نعترف نحن من شاركنا فى قيام ثورة 25 يناير بالخطيئة الكبرى التى شاركنا فيها جميعا بحسن نية عندما تركنا الميادين بمجرد خلع مبارك واعتقدنا أن ثورتنا قد انتصرت ولم نكن نعلم أن القادم أهم وأصعب من خلع مبارك، وأنه كان من الواجب علينا أن نظل ثابتين فى كل ميادين مصر حتى تحقق الثورة كل مطالبها من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. تولى المجلس العسكرى حكم البلاد دون أن نتفق على تحديد خارطة طريق ومسار للثورة وسادت حالة من التخبط واللغط وعدم تقدير المواقف وسادت الفوضى وبدأت المطالبات برحيل المجلس العسكرى والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية وبالفعل أجريت انتخابات شهد العالم كله بنزاهتها وأتت بأول رئيس مدنى للبلاد وعاد المجلس العسكرى إلى ثكناته وانتهى الدور السياسى للمجلس العسكرى بإقالة طنطاوى وعنان واعتقدنا أن البلاد ستبدأ فى السير نحو تحقيق مطالب الثورة ولكن للأسف الأمور ازدادت سوءا وتم إقرار دستور للبلاد قد نتفق أو نختلف على بعض بنوده وما زلنا نطالب بتعديل بعض بنوده ولكن أقرته الأغلبية واعتقدنا أن إقراره بداية لمرحلة جديدة تخطط لمستقبل جديد، ولكن على العكس تزايدت حالة الاستقطاب والتخوين والانقسام بطريقة لم تشهدها البلاد من قبل، وتزامن مع هذا سوء الأوضاع الاقتصادية وتأكل الاحتياطى النقدى وانهيار الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية وشهدت البلاد موجة من ارتفاع أسعار السلع الأمر الذى أدى إلى حالة من الإحباط داخل الشارع المصرى. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن فى ظل الحالة المتردية التى تعيشها البلاد من المسئول عن عدم تحقيق مطالب الثورة التى ضحى من أجلها خيرة شباب هذا الوطن؟.. ومن المسؤل عن كل هذه المعاناه التى يعيشها المواطن المصرى؟ والإجابة أننا جميعا مسئولون فالرئيس مسئول بسبب اتخاذ العديد من القرارات غير المدروسة ثم التراجع عنها وكذلك حكومة قنديل الفاشلة التى لا توجد لديها رؤية أو حلول واقعية لمشاكل وهموم المواطنين وكذلك المعارضة سوء جبهة الإنقاذ أو غيرها، والتى لم تقدم لنا أى رؤية واقعية قابلة للتنفيذ لمشاكل وهموم المواطن وبدا للبعض أن المعارضة تعمل من أجل إسقاط الرئيس وليس من أجل انتقاد الأداء السياسى للرئيس وحكومته وبين أهل الحكم وأهل المعارضة مازال المواطن المصرى يعانى من مصاعب الحياة. وفى النهاية نؤكد أنه لا سبيل للخروج مما نحن فيه الأن سوى بحوار حقيقى وجاد وفاعل يشهده الشعب المصرى كله لنضع خارطة طريق لمستقبل هذا الوطن أما إذا استمرت حالة البغض والكراهية والتخوين والتباعد فإننا جميعا خاسرون ولن يرحمنا التاريخ ولن يسامحنا شهداء الثورة والمواطن المصرى البسيط.