30 عامًا تربع فيها مبارك على عرش مصر عبر ديمقراطية صورية، وتنظيم سياسى واحد (الحزب الوطنى) وتسير فى ركابه أحزاب ورقية لخداع الرأى العام العالمى بوجود ديمقراطية ومشاركة فى الحكم. وللأسف لم يتعظ مبارك بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها عام 1996، فقد استقبله الشعب المصرى مؤيداً ومستنكرًا هذه المحاولة الجبانة التى قامت بها الجماعات الظلامية الفاشية. وكان مبارك يؤكد لشعبه دومًا أنه لابديل له إلا إشاعة الفوضى،عندما قمع وبكل قسوة كافة الاتجاهات السياسية من اليسار إلى اليمين. مصر طوال 30 عاماً عاشت تحت حكم دكتاتورى مستبد كمم الأفواه وأفقر البلاد والعباد، وبطش أمن مبارك بكافة المعارضين.. وبعد مرور أكثر من عامين على الثورة تحققت نبوءة مبارك بحدوث الفوضى، وتسعى قوى مختلفة لإفشال الثورة وهناك محاولات لتدمير مؤسسات الدولة. والسؤال: هل تكون العظة والعبرة بما حدث لنظام حكم مبارك الذى دخل بغالبية رموزه السجون!.. وينتظر محاكمة سياسية وتاريخية ستأتى حتماً فى يوم ما. وفى يقينى أنه لا خير فى أى حاكم مستبد، وانما الخير سيظل فى جموع الشعب المصرى وشعوب المنطقة الذين عليهم أن يحاسبوا من حكموهم أمس واليوم.. والشعب المصرى وإخوته من شعوب المنطقة أصحاب الحضارة العريقة والمتفردة جديرون بانتزاع الحياة الحرة الشريفة والاستفادة بمقدراتهم التى تناوب على اغتصابها الحكام المحليون والأجانب. وهؤلاء الحكام الذين بفضلهم تم تقسيم السودان إلى جنوب وشمال، هم الذين أشعلوا نيران الحرب الأهلية فى الجزائر.. والآن يخوضون حربًا بالوكالة فى سوريا الشقيقة لتمزيقها وتحويلها إلى كانتونات طائفية.. هؤلاء اللئام عليهم أن يخجلوا ويذهبوا إلى جحورهم، فقد عفا عليهم الزمن.. وعلى الشعوب العربية أن تفيق من غفلتها، فكل الشعوب من حولنا انتفضت وحققت معدلات كبيرة فى التنمية فى كافة قارات الدنيا بينما تتعرض الأمة العربية لمؤامرة كبرى لتفكيك دولها وإذكاء نار الفتنة الطائفية والعرقية بواسطة عملاء لها فى المنطقة.. وعلى الشعوب العربية أن تفيق من غفلتها. ... ولاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. [email protected]