كل دول العالم ليس لديها سوى سؤال واحد مصر إلى أين؟ يعقبه خوف وترقب لما سينتهى إليه الأمر وأنا بدورى أستغرب مما يحدث بعد رؤية المشهد اليومى لإدارة الخلافات كما لو كانت مصر أكثر من شعب، وحقيقة الأمر اننا شعب واحد ومصير وقدر مشترك.والوقوف فى صفوف المعارضة لا يعنى العداء للإخوان ونظامهم أو حتى رفض حقوقهم ولكن المرفوض هو اعتبار النظام أغلبية دون الاحتفاظ بحق المشاركة للآخرين فى بناء جمهورية جديدة تستوعب الجميع، لأنه وصل إليها عن طريق الشعب ومن خلاله وبالتالى ليس من حق النظام الحالى أن تكون الرئاسة من الإخوان والحكومة من الإخوان والبرلمان والشورى كذلك وحتى كتابة الدستور حق مكفول لهم دون غيرهم والأمر المرفوض اعتبار كل معارض أنه فلول وخائن وعميل ومنذ يومين تعرضت شخصيا لما هو أسوأ من هذه الكلمات عندما عبرت عن موقفى الرافض للإعلان الدستورى وتأجيل الاستفتاء لمدة شهرين لاستكمال التوافق والحوار المجتمعى حول كل القضايا الخلافية رد الطرف الآخر من الحزب الحاصل على الأغلبية بأننى ضمن الإعلام المصنف، حقيقة أنا فى غاية الحزن والذهول كيف نساعد ونساند الإخوان فى الوصول الى الحكم ثم نتهم بأننا عملاء وخونة هل هذه ديمقراطية ؟ وهل نعتبر أن تجربتنا مع الإخوان فاشلة ويجب علينا مراجعة الحسابات فى صناديق الاقتراع؟ وهل نصدق ما يتردد عن الإخوان فى كل مكان بأنهم ينسقون مع الامريكان لحماية مصالح واشنطن فى مصر وغيرها مقابل حمايتهم من المعارضة المصرية وهذا ليس سرا؟ وما أخشاه أن يتعامل النظام مع الشعب كما كان يتعامل النظام السابق مع الإخوان، وندخل فى سباق تصفية الحسابات وما أرجوه أن يكون السباق فى بناء مستقبل مصر وليس الهدم أو التدمير أو الدعوة للعنف والفتنة، وفى تصورى ان الحلول والبدائل كثيرة اذا كان هدف الجميع مصر أولا و البناء والإصلاح فيجب ان نحدد خريطة طريق جديدة على قاعدة التوافق لأن الديمقراطية ليست مجرد صندوق للاقتراع إنما سلوك مجتمعى قائم على العدالة الحقيقية وأن نشهد تنوعا فى أعضاء الحكومة والبرلمان والشورى وبرنامج عمل يلتزم به الجميع دون الدفع بمبررات الفشل وتحميل المسئولية لما يسمى بالفلول، ونذكر بوجود أعضاء من الإخوان فى برلمان النظام السابق وقياسا على ذلك فالمجتمع يصنف هؤلاء الأعضاء بأنهم فلول ولن ننتهى من الاتهامات والتخوين والأفضل الدخول فى الموضوع والاعتراف بأن مصر تعانى من مشاكل اقتصادية طاحنة ويجب التعامل من خلال تدوير مواردها وحسن إدارتها وعدم تحميل معدومى ومحدودى الدخل فواتير حل الأزمة ولدى الإخوان ثروة طائلة وكذلك أصول ممتلكات النظام السابق ودخل قناة السويس ومنجم ذهب السكرى وغيرها. أما مسألة رفع الأسعار والضرائب فهذه كارثة ستضاف إلى الأزمة الراهنة.