طوفان الأغانى الشعبية الجديدة الذى طغى على ساحة الغناء المصرى إلا قليلًا، يهدد بزوال الأغنية الطربية الأصيلة التى أخذت تتوارى أمام الأصوات الناشزة والألحان الصاخبة والكلمات الغريبة.. وفى هذا التحقيق طرحنا الموضوع على نخبة من الموسيقيين فأطلقوا صرخة استغاثة لإنقاذ الغناء العربى الأصيل من ضجيج الأغانى الشعبية الهابطة! يقول الموسيقار هانى مهنى: الأغنية الشعبية المتعارف عليها موسيقيا لا يمكن أن تؤدى إلى اختفاء الأغنية الطربية حيث أن لكل مستمع لونه المفضل الذى يرغب فى سماعه وحتى مع انتشار العديد من الأغانى الهابطة فى هذه الأيام لا يمكن أن تختفى الأغنية الطربية لأنها الأصل. أما بالنسبة للأغانى المنتشرة حاليًا فلا يمكن أن تندرج تحت مسمى الأغنية الشعبية فتلك الأغانى يؤديها مجموعة من الأشخاص لا يعرفون شيئا عن الموسيقى والغريب أن كلمات تلك الأغانى غير مفهومة والأغرب من ذلك تعلق كثير من الأشخاص بهذه الأغنيات وترديدها وانتشارها فى الأفراح والمناسبات، وأصبح كل شخص يرغب فى الانتشار يقوم بتأليف بضع من الكلمات غير مفهومة بغض النظر عن صوته أو اذا كانت لديه الموهبة أم لا، وأضاف مهنى أن عمالقة الأغنية الشعبية مثل أحمد عدوية وفاطمة عيد وغيرهما كانوا بارعين فى هذه النوعية من الأغانى وكنا نستمتع بها لأنها لون من ألوان الأغانى ولكن الآن عندما تستمع إلى الأغانى المنتشرة تشعر أنك تسمع ضوضاء وضجيجا ليس له معالم ولا ينتمى إلى الغناء فى شئ. وعبر الناقد الموسيقى محمد الشافعى عن دهشته من إنجذاب الأطفال لهذه الاغانى التى لا يعتبرها أغانى ولا تندرج تحت الأغانى الشعبية اطلاقا، فعلى سبيل المثال فوجئت بكلمات أغنية يرددونها كثيرا وهى «هاتى بوسة يابت هاتى حته يابت» وفوجئت بالانحطاط والهبوط فى الأغنية المصرية ككل وانتشار تلك الأغانى اعتقد أنه سيهدد مستقبل الأغنية المصرية، ولكن اذا تحدثنا عن الأغنية الطربية فلا يمكن لتلك الأغانى أن تؤدى إلى اختفائها فهى ثابتة وأصيلة وتعتبر قاعدة الأغنية المصرية، فإن انتشار تلك الاغانى الهابطة يدعو للقلق ولابد من وقفة حتى لا تنتشر بهذا الشكل غير المقبول سماعيا، وللأسف انتشرت وتوغلت بشكل كبير حتى أننا أصبحنا نستمع إلى تلك الأغانى فى كل مكان، وعندما سألنا نقيب الموسيقيين إيمان البحر درويش عن موقف النقابة من هؤلاء المطربين أكد أنه لا يمكن لأحد أن ينتمى إلى النقابة إلا بعد أن يخضع لعدة اختبارات صوتية كثيرة، وتلك الأغانى التى تتداول وتنتشر هذه الأيام لا يمكن أن يندرج مغنوها إلى قائمة نقابة الموسيقيين بأى شكل، لأنها تفتقد إلى عنصر الطرب، فنحن لسنا ضد الأغنية الشعبية ولكن أين هى الأغنية الشعبية هل الصداع الذى يتغنون به والضجيج هذا يسمى أغنية شعبية، فنحن نحترم جميع مطربى الأغنية الشعبية ولكنا ضد الإسفاف والانحطاط الذى وصلت اليه الأغنية الآن ولا نسمح لهؤلاء أن ينتموا إلى الطرب أو أن يطلق عليهم صفة مطربين. وحول إمكانية سيطرة تلك الأغنية الطربية على الأغنية الطربية استبعد درويش حدوث ذلك ويقول: هذه الأغانى المنتشرة كالوباء سنشفى منه قريبا لتعود الأغنية الطربية على عرش الأغنية المصرية من جديد فأنا اعتقد انها فترة وستزول تلك الأغانى لأنها موضة وستختفى آجلا أم عاجلا ولكن الأغنية الطربية سنظل نسمعها ونتغنى بها إلى الأبد.