شهدت الملاعب المصرية فى السنوات الأخيرة تحولا مثيرا فى أسلوب التشجيع وصل إلى حد التخريب حتى أصبحت ظاهرة خطيرة على الرياضة المصرية بصفة عامة والكرة بصفة خاصة. مجدى عبد الغنى الخبراء يرون أن هذا التحول سببه ظهور فئة جديدة من المشجعين أطلق عليها الألتراس، بينما يؤكد آخرون منهم أن سبب هذا التحول يعود إلى حالة الانفجار التى يعيشها الشعب المصرى منذ سنوات لتزايد ضغوط الحياة والمعيشة والاقتصاد والسياسة والبطالة وغيرها من الأسباب. بينما أرجعت جبهة ثالثة هذا التحول إلى تغير أسلوب تناول الأحداث الرياضية فى البرامج الرياضية فى الإذاعة والتليفزيون، وبصفة خاصة فى القنوات الرياضية الفضائية التى أشعلت درجة الغضب لدى الجمهور المصرى بسبب أسلوب الإثارة التى تعتمد عليه، بالإضافة إلى تضارب لعبة المصالح والانتماءات. والغريب أن التحول الذى شهدته الملاعب المصرية من شغب جماهيرى بسبب ما تتناوله الفضائيات المصرية مما يلقى باللوم على مقدمى البرامج الرياضية فى الفضائيات، خاصة بعد أن انتقل الصراع إلى داخل الاستديوهات بين مقدمى البرامج بشكل أثار استياء الجماهير والرأى العام والإعلام أيضا، خاصة أنه لا يعكس حقيقة أخلاق الشعب المصرى وإنما يشعل صراعات لأهداف خاصة فقط. والأسئلة المطروحة هى ما أسباب هذه الصراعات التى تتفجر بين الحين والآخر بين مقدمى البرامج الرياضية فى الفضائيات المصرية؟! وهل ترجع لأسباب مالية أم للصراع بين الأهلاوية والزمالك؟ أم لتحقيق أعلي نسبة مشاهدة بين المتفرجين؟ أم لغياب ميثاق الشرف الإعلامى؟! وأسئلة أخرى كثيرة فرضت نفسها فى الشارع الرياضى. مجدى عبدالغنى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ومقدم البرامج الرياضية فى قناة مودرن الفضائية يؤكد أنه نظم حلقتين حول ميثاق الشرف الإعلامى بعد تصاعد الأزمات بين مقدمى البرامج الرياضية فى القنوات الفضائية والتى كان طرفا فيها واكتشف أنه لا يوجد قانون ينظم العلاقة بين الإعلاميين ولا توجد نقابة ترعاهم والمفروض إنشاء نقابة للإعلاميين لمحاسبة كل من يخرج عن النص. مدحت شلبى عن أسباب هذا التوتر أضاف مجدى: تصاعد الأزمات بين مقدمى البرامج الرياضية فى القنوات الفضائية المصرية يرجع للمصالح الشخصية فكل مقدم برنامج يظهر على الشاشة يتحكم فى كل شىء، وللأسف أننى انجرفت فى التيار رغما عنى بعد أن تم توجيه الإساءة لى فى أحد البرامج الفضائية وأنا عندى أولاد، وقد أساءهم ما سمعوا وشاهدوا عنى، وكان لابد أن أرد الإهانة لمن أساء لى ولأولادى وبإهانة مؤلمة، رغم أننى أرى هذا الأسلوب خطأ ولا يصح ولكن للأسف البعض يتصور أنه حينما يظهر أمام جمهوره فيجب أن يظهر وكأنه صاحب سلطة. للأسف - والكلام مازال لمجدى - أن إعلام الردح والإثارة والتسخين فى القنوات الفضائية بدأ منذ سبع سنوات، وفى البداية حقق البعض نجومية وانتشارا كبيرين فحاول البعض الآخر اتباع نفس المنهج، وكلما زاد عدد المشاهدين تزيد الإثارة والتسخين، ولا شك أن هناك نسبة مشاهدة للبرامج الموضوعية وأخرى للردح، والحقيقة أن البرامج الموضوعية تحتاج إلى اجتهاد وقراءة وثقافة أما منطق الإثارة فهو سهل ولا يحتاج لمجهود وللأسف البعض يسىء استخدام الحرية التى اتسع سقفها حاليا. أما مدحت شلبى مقدم البرامج الرياضية فى قناة مودرن سبورت الفضائية فقال: أحيانا لا يتحمل طرف ما النقد فى موضوع مطروح فيكون الرد بنبرة تجريح لتتصاعد الأمور حتى تعلن الحرب حتى يتدخل أولاد الحلال لتهدئة الأمور وليس هذا لمصلحة مقدم البرنامج أو المشاهدين، وللأسف مهنة مقدم برامج رياضية أصبح سهلا لأنه لا توجد ضوابط ولا يدخل أحد دورات تدريبية وحينما دخلت مجال الإعلام بدأت بالانضمام لمعهد التليفزيون أولا لمدة ستة شهور وتعلمت ما يجب أن يثار ومتى أتكلم ومتى يجب أن ألتزم الصمت فقد تأهلت لهذا العمل حتى أصل لدرجة الخطاب الإعلامى لأن هذه الخطوة فى غاية الخطورة وتحتاج إلى تقنين ورقابة شديدة، خاصة أن الإعلام أخطر وسيلة فى مخاطبة الرأى العام. أضاف مدحت: الآن للأسف نرى أى لاعب كرة من الممكن أن يعمل فى هذا المجال وبدون تدريب أو تأهيل، ولكن على أية حال فالعملة الجيدة تطرد العملة الرديئة والشركات الإعلانية بدأت تفهم أن الناس قد تنجذب بعض الوقت لمفتعلى ومثيرى المشاكل ولكن لا تنجذب طوال الوقت لهذا الأسلوب الذى يشوه الإعلام ويسىء إليه وأن القوة الحقيقة تكمن فى تناول القضايا بموضوعية بعيدا عن الانتماءات والمصالح. فهمى عمر ويفسر الإعلامى الكبير فهمى عمر ما يحدث بين مقدمى البرامج الرياضية فى القنوات الفضائية بأنه نوع من العبث والخروج عن مواثيق الشرف الإعلامية التى يجب أن تسود بين مقدمى البرامج على هذه القنوات، ويرجع ذلك إلى أن أياً منهم ليست له دراية بما يجب أن يكون عليه الإعلامى الحق الذى يقدر المسئولية ويعمل حسابا لسقف معين يجب ألا يتجاوزه، وهذا التراشق بين مقدمى هذه البرامج له مردود سلبى على الحراك الرياضى فى مصر، خاصة كرة القدم التى يعشقها الجميع. إن ما يدور فى الملاعب من مشاحنات وأعمال شغب - والكلام لعمر - سببه الرئيسى أن القائمين على الفضائيات الرياضية وهم لا يضعون الأمور فى نصابها الصحيح، ويتحدثون وكأن هذه الفضائيات ملكهم الخاص وكرة القدم هى شأنهم وحدهم ولهذا لا يلتزمون بالموضوعية والحيادية ويساهمون بالتالى فى تأجيج التعصب. ينقلنا وليد عبدالعزيز معد بالنيل الرياضية إلى نقطة أخرى وهى ضرورة التزام مقدم البرامج بما هو مكتوب فى الاسكريبت الذى يكتبه المعد وتقديم مستندات وأدلة تخص أى قضية مطروحة، أما إذا تجاوز المقدم عما هو مكتوب لمناقشتها فتتم محاسبته عليه وإذا كان الكلام مكتوبا فنحاسب عليه سويا لأنه يجب أن يراجع المعد فيما هو مكتوب، أما إذا كان المقدم نجما كبيرا فإن السيطرة عليه غائبة. ويتهم وليد رؤساء القنوات الفضائية الذين يتعاقدون مع نجوما من أجل هدف واحد وهو جلب الإعلان أما تليفزيون الدولة فهو بعيد عن هذا الإطار لوجود ضوابط ومعايير يلتزم الجميع بها. وإذا كان من حقنا كشف الأخطاء فيجب أن يكون بمستندات رسمية وبأصول مهنية وفى التليفزيون المصرى وهذا ليس دفاعا عنه فإن أي مقدم برنامج أو معد أو مذيع قبل أن يعمل فى أى برنامج يحصل على دورات تأهيلية ولكن فى القنوات الفضائية لا توجد عندهم هذه القواعد ومن هنا يأتى الخلل والخروج عن النص والذى يؤدى فى النهاية إلى اشتعال معارك بعيدة تماما عن الروح الرياضية