إحتفلت سلطنة عمان بالعيد الوطني الثاني والأربعين وقد شمل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان برعايته العرض العسكري الذي أقيم في مقدمة الفعاليات التي تتوالي بهذه المناسبة، وقد تم تنظيمه علي ميدان الاستعراض بأكاديمية السلطان قابوس الجوية. شاركت في العرض وحدات رمزية تمثل أسلحة قوات السلطان المسلحة, وشرطة عمان السلطانية. كما شمل السلطان قابوس, في الاسبوع الماضي, برعايته افتتاح مبني المقر الجديد لمجلس عمان والذي يقع في منطقة البستان بمحافظة مسقط, و يتكون من ثلاثة مبان رئيسية تضم مجالس: عمان, والدولة, والشوري, حيث ترأس السلطان قابوس الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عمان لعام.2012 وقد ألقي كلمة مهمة تناول فيها القضايا الأساسية علي صعيد العمل الوطني في سلطنة عمان وكذلك المبادئ الرئيسية التي ترتكز عليها السياسة الخارجية للسلطنة علي الساحات الإقليمية والدولية, وذلك في بداية مرحلة جديدة ومهمة تشهد فيها السلطنة مواصلة ترسيخ نهج الشوري والمشاركة والشراكة الوثيقة بين الحكومة والمجلس. أكد السلطان قابوس في كلمته علي أن السياسة الخارجية للسلطنة أساسها الدعوة الي السلام والتعاون الوثيق بين الأمم, والالتزام بمبادئ الحق والعدل, وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير, وفض المنازعات بالطرق السلمية. إنتخابات المجالس البلدية علي ضوء الرؤي والتوجهات التي عبر عنها السلطان قابوس تتواصل في السلطنة ممارسة عميقة للشوري والمشاركة عبر خطوات متدرجة ومراحل متتالية تمثل كل منها نتيجة منطقية للمرحلة التي سبقتها. علي هذه الخلفية تتوالي الاستعدادات لإجراء انتخابات المجالس البلدية, يوم22 ديسمبر القادم, وهي تعكس التمسك بالجدية وبالتنافس الشريف و الشديد ما بين المترشحين لعضويتها, في ظل حياد الأجهزة الحكومية. وتلك هي ذات السمات التي تتميز بها انتخابات مجلس الشوري وقد أجريت أحدثها في السنة الماضية. لقد أكد السلطان قابوس في الكلمة التي ألقاها, خلال ترؤسه الانعقاد السنوي للفترة الخامسة لمجلس عمان, نجاح تجربة الشوري وذكر أنها جاءت متسقة مع مراحل النهضة ومتفقة مع قيم المجتمع ومبادئه متطلعة الي بناء الإنسان الواعي لحقوقه وواجباته,المعبر عن آرائه وأفكاره بالكلمة الطيبة والمنطق السليم والحكمة المستندة الي النظرة الصائبة للأمور. ودعا الي أن تشهد قاعات الصرح الكبير لمجلس عمان طرحا بناء للأمور ومعالجة حكيمة لها تظهر من خلالهما لكل من يراقب هذه التجربة في الداخل أو الخارج قدرة العمانيين الواضحة علي المشاركة بالفكر المستنير والرأي الناضج في صنع القرارات التي تخدم وطنهم وترقي به, وتحقق له مكانة بارزة ومنزلة سامية بين الدول, وليس هذا بعزيز علي أبناء أمة يشهد لها ماضيها العريق ويدفعها حاضرها إلي التطلع نحو آفاق واسعة من التقدم والتطور. الخطط المستقبلية أما علي الصعيد الاقتصادي فإن من أهم الجوانب التي استعرضها السلطان قابوس في كلمته: أنه وجه الحكومة إلي التركيز في خططها المستقبلية علي التنمية الاجتماعية خاصة في جوانبها المتعلقة بمعيشة المواطن وذلك بإتاحة المزيد من فرص العمل وبرامج التدريب والتأهيل ورفع الكفاءة الإنتاجية والتطوير العلمي والثقافي والمعرفي, مشيرا الي انه تتم بدقة متابعه ما يتم اتخاذه من خطوات, وسوف يكون هذا الأمر محل اهتمام المجلس الأعلي للتخطيط الذي يهدف إلي وضع خطط تنموية مدروسة ترعي أولويات كل مرحلة, وتوازن بين مختلف أنواع التنمية بما يؤدي إلي بلوغ الغاية المنشودة, مؤكدا أن عمان تسير بخطي متزنة في الاتجاه الصحيح. في ختام الكلمة وفي جملة قصيرة لكنها عميقة الدلالة, استعرض السلطان قابوس بإيجاز جميع عناصر الرؤية البانورامية لإستراتيجية التنمية سواء في المرحلة المقبلة أو في السنوات الماضية. تعبيرا عن ذلك أكد أن السياسة الداخلية في السلطنة تقوم علي العمل البناء لما فيه الصالح العام مع مواكبة تطورات العصر و المحافظة علي الهوية والثوابت والقيم العمانية.