تتوج سلطنة عمان .. إنجازات 43 عامًا منذ تولى قابوس بن سعيد مقاليد الحكم فىسلطنة عمان، مع احتفالها يوم 18 نوفمبر الجارى بالعيد الوطنى الثالث والأربعين للبلاد. وقد دعا السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مجلسى الدولة والشورى للانعقاد اليوم - الأحد - كل على حده وفى توقيت متزامن، جلسات دور الانعقاد السنوى الجديد، ويستهل المجلسان اجتماعاتهما فى توقيت يواكب الاستعداد لاحتفالات العيد الوطنى الثالث والأربعين، وذلك استمرارا لدورهما فى دعم ممارسة الشورى والمشاركة فى السلطنة والتى بدأت منذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى وتتواصل وفقا لمراحل تدريجية. الشورى العُمانية منذ تولى السلطان قابوس مقاليد الحكم أصبح «الإنسان» هو هدف التنمية وصانعها على خلفية الاهتمام العميق بتفعيل مفاهيم «الشراكة الوطنية» فى إطار تطبيقات متعددة تضمن تطور صيغ ممارسة الشورى والمشاركة عبر مراحل متدرجة وفقا لتخطيط استراتيجى لا يستبق الأحداث ولا يفتعل النتائج أو يتعسف حدوثها، إنما يعمل على تعظيم دور المواطنة والمواطن فى إثراء ما يمكن تسميته ب «مسيرة التنمية السياسية»، ويتوافق ذلك مع الطبيعة الإنسانية للشخصية العمانية التى تتميز بالصفاء والهدوء. دولة المؤسسات يتكامل دور جولات السلطان قابوس فى المحافظات مع المهام التى تؤديها مؤسسات الدولة فى السلطنة التى أصبحت «دولة مؤسسات». إلا أن ذلك لم يتم بأسلوب ارتجالى ما بين عشية وضحاها إنما نتيجة تخطيط استراتيجى بعيد المدى. لقد أدى «المجلس الاستشارى للدولة» فى إحدى المراحل دورا بارزا، ثم جاء «مجلس الشورى» ليمثل تطويرا منطقيا وفقا للنهج العمانى الذى يعكس مزيجا من تطبيق مبادئ الشورى الإسلامية من جهة، وصيغ الديمقراطية المعاصرة من جهة أخرى. ثم تم تكوين مجلس الدولة من ذوى الخبرة والحكمة العميقة. ويضم مجلس عُمان جميع أعضاء مجلسى الدولة والشورى. أما مجلس الدولة فيضطلع بحكم تكوينه ومهامه بدور حيوى فى مسيرة تطور المجتمع وهو بمثابة مجلس أعلى يعنى بالمهام التشريعية التى تعرض عليه، ويتمتع باختصاصات متنوعة أبرزها مراجعة مشروعات القوانين قبل اتخاذ إجراءات إصدارها، وكذلك إعداد الدراسات وتقديم المقترحات التى تساعد على سرعة تنفيذ الخطط والبرامج التنموية، بنجاح لاسيما ما يتعلق منها بالميادين الاقتصادية والاجتماعية، وتشجيع الاستثمار، وتنمية الموارد البشرية، و مواصلة تحديث معدلات أداء الأجهزة الإدارية. كما يعد مجلس الشورى رافدا آخر للممارسة الوطنية بمفاهيمها وتقاليدها العريقة المعروفة، ويضم ممثلين منتخبين عن مختلف الولايات، حيث يقوم المواطنون بانتخاب الأعضاء وفق الأسس والقواعد المنظمة لذلك والتى تجعل الانتخاب والترشيح من الحقوق الأساسية، ودون أى تدخل من قبل الحكومة. سياسة خارجية حكيمة وفى اتجاه مواز اختارت السلطنة فى مجال السياسة الخارجية تطبيق آليات مبتكرة و غير تقليدية فى مجال العلاقات الإقليمية والدولية استهدفت إثراء حوار الحضارات بين الشعوب عبر إقامة ما يمكن وصفه ب «قنوات الاتصال الدبلوماسية الثقافية الشعبية». وفى هذا الإطار تعد جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب من أهم الجوائز على المستوى العربى، حيث يتنافس المبدعون العرب على الفوز بها. أما على الصعيد الدولى، وعلى سبيل المثال، تتجه أنظار الأوروبيين حاليًا صوب باريس لمتابعة حدث ثقافى بالغ الأهمية، حيث شهدت العاصمة الفرنسية احتفالية ضخمة بمناسبة افتتاح فعاليات معرض «عُمان والبحر» الذى يقام بالمتحف البحرى الوطنى الفرنسى ويستمر حتى شهر يناير من العام المقبل، وقد واكب انطلاقه الاستعدادات لاحتفالات العيد الوطنى الثالث والأربعين لسلطنة عُمان. وأكد السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان أن الهدف الأساسى من تنظيم المعرض التأكيد على قيم التسامح والتواصل الحضارى والحوار والاحترام المتبادل والتعاون الإيجابى التى تقوم عليها العلاقات العمانية الخارجية على مر العصور. وأشار فى كلمته، التى تصدرت الكتاب التعريفى المصاحب للمعرض، إلى أن فعالياته تستهدف أيضا التأكيد على علاقات الصداقة التاريخية بين عمان وفرنسا، وما بلغته من تطور على جميع الأصعدة منذ قيامها فى عام 1660م، إلى جانب أهمية الإسهام فى المحافظة على التراث الإنسانى، وتنوعه ونشر المعرفة وتعميق التلاقى والتفاهم بين الحضارات. وفى ختام كلمته فى الكتاب أعرب السلطان قابوس عن التقدير العميق لكل الذين ساهموا فى تنظيم المعرض من الجانبين الفرنسى والعمانى.