سيارة حمولتها يا دوب 5 راكب ولكنها تحمل 45 راكب، خارجة من عمرة و أقصى سرعة 50 كم في الساعة و الركاب يطالبون بسرعة 250 كم في الساعة. و الركاب أساسا ليسوا أصدقاء بل مختلفون تماما و يتعاركون داخل السيارة . و يزداد الطين بلة حين تدرك أن كل راكب يريد الذهاب في اتجاه مختلف. و السائق ليس خبيرا و لم يسبق له القيادة في مثل هذه الأجواء و الظروف. هذا هو حال مصرنا اليوم مع الاعتذار عن التشبيه. ينفذ صبر الشباب( عايزين محاكمات و أحكام فورا بس مش عسكرية ، و عايزين تطهير شامل بس ما نعرفش تعملوه ازاي، و لازم وزارة ثورية بس احنا مش عايزين نبقى وزراء و معترضين على أي حد من النظام القديم و جيرانهم و أصحابهم و معارفهم). و المجلس أيضا ينفذ صبره( جبنالكم شرف زي ما طلبتم، مفيش محاكمات استثنائية، غيرنا الوزارة، ضبطنا النفس أمام اعتصامات و شعارات و تلميحات و تهديدات، بعتنا دعوات للقاء الثوار جالنا 250 ائتلاف، أجلنا الانتخابات عشان نقوي الأحزاب و برضه متهمين بالعمالة لأمريكا و الاخوان). و الشعب نفسه بدأ يزهق ( كل يوم أخبار مقلقة و اتهامات و تخوين للكل و نفسنا في وضوح الرؤية و شوية هدوء). فما الحل؟ - القيادة: مبدأيا الشباب يحتاجون الى قيادة موحدة و محددة و لها آراء و توجهات و أولويات. و أرجوكم لا تقولوا لي أن الأولويات محددة، فكل يوم نسمع مطالب جديدة و متنوعة من كبيرة و مهمة الى صغيرة و تافهة. و الأخطر أن أصحاب المطالب لا يستمعون الى الرد و التفسير ، و هو للأسف خطأ حكومة من الهواة الحديثي العهد بالادارة و التخطيط و الأهدداف و التعامل مع الاعلام. أخيرا بدأوا في العمل الصحيح عندما طلب عصام من وزرائه خطط عمل و أهداف و جداول زمنية للتنفيذ. و للأسف كان رد الشباب انه مفيش فايدة، هو احنا لسه سمعنا حاجة؟! ثم ما و من هو البديل؟ حتى الشباب رفضوا الحقائب الوزارية عندما عرضت عليهم. كان من المفترض بعد اطلاق حرية تكوين الأحزاب أن ينطلق شباب الثورة لتكوين أحزاب قوية تعبر عن طموحاتهم و أفكارهم، و لكن هذا لم يحدث بعد 6 أشهر، مما يؤكد أن شباب الميدان ليسوا ايد واحدة عندما يتعلق الأمر بالطريق الى المستقبل. و هذا أمر طبيعي لاختلاف العقائد السياسية و الأيديولوجيات و الأفكار. اذن من الصعب على الجيش و الوزارة و الشعب أن يبقى رهينة لأفكار غير مكتملة النضوج من مجموعات غير متفقة و لا موحدة ، و تكون النتيجة أن يتلقفها اعلام خسيس و بالفعل عميل ( لنفسه و لرجال زمن مبارك)، فيزيد من الاحتقان و البلبلة ، و يشيع الاضطراب بسبب قرارات متضاربة و خوف غير مبرر من قوة غير موجودة.يا شباب: اما قيادة موحدة أو انتشار من خلال أحزاب و انتظار لانتخابات قد تعطيكم أو لا تعطيكم تفويضا شعبيا بالحكم و القيادة حسب أفكاركم. - حق مكتسب: و بعدين أرجوكم بلاش كلمة ان ثوار الميدان من حقهم كل ده علشان اللي تحملوه و دفعوه في الثورة. اذن لو كان هذا هو المنطق يبقى آباء و أمهات الشهداء لهم الحق الأول في قيادة الشعب. و بنفس المنطق فلا صوت يعلو على صوت المعتقلين السياسيين و الذين عذبوا طوال 30 سنة في معتقلات أمن الدولة ( خدوا بالكو وقتها يحكم الاخوان و قادة الجماعات الاسلامية فورا). و نفس المنطق يعني أن الحاكم الوحيد بمنطق ما قدمه للشعب هو الجيش: أليسوا من حاربوا من أجلنا و حمونا من اسرائيل و استشهد منهم آلاف لا مئات. يا سادة يا كرام ونستون تشرشل قاد بريطانيا لأعظم انتصاراتها في الحرب العالمية الثانية و أنقذها من الفناء، و بعدها بشهور خسر في الانتخابات! ببساطة لأن حزبه لم يقدم من الفكر و الخطط و المشروعات ما يقنع الشعب بالمستقبل تحت قيادته. الشباب قاموا بدور عظيم ، و مازالوا يقومون بدور عظيم (عندما يتوحدون و ينظمون الصفوف مثل يوم 8 يوليو). و لكن الثورة ملك شعب مصر. و الثورة انتصرت يوم توحد الشباب و الشيوخ و الأطفال و الأمهات في الميدان و في كل ميادين مصر. و تقرير حق القيادة للمستقبل هو أيضا حق شعب مصر عن طريق صناديق الاقتراع، هذه هي الديمقراطية، بما لها من ايجابيات و سلبيات. تقبلوها و اعملوا في اطارها. بلاش الصوت العالي و الجعجعة، بعد فترة تفقد تأثيرها و حتى الكلام المهم يفقد قيمته. - مجلس ادارة الميدان: و بعدين يعلن عن تشكيل مجلس ادارة الميدان، اللي هو ايه بالظبط؟ يعني تنظيم حركة الدخول و الخروج، ومين يعمل منصة و مين هيغني في أنهي خيمة و كده؟ و لا حركة الباعة الجائلين و أسعار البيع و الأصناف المباعة؟ ذكرني هذا بقصة رائعة للمبدع أحمد رجب عن كيلو كباب تم شراؤه في شركة قطاع عام من العهدة و حتى يتم الحفاظ عليه صرفوا مبالغ هائلة و اشتروا معدات و عينوا موظفين، و تضخم الأمر حتى أصبح هناك مسؤول كبير بوظيفةمدير عام قطاع رعاية الكباب المثلج في مصلحة الضرائب. الميدان رمز و ليس كيان يا شباب، مثلما تحالفتم لادارة الميدان أرجو أن تتحالفوا لتوجيه البلد. أين أفكاركم المحددة لمساندة الحكومة بجانب مراقبتها؟ الضغط جميل و فعال و لكن نتائجه ليست دائما مثمرة( لنتذكر مرة أخرى الضغط الذي أدي لخروج 500 لواء في الشارع بلا تخطيط شامل لكيفية التعامل معهم و اتقاء مخاطر الفاسدين منهم). الوطن يحتاج أفكاركم و خططكم و تحملكم للمسؤولية، و احتكاككم الفعلي بالنظام الحكومي و القوانين السائدة سيجعلكم تعيدون النظر في الكثير من الاتهامات والنظريات. - المحاكمات: رأيت شابا وسيما بسوالف سمير صبي في السبعينيات يصرخ على قناة فضائية متهتكة، و يقول( ماليش دعوة يعملوها ازاي، لازم مبارك و أعوانه يتعدموا خلال أسبوعين). أرجو أن يظهر وزير العدل في مؤتمر صحفي بحضور كل الجهات الاعلامية و الصحفية، و يشرح و يعترف بكيفية عمل النظام القضائي الحالي بكل مساوئه و عراقيله و قوانينه العقيمة و موارده البشرية الضعيفة. ثم يعطي مثالا لقضية واحدة و خطوات الفصل فيها و الوقت اللازم لذلك في ظل القانون. أتحدى لو أنجزت قضية واحدة في أقل من 5 سنوات. يجب أن يعلم الجميع هذه الحقيقة، الشعب العادي يعلمها جيدا، و كل من اضطرته الظروف الى دخول المحاكم و الاكتواء بنارها يعرف هذا الأمر،و لكن شبابنا الجميل النقي الذي لم يسبق له دخول المحاكم يتخيلها نزهة و أمرا سهلا. و صدقوني لا يوجد من هو سعيد بالنظام بما في ذلك القضاة. للمرة الألف، البديل هو المحاكم الاستثنائية و العسكرية، و هو ما ترفضه الثورة. و الضغط الفعال يؤدي الى تحسين الأحوال الى أقصى الحدود في ظل النظام القضائي القائم. فتخصيص دوائر بعينها و تفعيل قانون الغدر خطوتان في غاية الأهمية و ستسمحان للقضاء بتسريع المحاكمات تحت مظلة من الشرعية الدستورية. الشيطان يكمن في التفاصيل الصغيرة، ناقشوها قبل الاندفاع الى الأحكام و الاتهامات. - تطهير الاعلام: نعم يجب تطهير الاعلام . لن أفعل مثل غيري و أتركها عائمة و ضبابية و لكن سأسمح لنفسي بمقترحات محددة و متدرجة. مبدأيا يمنع ظهور أي مسؤول حكومي في قنوات فضائية اطلاقا، العاملين بالمجال يعرفون جيدا أن نسب المشاهدة الحقيقية محدودة للغاية و لكنهم بالتعاون مع الصحف المملوكة لهم أيضا و المواقع الصفراء، يعطون الايحاء بالشعبية العالية و يعيدون بث لقطات من حوارات و خاصة عندما تكون مفلفلة بالبهارات و الفضائح و السفالات. أي تصريح يجب أن يكون من خلال مؤتمر صحفي و تكون الأسئلة مفتوحة من الجميع ( بعيدا عن مخططات الايقاع بالضيف في البرامج)، و يكون المسؤول مستعدا تماما لكل الأسئلة.و على فكرة هذه ليست بدعة، حتى فرق الكرة تمنع التصريحات و الحوارات في الأوقات الحساسة و قبل حسم بطولة الدوري مثلا، و أظن أننا في ظروف أكثر حساسية من حسم الدوري و كأس العالم كمان. ثانيا كل الدول من حقها ايقاف بث القنوات عندما تذيع ما قد يحمل خطورة على الأمن، تفعلها أمريكا و فرنسا و يا ما عملناها و لكن فقط مع الاتجاه الاسلامي. لنفعلها بالقانون، و من حق هذه القنوات اللجوء للقضاء، نفس القضاء الذي سيحتاج ل15 سنة لاعادتهم للبث. فرصة يشتغل لمصلحة البلد شوية. و صدقوني لن يصبحوا شهداء و لا ضحايا، لقد وصلنا الى وضع يستوي فيه الجميع أمام الشعب: الكل خونة و عملاء و أصحاب ماضي ملوث، مش حتفرق كتير. نظرة واحدة الى من يقدمون البرامج في محطات مالكوها هم من الفاسدين الكبار، و ستغيرون رأيكم في الكثيرين. - حزب الكنبة و الايجابية: علمتني الحياة أن أكون ايجابيا على طول الخط ، أتوقع الأسوأ و الأفضل، و لكن لا أتوقف عن التفكير و طرح المقترحات و الأفكار. من أسهل الأمور أن تنتقد كل شيء و تهاجم و تخون الجميع و تطالب بالتغيير و تستعجل النتائج( و يستمتع بهذا الدور سواء الجالسين في بيوتهم أو المتظاهرين في الميدان بينما عقولهم أيضا مستريحة على الكنبة). التحدي الحقيقي أن تنزل الملعب ( و أنت لست البطل أو النجم) و تسعى و تبني و تكافح من أجل اقناع الآخرين بأفكارك ، و اذا فشلت، تبدأ من جديد ، و قد تقتنع بأفكار الآخرين و تلعب دورا مساندا عن طيب خاطر. فعلتها كثيرا و نجحت و فشلت كثيرا، و تعلمت ألا أفقد الأمل و الايجابية في كل الأحوال. و كلي أمل و تفاؤل بأننا سننجح و نتحول الى دولة قائدة متطورة و متفوقة ، سنأخذ بعض الوقت و لكننا ان شاء الله سنصل. و أطلب من الجميع أن يحاولوا لمرة وحدة أن يتوقفوا تماما عن الاعتراض و النقد و تصنيف الكاتب و صاحب الرأي و اتهامه بالعمالة أو الغباء أو أي حاجة غير الاجتهاد،. أطلب أن يكون كل تفكيركم في كيفية انجاح الأفكار المطروحة و طرح الأفكار البديلة المتكاملة. صعبة بس جربوها. جملة اعتراضية: يشارك الوليد بن طلال في مجموعة سيتي كورب و بنوكها التي لا تتعامل بأي أساليب تمت بصلة للاقتصاد الاسلامي، و يمتلك نصيبا محترما في أسهم مجموعة قنوات فوكس الأمريكية ذات التوجه اليميني العنصري و الصهيوني، و التي كانت من كبار داعمي حملة غزو العراق. كما يستمتع بحصة هائلة من الأسهم في مؤسسة نيوز كورب الاعلامية البريطانية، و التي تمتلك جريدة نيوز أوف ذا وورلد صاحبة فضيحة التنصت على الهواتف في انجلترا مؤخرا، كما تمتلك صحيفة الصن الشعبية الصفراء ملكة الفضائح و أول صحيفة تضع صورة فتاة عارية في الصفحة الثالثة من النسخة اليومية. و هو أيضا مالك روتانا أول من أطلقت قناة خاصة بالثورة المصرية و أسمتها روتانا مصرية و قدمت من خلالها برامج ثورية مثل ستار أكاديمي و أعادت هالة سرحان كنجمة ثورية متألقة. تاريخ كله ثورة و ثوار ما شاء الله..و احنا عادي، لا نقرأ ما بين السطور و لا حتى السطور نفسها.... ما علينا