مازال الإعلام الفضائى يشعل النار فى مصر، خاصة الإعلام الرياضى الذى يعمل وفق أجندات خاصة ومصالح شخصية وأصبح لها دور كبير فى اشتعال الوضع حاليا، حيث حوّل مقدمو هذه القنوات الفضائيات إلى «قعدة فسحة» ونوع من الردح الفضائى على الهواء مباشرة والذى أفقد القنوات مصداقيتها لما تبثه من أخبار كاذبة وألفاظ سيئة، فضلاً عن المداخلات الساذجة التى تمجد هؤلاء الإعلاميين، الذين يستهدفون بعضهم بعضاً بعيداً عن هدف الرسالة الإعلامية ومحاولة إصلاح الرياضة. لم تنته مظاهر الفتنة فى القنوات الفضائية الرياضية عند هذا الحد، بل تعدت إلى التلفظ بألفاظ خارجة على السلوك العام رغم تقديم هؤلاء المتلفظين نصائح لمقدمى البرامج باختيار الضيوف الذين هم أيضاً يتلفظون بألفاظ نابية. من جانبها، اتهمت الجماهير الواعية من الشعب المصرى قنوات الردح الرياضى الخاصة بأنها السبب الرئيسى فى إشعال الفتنة بين الأندية والجماهير بعد الهجوم الذى تعرض له معظم الإعلاميين فى جميع المجالات، خاصة الرياضية عن طريق المداخلات الهاتفية فى تلك البرامج فى الفضائيات. ولم يقتصر البث والتهييج وإشعال البلد على ذلك، بل احترفت القنوات الفضائية الرياضية دوراً ليس دورها، حيث إن القنوات الرياضية ومن يعمل بها من كادر يعمل فى المجال الرياضى فقط معنيون ببث المباريات والتحليل واستضافة نجوم الدائرة المستديرة، بل تخطت ذلك إلى مناقشة الأحداث السياسية التى ليس لها علاقة بهذه القنوات. أعضاء مجلس الشعب أشاروا بأصابع الاتهام إلى القنوات الفضائية الخاصة لضلوعها فى الفتنة التى تحدث بين كل الأطراف وأنها كانت محرضة على جميع الأحداث خاصة المجزرة الأخيرة فى بورسعيد. «أكتوبر» تفتح ملف القنوات الرياضية التى تشعل الرأى العام. وفى هذا السياق أكدت د. ماجى الحلوانى عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا أن الإعلام اهتم بتحقيق مصالحه الشخصية، فضلاً عن اهتمامه بتحقيق مصالح سياسية، حيث خلق حالة من الإلهاء بدلاً من مناقشة القضايا الجادة والخطيرة وتعظيم ثقافة الفوز وتحويل النقاش العام إلى نقاش حول إحراز هدف هنا أو هناك، وذلك لخدمة أهداف التوريث، كما حدث فى مباراة مصر والجزائر، مما أدى إلى شحن الشارع المصرى ضد الجزائر ونسيان ما يحدث فى مصر. وانتقدت د. ماجى السلوكيات التى اعتادها الإعلام الرياضى فى أن ينقل اللاعب من ثقافة الملعب إلى ثقافة السياسة وطالبت الإعلام الرياضى بأن يعيد ترتيب أولوياته وتشريعاته ولوائحه لتنظيم وتقنين الأداء الإعلامى لتحمّل مسئولية ما يقدمه وضرورة وجود ميثاق شرف إعلامى رياضى وتفعيل ميثاق الشرف الموجود والتمسك بإبعاد السياسة عن الرياضة، وكذلك تفعيل الاهتمام بالألعاب الرياضية الأخرى غير كرة القدم، فضلاً عن إبراز المواقف الرياضية التى تؤكد على رفع الروح الرياضية بين الجمهور، وذلك من خلال مواقف رموز الرياضة والاهتمام بوجود ب?امج تتواصل مع الجمهور مباشرة وتعمل على توعيته. وأنهت د. ماجى كلامها بضرورة التحقيق مع الإعلاميين الرياضيين الذين كان لهم نصيب كبير فى إشعال الأحداث أثناء المباراة. وأوضح د. فاروق أبو زيد عميد كلية الإعلام أن الإعلام لم ينتبه إلى أنه يشعل نار الفتنة لعدم قيامه بواجبه فى عدم اشتعال الفتنة. وطالب أبو زيد بضرورة مراجعة المراسلين الذين يعملون فى القنوات الفضائية الرياضية لعدم قدرتهم على التعامل مع الأحداث الكبرى مما يتسبب فى إشاعة الفوضى والذعر بين أفراد المجتمع لأنهم يقولون رأيهم ولا ينقلون الحقيقة كما هى. وأضاف أن أغلب العاملين بالإعلام الرياضى يسهمون فى نقل الأحداث من وجهة نظرهم الشخصية بعيداً عن الواقع الحقيقى للأحداث وعدم مراعاة المعلومات التى يقولها للمشاهدين، فضلاً عن عدم مراعاتهم الحالة النفسية مع من يتحدث معهم. وأشار أبو زيد أن بعض مقدمى البرامج الرياضية أسهموا فى اشتعال الأحداث يوم المباراة المؤسفة بصورة أكبر مما أثار الذعر بين المواطنين وأهالى الشهداء والمفقودين بعد أن بكى معظم هؤلاء الإعلاميين وضيوفهم بحرقة أمام الشاشات مما أسهم فى إثارة الجمهور أكثر. من جانبها طالبت د. كوثر الموجى - كلية التربية الرياضية جامعة حلوان - بعمل ميثاق شرف أخلاقى يحد من إثارة الفتن بين الجماهير ومما يطلق على القنوات الفضائية خاصة الرياضية منها باعتبارها أكثر القنوات مشاهدة. وأضافت د. كوثر أن القنوات الرياضية تحولت إلى تصفية حسابات شخصية ومصالح يحكمها البيزنس حيث بعدت كل البعد عن المنافسة الشريفة. وأوضحت كوثر أن كثافة البرامج الرياضية فى الإعلام الرياضى تحسب لها لا عليها فيجب عليها استقدام خبراء متخصصين يعلمون جيداً كيفية تقديم الرسالة الإعلامية بأسلوب متخصص بجانب أن تكون هذه الشخصيات لها تأثير على الشباب. واقترحت د. كوثر الموجى فكرة تتمنى أن تناقش من قبل كليات الإعلام والتربية الرياضية والتنسيق بينهما، حيث تتبنى الموجى فكرة إنشاء قسم فى كليات الإعلام أو التربية الرياضية فى جامعة حلوان يحصل الخريجون فيها على رخصة العمل فى الإعلام الرياضى، حيث يمنع أى شخص لا يحصل على هذه الرخصة من العمل فى هذا المجال.