على الضفة الشرقية لقناة السويس، على أرض الفيروز، وبجوار النصب التذكارى للجندى المجهول المكان الذى استشهد فيه أول من رفع علم مصر على خط بارليف فى نطاق الجيش الثانى الميدانى كان لقاء مجلة أكتوبر بالرجل الذى يقود الحرب الجديدة لتطهير سيناء وتحريرها من قبضة الجماعات الإرهابية والعناصر التكفيرية، الرجل الذى يعشقه أبناء محافظة بورسعيد والإسماعيلية والشرقية وشمال سيناءودمياط، ويعتبره المصريون أسد مصر، صاحب المقولة الشهيرة "لن أعود من سيناء حتى أسلمها متوضئة" وكان يقصد انه سيظل مرابط فيها بين قواته حتى يتم القضاء على الإرهاب وخفافيش الظلم التى قبعت فى هذه الأرض الطيبة خلال السنوات الماضية. أنه اللواء أركان حرب أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى، عندما تجده بين ضباطه وجنوده لا تستطيع أن تفرق بينهم، وهكذا هم أبناء العسكرية المصرية، الذين تخرجوا من مصانع الرجال وتربوا فى عرين الأبطال، وتتلمذوا على ايدى قادة عظام، لم يدرسوا الوطنية ولكنهم امنوا بها، يعشقون كل حبة رمل فى هذا الوطن. سعدت كثيرا بحديثى معه فقد كان قادما من مناطق العمليات إلى هذه المنطقة لأجراء عدد من الحوارات الصحفية للرد على التساؤلات التى باتت تشغل أذهان الكثير من المصريين للاطمئنان على العمليات الدائرة فى سيناء فى مواجهة الإرهاب الأسود وعناصره التكفيرية. بدء حديثة قائلا "ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”" الآية 169 آل عمران، بهذه الآية الكريمة موجها كلماته لإبنائه من الجنود والضباط وضباط الصف الذين استشهدوا عند أداء واجبهم الوطنى، معتبرا أن العاميين الماضيين بمثابة فترة مخاض منذ اندلاع ثورة 25 يناير، مستعينا بجملة الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة والتى قال فيها مصر حتبقى أم الدنيا، بل ستكون الدنيا كلها “ * عقب الحكم فى قضية استاد بورسعيد شهدت المدينة أحداث أدت إلى فرض حظر التجوال بها، فلماذا لم يفرض حظر التجوال بها عقب ثورة 30 يونيو ؟ ** "بورسعيد" هذه المدينة الباسلة ليست مجرد أسم لمحافظة مصرية فتأمينها يعنى الكثير لى خصوصا بعد أحداث مجزرة استاد بورسعيد، وما حدث فى هذه المحافظة الساحلية يعتبره البعض إنجازا والأخر يعتبره نصف إنجاز، لكننا فى الجيش الثانى الميدانى نعتبره واجبا وفرضا لتهدئة الأجواء بها عقب صدور الأحكام الخاصة بمرتكبى المجزرة، والذين حولوا ساحتها إلى برك دماء، حيث قتل فيها أكثر من ضعف العدد الذى صدر فى حقهم حكم الإعدام، وعند دخولنا للمدينة الساحلية التى يتسم أهلها بصفات ولآد البلد من شهامة ورجولة لاحظنا أحداثا غريبة، لا تنتمى لطبيعة اهل البلد التي بدأت خدمتي بها قبل 35 عاما ، وكان توفيق الله لنا لأننا نعمل لوجه ولمصلحة البلد دون النظر إلى المصالح والأهداف الخاصة .. اللى عمل ربنا أحنا معملناش حاجة، وكله بفضل الله ويكفى أن أقول أن بورسعيد احد المدن التى لم يفرض فيها حظر التجوال الذى فرض على غيرها من المحافظات مؤخرا، و بورسعيد كباقى المحافظات بها بعض البؤر الإجرامية، وعمليات المداهمة متلاحقة حتى الساعات الأولى من صباح الأول من أكتوبر وكان أخرها الثلاثاء الماضى حيث تم القبض على 32 خارجا عن القانون، وعموما فإن أعمال "التطهير" ستريح رجال الشرطة من 15 إلى 2عاما قادمة، والحياة فى المدينة استعادت هدوءها كسابق عهدها و90% من الأهالى يعملون بالتجارة اليومية، دمياط والدقهلية أكثر هدوءا واستقرار من محافظتى الشرقية والإسماعيلية لوجود عناصر دنيئة وخسيسة تقوم بعمليات مسلحة ضد رجال الشرطة والجيش. وأضاف هناك تنسيق مع مديريات الأمن فى حملات مشتركة كان من ابرز نتائجه القبض على ما يفوق عن 200 خارج عن القانون وضبط كميات من السلاح النارى والذخيرة والمخدرات و"الجميع يخضع لقاضيه الطبيعى" عدا المعتدين على أفراد أو حدات عسكرية. * يتسأل المصريين عن موقف العمليات العسكرية فى سيناء التى بدأت بعد ثورة 30 يونيو لمواجهة الإرهاب الأسود ؟ وأين وصلت ؟ ** قال اللواء احمد وصفى: من الساعة 7.30 صباح الجمعة الخامس من يونيو، وحتي اللحظة تتواصل عمليات المداهمه ودك البؤر الإجرامية المسلحة، ووجودى هناك قارب ال 3 أشهر . ولكى أوضح لك سبب التأخير فى انتهاء العمليات كما يقول البعض.. يجب أن تعرف أنه وفق المعايير العسكرية لو أن الجيش قام بعمليات عسكرية من العريش حتى خط الحدود الدولية بشكل كامل، وقضى فيها على الأخضر واليابس وكل ما هو كائن حى يباد، لاستطاع أن ينهى هذه العمليات خلال ساعات، لكن العسكرية المصرية وشرف العسكرية المصرية وما تعلمناه من قادتنا، والإسلام الذى تربينا عليه يجعلنا نكون اكثر حرصا على إلا تزهق روح بلا ذنب، ووجود المدنيين الأبرياء يعرقل عمل القوات لان هذه العناصر التكفيرية تحتمى بهم ولأنى أصدرت تعليمات بعدم توجيه طلقة واحدة لمواطن مدنى ليس له علاقة بما يجرى. دعنى اضرب لك مثالا "رصدنا سيارة بها 4 من الخارجين عن القانون الذين تسببوا فى استشهاد مصريين، وفجأة احتموا بعشة صغيرة بها سيدة و4أطفال، الطيار المقاتل تراجع عن توجيه الضربة نظرا لإحمائهم بمدنيين عزل ولكن عمليات الرصد والتتبع نجحت فى تعقبهم والتعامل معهم . كما إن هناك كذلك تعليمات للضباط تلزمهم الاستئذان من السيدات ومطالبتهم تغطية وجوههم قبل عمليات المداهمة لأننا نحرص على الحفاظ على تقاليد وقيم المجتمع السيناوى، لأنهم أهلنا ويجب أن نحافظ عليهم. * وماذا عن الشائعات التى تتردد حول تفجير الجيش للمساجد فى سيناء ؟ ** فأجاب بتساؤل أخر قائلا : من المسئول عن تفجير موتسكيليين بالقرب من جامع بميدان الماسورة لاستهداف الكمين هناك، اهم ابناء الجيش الثانى الميدانى أم الخارجين عن القانون من خفافيش الظلام؟ ورغم ذلك أصدرت الأوامر بإعادة الجامع كسابق عهده ونجحنا فى ذلك خلال 3 أيام فقط . * وماذا عن العلاقة بين الجيش وأبناء سيناء ؟ ** العلاقة بين الجيش وأبناء سيناء أزلية أبدية فاهم مبدأ عند تنفيذ هذه المهام هو الحفاظ على قدسية العلاقة بيننا وبين وأبناء سيناء. * وماذا عن دور أهالى سيناء من تزايد الهجمات على الجبهة الشرقية لمصر؟ ** بنبرة عالية وكلمات صادرة عن اب مكلوم " محدش اتكوى قدى فى أبنائه من الجنود والضباط وضباط الصف " الذين يسقطون يومياً شهداء فى سبيل الوطن، والجندى أو الضابط تمر عليه الدقيقة وهو يقاتل الإرهاب وكأنها تساوى شهراً من عمره" . فقتل وإستهداف الضباط والعساكر والجنود وصف الضباط من الخلف لا يمكن أن يمضى بسلام ، ولا يوجد نجاح دون وجود مساعدة أساسية من أهالى سيناء الوطنيين واتهامات الخارجين والمسلحين بأننا جنود الطاغوت أصححها بجملة واحدة "معنى ذلك أنكم تعرفون الله بهذه التصرفات الإجرامية".. مواصلا: هناك بعض المشايخ تمتصفيتهم عقب خروجهم من أداء صلاة الفجر ، فحربهم غير شريفة لأنها غير نظامية مع جيش أخر والدقيقة هنا فى سيناء تمر من عمر المقاتل بشهر بسبب حروب الخفافيش، الذين يفطرون في رمضان قبلنا بساعة ليقوموا بالجهاد ضدنا إثناء إفطار المصريين *هل تمت السيطرة الكاملة على سيناء ؟ ** السيطرة كانت محدودة منذ 17 عاما لكن الآن سيطرة مصر عليها كاملة ولا توجد نقطة خارج نطاق السيطرة، وبالنسبة للأنفاق تم هدمها لكن ارض رفح المصرية الآن تحولت إلى جحور الأرانب والفئران ، لدرجة وصول عمق النفق إلى 12 متر تقريبا، وهو ما ساعد على انتشار الأسلحة والذخائر فى 37 بؤرة إرهابية تم إقتحامها ، لكن بفضل الله الذي يعلم صدق نوايا الجيش المصرى تم القضاء عليهم وجار الانتهاء من الباقى . * متى تنتهى العمليات فى سيناء ؟ ** أعمال الدك الحقيقة للانفاق بدأت من شهرين وحاليا يتم القضاء على الباقى لإنها كانت تؤثر سلبا على الاقتصاد المحلى لتهريب مواد مدعمه تربح الجانب الأخر بفارق فى السعر يصل إلى 3.30جنيه فى السولار و 7 جنيه فى البنزين كقيم تضاف على هامش ربحهم الاساسى، وهو ما يفسر تزايد عدد البيارات وأطنان السولار والبنزين بها، وهو الأمر الذى ساعد على ظهور مليون مليونير على الجانب الأخر للحدود المصرية. * هل تفلح التنمية مع انتشار السلاح ؟ ** لن نترك سيناء إلا بعد تطهيرها بالكامل، والقضاء على العنف والذى تزايد عقب ظهور أنواع غريبة من الأسلحة رصدناها خلال الضبطيات المختلفة والتى تتضمنت (صواريخ ارض أرض ، أسلحة آلية وبيضاء، خفاش طائر، وغيرها وتابع: هم أردوا تحويل سيناء لساحة حرب لكنهم لا يعرفون الجيش المصرى، ورغم أن جنودنا يواجهون اشباح وخفافيش ظلام إلا أن العملية تؤتى ثمارها المرجوة. وأضاف وصفى قمنا بتطهير 542 ألف فدان من الألغام لصالح الاستثمارات وتم شق عدد من آبار التحلية والمياه وسط وشمال سيناء بعمق 600 متر لأغراض الشرب والزراعة. * رسائل توجهها للمصريين والإرهابيين والمخربين والداعمين ؟ بالنسبة للمصريين..علاقة القوات المسلحة بأهالى سيناء لها علاقة خاصة وقدسية لن تتأثر . للإرهابيين ومن يمولهم أقول أتقوا الله فى البلد وثقوا أن عمليات المداهمة والملاحقة لن تنتهى إلا بعد القضاء على البؤر واتقوا غضبنا لأن صبرنا بدأ ينفذ * لماذا التأخير فى شن هذه العمليات ؟ ** شن الحروب على الإرهاب عند الحدود كانت مرتبطة بقرار "سيادى سياسى" الاعتداء ليس فى طبعنا لكن تدهور الظروف دفعنا للقيام بدورنا كقوات مسلحة فى الحفاظ على مصر وأهلها، والحرب الدائرة فى سيناء يشارك فيها رجال من الصاعقة والقوات الخاصة والأمن الوطنى والمخابرات الحربية والعامة والأمن الجنائى وتوقيت الإعلان عن تطهير سيناء مرهون بإتمام عمليات التتبع والملاحقة للخارجين والإرهابيين. * ماذا عن شائعات الانشقاق عن الجيش ؟ ** رد بصوت قوى "أحمد وصفى العبد الفقير إلى الله لم يتربى على مبدأ الانشقاق ولا يتعامل مع قياداته بهذا المنطلق "وعلاقتى بالفريق السيسى وبقادة القوات المسلحة بعيدة تماما عن هذا الإطار وغير مسموح بمثل هذه المهاترات بين أبناء الجيش المصرى. * ماذا عن هجمات الجماعات الجهادية وغيرها على الجيش المصرى؟ ** هناك عناصر جهادية لا يضعون اعتباراً لدور مصر، التى ضحت فى سبيل قضيتهم بأكثر من 120 ألف شهيد على طول الحروب الماضية التى خاضتها من أجلها، ومع ذلك يخرجون يومياً لتشويه صورة الجيش واتهام قادته بالكذب، وأقول لهذه العناصر: " إننا لن نسمح لكم بتكرار أعمالكم الإجرامية فى سيناء مرة أخرى، وسوف نقطع أى رأس يحاول تهديد أمن وسلامة مصر، ويا ريت تعقلوا أحسن لكم.. واحذروا غضب الجيش المصرى وقد نفد صبرنا. * هل من الممكن أن يوسع الجيش نطاق حربه خارج الحدود لردع مثل هذه التجاوزات؟ ** الجيش المصرى لا يعتدى على أحد خارج حدوده، ولكن من يحاول " مس" بلدنا بسوء، نستطيع أن "نؤدبه ونقطع رقبته" ، وما تحاول ترويجه دوماً جماعة "أنصار بيت المقدس" فى فيديوهات تظهر أنها تستهدف مدرعات الجيش، فهى "أفلام مفبركة " لا أساس لها من الصحة. * متى تنتهى العمليات فى سيناء؟ ** العملية الرئيسية فى سيناء انتهت، وما تجريه القوات حالياً هى عمليات تطهير وتمشيط نهائى لجميع مناطق سيناء، كما أن العملية الرئيسية لهدم الأنفاق انتهت أيضاً، والمنتفعون من الأنفاق فى سيناء لا يمثلون سوى 1% فقط، فى الوقت الذى حقق فيه المنتفعون من الجانب الآخر ثروات بالمليارات، وأود أن أؤكد أن "سيناء هترجع نضيفة للبلد" . * ما تركيبة القوات المشاركة فى العمليات بسيناء؟ ** هناك منظومة متكاملة لإدارة هذه العمليات تشترك فيها القوات الجوية والصاعقة وقوات البحرية والصاعقة البحرية وحرس الحدود والمخابرات وجميع الأجهزة الأمنية الأخرى. * ماذا عن تامين المجرى الملاحى ؟ ** أن الجيش الثانى الميدانى مسئول عن تغطية 60% من المجرى الملاحى لقناة السويس بواسطة قوات بحرية وصاعقة وجوية وأسلحة أخرى ، ولا يمكن أختراق هذا التأمين مهما كانت الظروف والملابسات لأن هذه القناة هى مورد رئيسى للعملة الصعبة لهذا البلد الطيب وعملية تأمينها ومهامه لا يمكن تكراره فى أى ميناء أخر.