ثلاث أغنيات فقط لا غير تذكرنى بالربيع.. «آدى الربيع عاد من تانى» كلمات الشاعر الكبير مأمون الشناوى ولحن وغناء الموسيقار فريد الأطرش، وأغنية «يا بدع الورد يا جمال الورد» لقيثارة الشرق اسمهان، و «الدنيا ربيع» للعبقريين الراحلين صلاح جاهين وكمال الطويل، وغناء السندريلا سعاد حسني، وكلهم كما ترون رحلوا عن عالمنا. ولم يفلح آلاف الملحنين والمطربين ومؤلفى الأغانى على مدى سنوات طويلة فى تقديم أغنيات تعيش فى أذهاننا وتبقى فى وجداننا لتذكرنا بالربيع، ولم يبق لنا سوى هذه الأغنيات الثلاث لنذيعها مرارا وتكرارا فى هذا الوقت من العام، ونحتفل بها بهذا الفصل الذى تحول بفعل التلوث والاحتباس الحرارى والسحابة السوداء من فصل الزهور ورائحة الفل والياسمين التى كنا نشمها زمان إلى فصل الأعاصير والتراب والرمد الربيعى والاختناق والتقلبات الجوية التى تجلب معها المرض. ورغم أننى أستمع إلى أغنية «آدى الربيع عاد من تاني» منذ وعيت على الدنيا، وبالمناسبة فالأغنية مر عليها نحو 63 سنة حيث تم تقديمها لأول مرة فى فيلم «عفريتة هانم» لسامية جمال ثم غناها الموسيقار الراحل فريد الأطرش لأول مرة فى حفل عام 1950. واكتشفت بعد كل هذه السنوات أنها أغنية حزينة ولا تتناسب إطلاقا مع صورة هذا الفصل بمعناه التقليدى ، ولكنها قد تتناسب بالطبع مع تحول الربيع وكل أيامنا الحلوة إلى فصل واحد متصل وحزين، وإذا كنتم لا تصدقون اقرأوا معى مرة أخرى كلمات الأغنية: «ادى الربيع عاد من تانى والبدر هلت انواره..وفين حبيبى اللى رمانى من جنة الحب لناره..ايام رضاه يازمانى يازمانى.. هاتها وخد عمرى..اللى رعيته رمانى رمانى..فاتنى وشغل فكرى..كان النسيم غنوة..النيل يغنيها..وميته الحلوة..تفضل تعيد فيها..وموجه الهادى كان عوده..ونور البدر أوتاره..يلاغى الورد وخدوده يناجى الليل واسراره..وانغامه بتسحرنا..انا وهو مفيش غيرنا..لمين بتضحك ياصيف..لياليك وايامك..كان لى فى عهدك أليف..عاهدنى قدامك..كان لى فى قلبك طيف..يخطر فى احلامك..من يوم ما فاتتنى وراح..شدو البلابل نواح..والورد لون الجراح..مر الخريف بعده..دبل زهور الغرام..والدنيا من بعده..هوان ويأس وآلام..لا القلب ينسى هواه..ولاحبيبى بيرحمنى..وكل ما أقول اه..يزيد فى ظلمه ويهنى..وآدى الشتا ياطول لياليه..ع اللى فاته حبيبه..ياليل يابدر نسمه ياطير يازهر يااغصان..هاتوا م الحبيب كلمة تواسى العاشق الحيران..اخذ ورد الهوى منى وفات لى شوكه يألمنى..ما اعرفش ايه ذنبى غير انى فى حبى أخلصت من قلبى..وغاب عنى لاكلمنى ولا قال امتى راح اشوفه..واقول يمكن يرحمنى ويبعت فى الربيع طيفه».