كتبت : نهلة القرش ... وصلتنى رسالة على الإيميل فيها دعوة للنزول فى مظاهرات يوم 25 يناير 2011، وفضلت أفكر يا ترى أنزل ولّا هتخلص على مفيش زى كل مرة، وقررت فى الآخر أنزل، أول وقفة كانت عند دار القضاء وكان الحماس مالينى بطريقة غريبة، وفات يوم واتنين كنت بنام عالرصيف أنا وناس كتير جايين يطالبوا بحقوقهم وحقوق البلد دى ( عيش .. حرية .. كرامة إنسانية)، وجاء اليوم الحاسم.. يوم 28 بقينا مليون وأكتر جوه ميدان صغير، يومها المطالب اتغيرت، لأن ده أول يوم نقول فيه الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعار اللى لحد دلوقتى محدش يعرف هو مين أول واحد قاله، نفسى أطمن أمى علي لكن موبايلى مفيهوش شبكة والنت كمان مقطوع، فكرت أسيب الميدان وأروح أطمنهم عليا وأرجع تانى بس مش عارف أخرج، صوت الرصاص ودخان قنابل الغاز فى كل مكان، وفجأة حسيت بشئ اخترق جسمى، ووقعت على الأرض، سحلونى على طول الطريق، وخدوا بطاقتى وبعدين رمونى فى زاوية فى الطريق ومشيوا، وبعد فترة حضر مجموعة من الشباب اللى كانوا فى الميدان حطونى فى عربية إسعاف ومنها للمشرحة وبعدين تلاجة الموتى اللى فضلت فيها أيام كتير مستنى أهلى ييجوا ياخدونى، أنا شفت بعينى اللى قتلنى واللى خلانى فى المشرحة مجهول، وأمى عمالة فى الشوارع تدور على، وأخيرا الشعب أسقط النظام، وتوالت المحاكمات، وجاء الدور على اللى قتلنى، ونطق القاضى بالحكم: «براءة لعدم كفاية الأدلة»!! «أنا ياسيادة القاضى الشهيد اللى بينادى، أنا اللى عمرى انتهى فدا لبلادى، أنا مش لوحدى، أنا فى كتير زيى، أنا مايدفعش فيا دية، أنا شهيد ثورة حرة أبية، وحقى راجع طول ما فيه البلد ثورجية. على فكرة دى قضية شهيد مجهول، ولكنه مش مجهول هوية.. ده مجهول قضية.