إن أصعب مشهد يؤلمنى فى مصر حالياً هو حرب التخوين وعلى مدار الساعة تنتشر النميمة هذا خائن وذلك عميل وهؤلاء متآمرون، كل متهم بالخيانة والعمالة والخاسر الشعب والأرض التى تحرق يوميا بما تحمل من أوجاع والكل يعيش تحت الضغوط الداخلية والخارجية لكن أصعبها الهجوم الدائم والمتبادل بين فرقاء الوطن فلا تجد اثنين يتفقون على رؤية للمستقبل أو الخروج من حالة الوهن ونسى الجميع أهداف التغيير الحرية والكرامة الإنسانية والبناء والعمل ولكن للأسف مفهوم الحرية الخاطئ تحول إلى استبداد وعناد وابتعدنا عن الكرامة بعد تعمد الإهانة لرموز الوطن ومؤسساته، إن المشكلة ليست فى الجماعة والإخوان لأن الحل أدواته معروفة عبر القانون، ويبقى الأخطر الشباب الحائر فى الشوارع الخلفية يبحث عن وجوده وأمله ورؤيته فلا يجد شيئا سوى الأرصفة والمقاهى، حتى المؤسسات العلمية فلا دور لها فلا تعليم لا فى المدارس ولا الجامعات ولا قيمة لحملة الشهادات ومعظم الأبناء وبلا استثناء يقف فى الطابور انتظارًا للعمل، ثم تخرج البيانات اليومية تؤكد الاهتمام والأولوية بالشباب وهو البيان الذى لا يرى النور حتى اليوم، ويجب ألا تنسى الحكومة الحالية أن قوة الشباب تزيد على 60% من قوة المجتمع وللأسف أخشى ضياع هذه القوة التى يغرر بها حاليا للاصطفاف إلى جانب السفهاء الذين يحاولون استمالة الشباب لتفجير ثورة جديدة تنقلب على الوضع الحالى بعد نشر سياسة التخوين والعمالة وتشويه رموز الدولة، هذه الكلمات ليست لمجرد الكتابة وإنما هى رسالة حتى لا نصل إلى طريق مسدود بعد دخول طرف ثالث فى الأزمة الراهنة والتى لا استبعد أن تنضم إليها الطبقات الفقيرة التى تدهورت أوضاعها إلى ما بعد خط الفقر حيث ارتفاع الأسعار التى فشلت الحكومة فى السيطرة عليه والتى انشغلت بالسياسة فقط دون البحث عن حلول لمشاكل المجتمع التى تعد مفتاح الحل بعيداً عن جدل السياسية والأمن الذى افسد كل شئ، أن حياة البشر متوقفة فى انتظار استقرار سياسى وأمنى وهذا فكر غير موفق ولابد من اهتمام بالوضع الاجتماعى للمواطنين ورعاية يشعر بها الجميع وليس مجرد موقف هنا أو هناك أن الشعب المصرى خسر الكثير من طاقته وإمكانياته وأدواته فلا تجارة ولا عمل وكله فى انتظار زعيم يخفف الأعباء ويأخذ مصر سريعا إلى بر الأمان بعيد عن الجدل والبقاء فى المكان، وأخيراً وقفت أمام مواطن لا علاقة لها بالمشاغبات والمظاهرات ومسالم إلى أقصى حد ومتصالح مع نفسه عندما سألنى ماذا يحدث فى مصر وأين الحقيقة لأن كل مجموعة تخون الأخرى وتتهمها بالعمالة ولم ينتظر الإجابة منى ثم قال إذا لم تتكشف كل الحقائق وبوضوح سوف نقطع الشوارع بالسلاح ولن نعود إلى بيوتنا حتى ينصلح حال الوطن بما نريد ونرضى. [email protected]