محافظ الإسماعيلية ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام يبحثان تعزيز التعاون المشترك    بعد تراجع الأسعار محليًا.. هل الوقت مناسب الآن لشراء الذهب؟    السياحة تحلق فى الغردقة |53 ألف راكب.. أعلى تشغيل يومى بالمطار    محافظ كفر الشيخ يناقش عددا من الشكاوى في لقاء المواطنين    حماس: لدينا الإرادة لمنع عودة الحرب على غزة    إصابة جديدة في صفوف برشلونة قبل مواجهة إلتشي بالدوري الإسباني    وادي دجلة يتقدم على الاتحاد السكندري في الشوط الأول    توني يقود تشكيل الأهلي ضد الباطن في ثمن نهائي كأس الملك السعودي    التصريح بدفن جثامين الأطفال ال 3 ووالدتهم ضحايا واقعة اللبيني    خروج جثمان طفل شبرا الخيمة من مستشفى ناصر التخصصى بعد تصريح النيابة بالدفن    وزيري: المتحف المصري الكبير أيقونة عالمية تجمع بين الحضارة والتكنولوجيا    أشرف زكى يقدم واجب العزاء فى شقيق فريدة سيف النصر    تعرف على كيفية نقل ذبابة الرمل السوداء العدوى وما الإسعافات    فيديو متداول ل«افتتاح ملعب بالعراق من إهداء الملك سلمان».. ما حقيقته؟    ضبط 2800 لتر من زيوت السيارات مجهولة المصدر بالخانكة    نواب الأمة    تعرف على تفاصيل صرف الزيت التمويني بعد إضافة عبوة جديدة    فاز بجائزة الجونة البرونزية.. فيلم المستعمرة يشارك بمهرجان البحر الأحمر    بعد إعلان عرضه.. تفاصيل مشاركة مهرة مدحت بمسلسل كارثة طبيعة بطولة محمد سلام    المخرج سعد هنداوى يطالب بتكريم عادل إمام ببناء دار عرض تحمل اسمه    هل يضاعف حساب الذنوب حال ارتكاب معاصي بعد العمرة أو الحج؟.. فيديو    استمرار محادثات السلام بين باكستان وأفغانستان لليوم الثالث في ظل توترات حدودية    في ملتقى عالمي بالرياض د.خالد عبد الغفار: العائد الاستثماري في الصحة يحقق أربعة أضعاف    «زي المطاعم».. كباب اللحم بتتبيلة الزبادي والبهارات    مكتبة مصر العامة تحتفي بالتراث الفلبيني في احتفالية ومعرض فني بعنوان باجكيلالا – الاعتراف    ملك الأردن: لن نرسل قوات إلى غزة ومستعدون لدعم الشرطة الفلسطينية    هل على العقارات المؤجَّرة زكاة؟.. أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح    شيخ الأزهر للرئيس الإيطالي: ننتظر إعلان روما الاعتراف بدولة فلسطين (صور)    رئيس المركزي للمحاسبات يفتتح أعمال المجلس التنفيذي ال79 للإنتوساي بشرم الشيخ    الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة بتروجيت وسط تركيز عالٍ وتظلم رسمي ضد الكاف    محمد صلاح ضمن قائمة المرشحين لأفضل 11 لاعباً فى العالم من فيفبرو    تأجيل محاكمة 89 متهما بقضية "خلية داعش مدينة نصر" لجلسة 11 يناير المقبل    حكم طلاق المكره والسكران في الإسلام.. الشيخ خالد الجندي يحسم الجدل ويوضح رأي الفقهاء    مدير تعليم سوهاج يشارك في الاجتماع التنسيقي لتنفيذ مبادرة الأنيميا والتقزم    اعرف وقت الأذان.. مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 27 أكتوبر 2025 فى المنيا    «فنانون ومبدعون».. ما هي الأبراج التي تتمتع بخيال واسع؟    جدول مواقيت الصلاة غدًا الثلاثاء 28 أكتوبر بمحافظات الصعيد    بث مباشر.. الفتح في ضيافة الرياض الليلة الساعة 5.35 في دوري روشن السعودي 2025    متي يبدأ العمل بالتوقيت الشتوي 2025؟    لجنة فلسطين بالبرلمان العربي تعتمد مجموعة من التوصيات لدعم القضية    مصر تواصل إرسال مساعداتها إلى غزة.. وصول شاحنات وقود وغاز (فيديو)    عاجل- إنهاء حالة الطوارئ في جنوب إسرائيل لأول مرة منذ 7 أكتوبر    رسمياً.. يوفنتوس يقيل تودور بعد أسوأ سلسلة نتائج منذ 2009    مشهد صادم على الطريق.. سائق ميكروباص يدخن "شيشة" وهو يقود في الإسكندرية    رئيس الوزراء يتابع مع محافظ بورسعيد عددًا من المشروعات الاستثمارية الجاري تنفيذها في المحافظة    مفتي الجمهورية: الجماعات المتطرفة توظف العاطفة الدينية للشباب لأغراضها الخاصة    أول صورة لضحية حادث تصادم سيارتين ملاكي وتريلا في قنا    «تعليم أسيوط» يعلن تلقى طلبات الراغبين في العمل بالحصة لمدة عشرة أيام    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة بعنوان «أخلاق التعامل مع السائح» بجامعة الغردقة    المشاط: الإحصاءات تُمثل ركيزة أساسية في صنع القرار ودعم مسيرة التنمية    شيخ الأزهر في القمة العالمية للسلام بروما: لا سلام بالشرق الأوسط دون إقامة الدولة الفلسطينية    هل ستتعرض القاهرة الكبري لأمطار خلال الساعات المقبلة ؟ الأرصاد تجيب    «الرقابة الصحية» تعقد الاجتماع الأول لإعداد معايير اعتماد مكاتب الصحة والحجر الصحي    أسعار اللحوم اليوم الاثنين في شمال سيناء    مدير معهد الآثار الألماني: نتطلع بفرح غامر إلى الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير    سيراميكا كليوباترا: نسعى للاستمرار على قمة الدوري.. وهدفنا المشاركة القارية الموسم القادم    «الداخلية» تكشف ملابسات فيديو الاعتداء على كلب في الدقهلية    غزل المحلة: الأهلى تواصل معنا لضم ثلاثى الفريق الأول.. ولكن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تطبيع الدقون سلفى .. إسرائيلى

شنت قوى سياسية هجومًا عنيفًا ضد حزب النور «السلفى» واتهمته بالتطبيع مع إسرائيل على خلفية التصريحات التى أدلى بها الدكتور يسرى حماد المتحدث الإعلامى باسم الحزب لإذاعة الجيش الإسرائيلى والتى أكد فيها حرص الحزب على الحفاظ على الاتفاقيات الدولية مع إسرائيل وكذلك ترحيبه بالسياح الإسرائيليين بالمجىء إلى مصر. وفى رد فعل سريع حاول الحزب غسل يديه من تصريحات حماد، فأصدر بياناً نشره على موقعه الإلكترونى، يقول فيه: إن عدم التفريط فى أى حق من الحقوق العربية هو ثابتة من ثوابت الحزب. ويضيف: «الحزب يرفض على نحو قاطع وكامل أى شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلى»، مشيراً إلى أن «ما يُتداوَل فى بعض الصحف لا يراد به إلا البلبلة والتشويه».
إضافة إلى بيان آخر للحزب، وزع على وسائل الإعلام، نفى فيه إجراءه اتصالات مع إسرائيل، ورأى أن الأمر برمته محاولة لإلصاق تهمة العمالة بالأحزاب الإسلامية. وقال: «فى خطوة لا تخلو من خبث صهيونى، سربت صحيفة هاآرتس خبراً مفاده أن السفير الإسرائيلى الجديد فى القاهرة يعقوب أميتاى تلقى توجيهات من مسئوليه بالعمل على إقامة اتصالات مع قادة الحركات الإسلامية، وهذه الاتصالات جرت سراً». وأضاف البيان: «إسرائيل بدأت تتفهم وتسلم بالواقع الجديد، وهو أن الإسلاميين سيكونون على قمة الهرم التشريعى فى مصر، وبالتالى فهى تريد استبدال لغة التهديد والوعيد بلغة الحوار، بينما جاء الرد السلفى: «لن نتقابل مع الإسرائيليين فى هذا الوقت أو بعد ذلك، ولن نجلس مع السفير الإسرائيلى».
تصريحات إسرائيلية
فى البداية انتشر العديد من التصريحات الإسرائيلية - المتضاربة - وخاصة بشان القوى السياسية الاسلامية وحوزها للعديد من المقاعد فى انتخابات مجلس الشعب، ولكنها جاءت محذرة من صعود «السلفيين، فيما توقع محللون تزايد عزلة إسرائيل. حيث أعرب السفير الإسرائيلى السابق فى القاهرة - إسحاق ليفانون - عن اعتقاده أن المصريين لن يتخلوا عن العلاقات مع إسرائيل فى ضوء ظهور نتائج أول انتخابات برلمانية بعد الثورة فى مصر، والتى حصد فيها الإخوان المسلمون نصيب الأسد. وقال ليفانون فى حديث لصحيفة معاريف الإسرائيلية، قبيل إنهاء مهام منصبه، «إن لدينا علاقات قوية مع القيادة المصرية، ولكننا نحافظ على اتصال عن بعد». وأضاف: «أصبحنا نرى مواقف متطرفة ضدنا بعدما أصبحت السلطة فى يد الشعب، ووسائل الإعلام تشجبنا وتغلق الأبواب فى وجوهنا، الناس هناك يكرهون إسرائيل، ولا أعتقد أننا تصرفنا بحكمة عندما تركنا الأحداث دون تدخل». وأعرب ليفانون عن إندهاشه من سرعة انهيار نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وقال: «كنا نعتقد أنه نظام متماسك ويسيطر بقوة على مقاليد الحكم.
وقال ليفانون فى تصريحات تالية للإذاعة الإسرائيلية أن هناك إدراكا عاليا فى مصر لأهمية إتفاقية السلام والعلاقات مع إسرائيل، وتنبغى متابعة ما يجرى هناك. وأكد أن السلفيين يشكلون الظاهرة الأبرز التى ينبغى أن تثير قلق إسرائيل أكثر من أى شىء آخر، ووصفهم بأنهم يشكلون حركة متطرفة ومن الصعب الحديث معهم.
على جانب آخر أكد «ليفانون» فى حوار لصحيفة «معاريف» أنه كان قد طلب من حكومته السماح له بالبدء فى إجراء محادثات مع مسئولين إسلاميين فى مصر، مشيرًا إلا أن تلك الأحزاب ستكون عنصرًا سياسيًا مهمًا فى المرحلة المقبلة. وأوضح السفير أنه خلافا لما كان يحدث فى الماضى لن يكون هناك حزب يفوز بنسبة 15٪ أو أكثر بالأصوات داخل البرلمان المصرى، واصفا البرلمان المقبل أنه سيكون «عصر التحالف السياسى فى مصر» واعتبر السفير أن الاختلاف فى مصر يكمن فى حصول الإخوان المسلمين على نسبة عالية من الأصوات فى البرلمان المصرى وأن الشباب العلمانى، والذى بدأ الثورة لن يكون له الدور المهم فى البرلمان.
كما كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن السفير الإسرائيلى الجديد فى القاهرة «يعقوب أميتاى» يحاول فتح قنوات اتصال مع قيادات التيارات الإسلامية فى مصر ومنهم ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسى رفيع تأكيده أنه يجب على السفير الإسرائيلى أن يجرى اتصالات مع جميع الكيانات ذات العلاقة فى مواقع السلطة فى مصر، والتحدث إلى كل من يوافق على التحدث معه حتى لو تم إجراء تلك الاتصالات بشكل عام.
فى حين نفى الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور السلفى فى جريدة الحزب صحة ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية حول وجود اتصالات بين قيادات سلفية وقادة إسرائيليين ضمن مساعٍ لفتح قنوات اتصال بين إسرائيل والإخوان المسلمين والسلفيين بمصر خاصة بعد استحواذ الإسلاميين على نسبة الأغلبية فى انتخابات المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية.
وقال عبدالغفور فى تصريحات صحفية: السؤال هنا هل الهدف هو التشكيك فى مصداقية الأحزاب الإسلامية ووصفها بالعمالة، أم يريدون فعلاً فتح حوار معهم ؟، أرى أن يتم رفض أى اتصال منهم إلا مع وزارة الخارجية المصرية.
تصريحات سلفية متضاربة
اعترف الدكتور يسرى حماد، المتحدث الإعلامى باسم حزب النور «السلفى» وبطل واقعة الحوار مع الإذاعة الإسرائيلية - بأنه أدلى بتصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، وأوضح فى مداخلة أجراها مع برنامج «الحياة اليوم»، أنه فوجئ بصحفى عراقى يتصل به، ويخبره بأنه يراسل الإذاعة الإسرائيلية، ووجه له عددًا من الأسئلة فأجاب عليها «حماد».
وردًا عن سؤال حول «هل كان سيقبل الحوار مع الصحفى إذا كان قد عرف نفسه بأنه صحفى إسرائيلى؟»، قال «حماد»: «مافيش مانع، وإحنا مش حاطين على نفسنا سياج مكتوب عليه ممنوع اللمس، إحنا سياسيين مصريين بنفهم مصلحة مصر ونحاور الجميع، ولنا رؤانا الشخصية بنعرضها على الجميع بما يحقق الشرع الحنيف الذى نلتزم به، وفى نفس الوقت بما يحقق مصلحة مصر وريادتها.
يسرى حماد، المتحدث باسم الحزب، قال فى تصريحات صحفية يوم الخميس إنه لم يكن يعلم بهوية الصحفى، وأكمل حديثه: «أخبرنى أنه صحفى عراقى. وعندما اكتشفت كذبه أثناء الحوار أغلقت الهاتف فى وجهه فوراً». وكان يسرى قبلها على مدار اليومين الماضيين قد صرّح فى عدد من الفضائيات المصرية بأنه أجرى الحوار مع «صحفى إسرائيلى»، ونفى فقط أن يكون قد أجرى اتصالاً مع مسئولين إسرائيليين.
واتصلت بحماد لمعرفة الحقيقة من على لسانه، فقال: النظام السابق كان يشوه صورتنا فى الخارج ليبقى فى السلطة، وكان يبعث رسالة مفادها أنه لا يوجد قوة شعبية فى مصر لها الغلبة والتواجد غير الحزب الوطنى، وأنها هى الضمان الوحيد لاستقرار ومناخ تأمين البلاد مما يعطى صورة سلبية لباقى الأحزاب الموجودة فى الشارع المصرى، بينما تتولى الأحزاب الليبرالية والعلمانية الآن هذه المهمة وهى التشويه المتعمد للسلفيين بعد أن إنكشف عنهم أنه ليس لديهم أجندات وطنية أو برامج حزبية إنما يعتمدون على كسب مواقف من الهجوم على غيرهم وكانوا ينتظرون أن نصرح ونقول إننا سنحارب إسرائيل، وندخل مصر فى مواجهة عسكرية معها حتى يكون لديهم مبرر ليقولوا إن السلفيين سيضيعون البلد، ولكنهم فوجئوا بأننا صرحنا بأن ديننا يأمرنا باحترام معاهدات السلام التى نلتزم بها وعندما صرحنا بالتزامنا بهذه المعاهدة كانت صاعقة بالنسبة لهم. وكل ذلك كانت بالونات اختبار لتكشف لنا سوء نواياهم. وعن سبب استهداف السلفيين بهذا التشويه فأجاب قائلا: إن الجميع غير مصدق لهذا الفوز السلفى فى الانتخابات البرلمانية، فرغم التشويه فى صورة الحزب خلال الفترة الماضية فقد حصل حزب النور على أكثر من 03٪ من الأصوات والكل يراهن أنه خلال 4 شهور سيأخذ الحزب مقاعد تصل إلى الثلث. وبالتالى هذا يمثل تهديدا للقوى السياسية القديمة التى فشلت نتائجها فى الصندوق الانتخابى».
وهل يخشون أن تكونوا القوة التالية بعد الاخوان المسلمين؟ أعتقد أننا حزب أول وليس ثانى لأننا لسنا مثل تحالف الإخوان الذى يضم العديد من القوى والتحالفات التى لدينا لا تتعدى وجودها ال01٪، بينما الأغلبية لحزب النور.
وأكد حماد أن مواقف حزب النور السلفى تنبع من رؤية شرعية، وهى رسالة تطمين للعالم الغربى قائلا: «نحن كحزب لا يهمنا فتح علاقات خارجية مع هذه الدول ولا يهمنا دعما خارجيا لا من أمريكا ولا إسرائيل. وحتى هذه اللحظة لم ولن تكون هناك مفاوضات مباشرة أو من تحت الطاولة مع الكيان الصهيونى، وعلى الرغم من أن القانون المصرى لا يسمح بأية حوارات مع الأحزاب إلا فى وجود ممثلين من الخارجية المصرية إلا أننى أتعجب من الزيارات الأمريكية الأخيرة لأحد الأحزاب دون وضع علامات استفهام عليها.
وعن حقيقة اتخاذ حزب النور لإجراء ضده بسبب تصريحاته، واحتمال فصله من الحزب، قال: كل هذا الكلام خاطئ، وشائعات كاذبة، ولم يحدث أن تمت مراجعتى فى أى تصريح قلته لأى جهة إعلامية إلى الآن، وبالطبع لم أفصل من الحزب، وأتحدث الآن بصفتى الرسمية كمتحدث رسمى لحزب النور السلفى.أما عن شعوره بالندم لإجراء هذه المكالمة فقال: أنا لست نادما.
السلفيون وجريمة التطبيع من واقع إخوانى
وعن ردود الفعل فى الحياة السياسية بعد حوار حماد قال الدكتور حمدى حسن القيادى بجماعة الإخوان المسلمين وزعيم الكتلة البرلمانية السابق، التصريحات التى أدلى بها المتحدث الإعلامى لحزب النور السلفى للإذاعة الإسرائيلية، تطبيعاً رسمياً مع الكيان الصهيونى فى وقت غير ملائم على الإطلاق، وواصفًا تعامل حزب النور مع إسرائيل بأنها «جريمة سياسية لا تغتفر»، ارتكبها السلفيون ليس فى حق الشعب الفلسطينى فقط، ولكن فى حق الشعب العربى كله. وأوضح القيادى بجماعة الإخوان المسلمين فى تصريحات خاصة لمجلة صباح الخير أن السلفيين دائما ما يسيرون على خطى الإخوان دون وعى أو تفكير وربما اعتقدوا أن جلوس الإخوان مع جون كيرى المرشح الأمريكى السابق للرئاسة هى نفس النقرة بالحوار مع الكيان الصهيونى والذى رفضت جماعة الإخوان أية مفاوضات أو حوارات معه لأنه كيان غاصب والتطبيع معه جريمة فى حق الشعب المصرى، فهذا خطأ قاتل من جانب السلفيين وخاصة بعد سلسلة التصريحات المتضاربة التى أدلى بها متحدثهم الرسمى فى محاولة لتصحيح الموقف وهى فى مجملها مجرد تفسيرات واهية والجميع يعلم أن السلفيين كانوا عملاء للنظام السابق، وكذلك عملاء لأمن الدولة، وأنهم قدموا تنازلات خطيرة أيام النظام السابق، وبعد أن سقط النظام فى مصر أصبحوا عملاء للفلول، متخذين مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وهذا ليس مبدأ إسلامياً على الإطلاق قائلا: «أذكر موقف السلفيين جيدا عندما كان الإسرائيليون يذبحون الفلسطينيين فيردون بأنهم ليس لهم فى السياسة». وأوضح حسن أنه يجب على السلفيين أن يخرجوا للاعتذار الرسمى للشعب المصرى كله على هذه الجريمة الكبيرة التى ارتكبوها، وكذلك التطبيع، قائلا: بعد أن خرجنا من شوكة تطبيع النظام السابق مع العدو الصهيونى يأتى الآن السلفيون ليرتكبوا جرماً جديداً من خلال التطبيع مع إسرائيل فلا يمكن أن يحدث ذلك، وهذا يبين سياسة الغرور التى يمارس بها حزب النور السياسة والمصير الذى تذهب إليه مصر عندما يتولى هؤلاء الحكم فليس لهم تواجد سياسى، أو غير سياسى وعندها سألته: كيف تقول ذلك وهم يحتلون المرتبة الثانية تقدما بعد الإخوان فى الانتخابات البرلمانية؟ فأجاب بأن أصداء الحرية عقب الانتخابات هى ما ستكشف حقيقتهم، فهم ليسوا أكثر من نباتات طفيلية تعيش على الهامش.
أحزاب نشأت بتوجيه أمريكى
أكد السفير أمين يسرى وعضو الحزب العربى الديمقراطى الناصرى سابقا أن الأحزاب السلفية ظهرت فجأة ولم تكن موجودة من قبل ولم نتعرف بعد على موقفها الحقيقى من هذه الأحداث، ومن المحزن أنه هناك 75 حزباً فى مصر ولا يعرف أحد أسماء هذه الأحزاب ولا أهدافها ومع ذلك يتكلمون عن الديمقراطية وعن الثورة وباسم الشعب المصرى وهناك العديد من علامات الاستفهام على تلك الأحزاب السلفية وخاصة الإخوانية وعلاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية وأعتقد أنه بعد الثورة قد جرت اتصالات بين هذه الأحزاب وأمريكا لتوثيق العلاقات بينهم وكل ذلك من أجل عيون إسرائيل وحفاظا على مصالحها كما أعتقد أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين لم ينشأ من أجل الشعب إنما نشأ هو الآخر بتوجيه أمريكى.
السلفيون ينتجون نظام مبارك ولكن بلحية
«زلة لسان تكشف عن النية الحقيقية» هكذا علق الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للأبحاث والدراسات فى القاهرة مضيفا أن السلفيين قدموا بالونة اختبار لمعرفة مدى تجاوب الرأى العام حول العلاقة مع الكيان الصهيونى ولكن لأنهم محدثو سياسة فقد انقلب عليهم الأمر، ولا شك أنهم يريدون تطبيعا مع إسرائيل لأن الصراع مع العدو الصهيونى ليس ضمن مخططاتهم رغم أنه من أحد مبادئ الإسلام التى يتشدقون بها والقضية الفلسطينية مثلها مثل قضية الكفر والإيمان هم الآن يريدون إعادة إنتاج نظام مبارك ولكن بلحية فمتحدثهم لم يخطئ كما صرحوا بعد ذلك فى بياناتهم الرسمية حتى بعد أن تراجع عن موقفه بأنه لم يكن يعلم أنه للإذاعة الإسرائيلية، فعذر أقبح من ذنب ولا أخشى شيئا سوى أن يحكم البلاد مثل هذه التيارات.
المعاهدة مع إسرائيل ليست شبهة
بينما يرى السفير رخا أحمد حسن عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن هناك عدة شكوك من جانب عدة أطراف إقليمية ودولية خاصة الولايات المتحدة والجانب الإسرائيلى حول عملية السلام وإمكانية استمرارها أم إلغائها وأعتقد أنه من الصعب على أى كتلة سياسية اتخاذ هذا القرار بشكل فردى وأعتقد أنهم يمهدون من الآن وخاصة بعد وجود كبير وملموس لهم فى البرلمان فهى رسائل تطمينية بالالتزام باتفاقية السلام والمواقف دائما ما تتغير فمثلا إسحق شامير الذى كان وزير خارجية إسرائيل ثم رئيس وزراء اعترض على اتفاقية السلام ما بين مصر وإسرائيل وعندما أصبح رئيس وزراء اعترف بها وعلى العموم فأى حزب سواء نور سلفى أو حرية وعدالة أو الكتلة المصرية لابد أن يعلن للعالم ذلك ليطمئن ويبين أن له القدرة على الممارسة السياسية وليست الدينية فقط، فالتعامل مع إسرائيل ليس شبهة ولكنها معاهدة منصوص عليها ولابد للطرفين من التزامها.
السلفيون يردون: لن نقبل أن يزايد علينا أحد
أوضح نادر بكار المتحدث باسم حزب النور السلفى أننا لم ولن نقابل سفير إسرائيل، وإذا عرض علينا أى اتصال الآن مع إسرائيل سنرفض تماما موضحا أنه إذا وصل حزب النور إلى الحكم لن يلغى اتفاقية كامب ديفيد، لكن ستتم مراجعة بعض البنود فيها التى يعترض عليها حزب النور وأضاف بأننا لن نقبل أن يزايد علينا أحد.
وفى بيان أخير للحزب ليحسم موقفه من معاهدة السلام والكيان الصهيونى، بعد تصاعد التساؤلات عن رؤيته لإسرائيل.
«أوضح الحزب، أنه سيطالب بتعديل اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل لقناعة الحزب بأنه لا يصح الإقدام على ما فيه ضررٌ لمصر وأبنائها، كما يرى خطورة أن تنقض الدولة اتفاقية دولية من جانب واحد وإن كانت قد أبرمت فى ظل نظام ديكتاتورى.
وأعلن أنه سيحترم هذه الاتفاقية مع السعى الدائم لتعديل بنودها الجائرة بجميع السبل المشروعة، فى الوقت ذاته أكد الحزب أنه يرفض التطبيع بجميع صوره وضد إقامة علاقات حزبية أو شعبية مع كيان يريد طمس الهوية العربية والإسلامية، فضلاً عن احتلاله لأرض فلسطين ومحاصرته لأبنائها ودعمه لنظام حسنى مبارك حتى آخر نفس عكس طموحات المصريين.
وقال حزب النور إنه لاحظ أن التساؤلات عن موقف الحزب من إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية فى وسائل الإعلام بدت وكأنها تبحث عن وضع «النور» فى أحد موقفين مرفوضين من الرأى العام، أولهما: إظهار الحزب فى موقف من سيورط مصر فى حروب خارجية لا قبل لبلدنا بها الآن، وثانيهما: ظهر خلال اليومين الماضيين وهو موقف مناقض للأول ويستهدف إظهار «النور» وكأنه قد خرج عن التوافق العام بمقاطعة جميع أشكال التطبيع والحوار مع الكيان الصهيونى أملاً - حسب بيان الحزب - فى تحجيم شعبية «النور» أو إيقاف تقدمه فى الانتخابات، وبصورة أعمق وأخطر إبراز المرجعية الإسلامية للحزب؛ وكأنها معوِّق عن القيام بدوره فى بناء مصر الحديثة.
ودعا «النور» المواطنين إلى العودة للبرنامج الانتخابى للحزب، والذى يضع قضية الدفاع عن هوية مصر الإسلامية فى صدارة برنامجه السياسى والتى من أبرز مظاهرها فى السياسة الخارجية تعميق الانتماء إلى العالم العربى والإسلامى والاهتمام بقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين.
وتابع البيان «نحسب أن موقفنا الداعى إلى تعديل معاهدة السلام دون نقضها لا يتعارض مطلقا مع واجبات مصر تجاه الأمة العربية والإسلامية والتى تحتم عليها أن تدافع عن حقوق الشعوب العربية والإسلامية، خاصة إخواننا فى فلسطين والتى تلزمنا بالسعى إلى نصرتهم واسترداد جميع حقوقهم». وأنهى الحزب بيانه بالتنبيه إلى وقوفه ضد محاولات التطبيع والحوار بجميع صوره وضد إقامة علاقات حزبية أو شعبية مع الكيان الصهيونى، واستطرد البيان «هذا هو موقف الحزب والذى يلتزم به جميع أعضائه وقيادته».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.