى أن من الشهامة أن يقف فيها بجوارها ويساندها بكل ما أوتى من وقوة. وهنا كان موقف دولة قطر الشقيقة التى ساندت وبذلت الوسع لدعم الاقتصاد المصرى فى وقت الشدة والوقوف بجواره فى وقت المحنة فكانت الودائع والمعونات المالية. ومع مواقف الدول كانت مواقف الشعوب متمثلة فى جهود المؤازرة والمساندة من العلماء والدعاة فى المملكة العربية السعودية الشقيقة ليكمل المشهد ويدل على معادن الرجال التى تكشف عنها الشدائد والأزمات. وكانت مساندة العلماء لمصر ماثلة فى التعريف بمصر تاريخا وواقعا وريادة، بل أملا فى المستقبل، وقاطرةً للنهضة العربية على كافة مستوياته السياسية والاقتصادية والتنموية. ويبرز من بين هؤلاء الدعاة والعلماء فضيلة الداعية السعودى الدكتور محمد العريفى، والداعية الدكتور عائض القرنى، وكلاهما تحرك مع غيره من السادة العلماء فى التعريف بالدور الذى يقع اليوم على مصر فى قيادة أمة تسعى للنهوض وتتأهب للانطلاق. وإذا كانت هذه نماذج المتفاعلين مع مشاكل مصر وأزماتها والحريصين على مساعدتها وعونها دولا كانوا أو شعوبا، فإن الحديث عمن يعرقل أو يتصدى لنهضة مصر واستقرارها لا أرى أنه يستحق الذكر ويكفى أن الشعوب –وكذلك التاريخ- لا تنسى من يقف معها فى الشدائد ومن يعرقلها فى الملمات.