فى سلطنة عُمان استعرض السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مع هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أوجه التعاون القائم بين السلطنة والولايات المتحدةالأمريكية فى مختلف المجالات فى ظل العلاقات التى تربط البلدين وشعبيهما، إضافة إلى بحث مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية. إثر ذلك اختتمت وزيرة الخارجية زيارة قامت بها إلى سلطنة عُمان حيث أجرت مباحثات مهمة فى إطار جولة لها فى عدد من دول المنطقة. وقد تم إعداد برنامج للوزيرة شمل بعض المعالم المتميزة فى سلطنة عمان وفى مقدمتها متحف بيت الزبير حيث شاهدت المعروضات التى يضمها المتحف والتى تروى جانبا من التاريخ العمانى الحافل، إضافة إلى الصور التى توضح التطور الكبير الذى شهدته السلطنة فى مسيرتها بقيادة السلطان قابوس بن سعيد. وخلال زيارتها التقت الوزيرة الأمريكية مع عدد من ممثلى مؤسسات المجتمع المدنى فى السلطنة. ومن جانبها فإنها أشادت بالتطور والتقدم الكبيرين الذين شهدتهما وتشهدهما السلطنة والذى شمل مختلف جوانب الحياة وخاصة فيما يتعلق بتنمية الموارد البشرية. وقالت إن هذا التطور الحاصل فى السلطنة أكدته التقارير الدولية وآخرها تقرير الأممالمتحدة الذى وضع السلطنة فى المرتبة الأولى فى مجال تنمية الموارد البشرية على المستوى العالمى. وأعربت عن سعادتها لزيارة السلطنة ولقائها بالمسئولين العمانيين لتدارس الأوضاع فى المنطقة. وقد كان فى استقبالها لدى وصولها يوسف بن علوى بن عبد الله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية فى سلطنة عُمان. مشاهد إنسانية/U/ وجدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية كانت قد أعربت فى العام الماضى عن شكرها لسلطنة عُمان لدورها فى إطلاق سراح الصحفية الأمريكيةالشابة التى كانت تقضى عقوبة السجن فى إيران بتهمة التجسس، ولاتزال تتتابع فى واشنطن والعواصم العالمية أصداء وردود الفعل التى توالت عقب الإفراج- فى العام الماضى- عن الصحفية الأمريكية. وقد كان من محاور هذه المتابعة تقدير دور سلطنة عُمان فى الإفراج عنها. وكان مهبط مطار مسقط الدولى فى السلطنة قد توالت عليه مشاهد إنسانية توجت جهودا مكثفة أسفرت عن الإفراج عن الصحفية المحتجزة سارة شورد التى وصلت إلى السلطنة قادمة من طهران بعد الإفراج عنها من قبل السلطات الإيرانية، حيث كانت السلطنة محطتها الأولى فى طريق عودتها إلى العاصمة واشنطن. وكانت فى استقبالها والدتها التى انتظرتها على أرض مطار مسقط الدولى. وأعربت الصحفية لدى وصولها عن خالص شكرها وتقديرها للسلطان قابوس وحكومة السلطنة على كل الجهود المخلصة التى تم القيام بها من أجلها وذلك بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن أسرتها. ارتباط تاريخى/U/ وقد ذكر المحللون السياسيون فى تقاريرهم أن الزيارة التى قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية إلى السلطنة تؤكد على عمق العلاقات الطيبة التى تربط البلدين فى إطار ارتباط تاريخى يعود إلى عدة قرون، وذلك من منطلق تقدير دول العالم لسياسات السلطنة التى تتميز بالاعتدال و تقوم على التوازن والاحترام المتبادل بين شعوب العالم، وهى التوجهات التى من شأنها أن تدعم مسارات السلام فى المنطقة، والاستقرار المستقبلى المطلوب على كافة الأوجه، فى ظل الاهتمام الدولى بدعم التعاون مع السلطنة لاسيما وأن الدبلوماسية العمانية أقامت جسورا من العلاقات الوثيقة مع مختلف البلدان تعبيرا عن الحرص على تفعيل الجهود الرامية إلى إثراء حوار الحضارات الإنسانية ودعم التواصل ما بين شعوب الكرة الأرضية. إحلال السلام الإقليمى والدولى/U/ وعلى مدار أربعين سنة أتيح لكاتب هذه الرسالة القيام بزيارات متعددة للسلطنة حيث تابعت عاما بعد آخر مسيرة التنمية التى انطلقت بعد تولى السلطان قابوس مقاليد الحكم. وخلال جولاتى عبر دول العالم فقد تابعت أصداء النجاحات المتلاحقة التى تحققها الدبلوماسية العمانية. ومنذ مطلع عقد السبعينيات من القرن الماضى تتبنى سلطنة عُمان سياسة خارجية تعمل على الاسهام فى الجهود الرامية إلى إحلال السلام الإقليمى والدولى، على خلفية الاهتمام بتفعيل التضامن العربى من جهة، وسياسات حسن الجوار من جانب آخر، وتعبيرا عنها أبرمت اتفاقيات لترسيم الحدود مع كافة البلاد المجاورة لها. وقبل عدة أسابيع من حلول احتفالات العيد الوطنى الأربعين، وتحديدا فى شهر أكتوبر الماضى، شمل السلطان قابوس برعايته الانعقاد السنوى لمجلس عُمان وذلك بقاعة الحصن بحى الشاطئ فى صلالة بمحافظة ظفار، حيث ألقى كلمة مهمة تمهيدا لاستهلال مرحلة جديدة من مسيرة العمل الوطنى تتضافر فيها الجهود لتنفيذ خطط للعمل على كافة المحاور التى تضمنتها الكلمة المهمة التى ألقاها وحدد فيها القضايا الرئيسية، كما استعرض أبعاد مسيرة التنمية و أهم ملامح ومرتكزات ما حققته السلطنة وخططها المستقبلية، وكذلك المبادئ التى تعبر عنها سياستها الخارجية. على هذا الأساس فإنه لم يكتف بالحديث عن الشئون العمانية وحدها إنما تناول أيضا المواقف المبدئية للسلطنة على الأصعدة الإقليمية والعالمية. وفى إطار ذلك فإن من أجلى ما تضمنته الكلمة، عبارة موجزة ذكر فيها: إن لعُمان تاريخا عريقا ومبادئ راسخة منذ عصور، منوها عن أنه تم التأكيد على التمسك بتلكم المبادئ والتعبير عنها بلغة العصر. وأَضاف: أن من أهم المبادئ الراسخة للسلطنة التعاون مع سائر الدول والشعوب على أساس من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعدم التدخل فى شئون الغير، وكذلك عدم قبول أى تدخل من ذلك الغير فى شئوننا.