علماؤنا وخبراؤنا مشغولون بالبحث عن مشروع قومى للتنمية لحل مشاكل البطالة، فى حين أن المشروع أمامهم وهو قديم قدم التاريخ ألا وهو سيناء أرض الفيروز ومهد الديانات السماوية، فلماذا لا تكون سيناء هى المشروع القومى للتنمية والنهضة لإعادة توزيع وتوطين السكان بصحراء مصر وربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وجعلها امتداداً طبيعياً للوادى؟ فمنذ أن عادت سيناء لحضن أرض الكنانة وكثر الكلام عن مشروعات وخطط التنمية فيها، ولكن كلها كانت على الورق وليست على أرض الواقع.. ولأن النوايا أيضا لم تكن صادقة بالفعل لتعمير سيناء وتنميتها تنمية حقيقية ولكنها كانت لخدمة أغراض أخرى لذلك تعطلت كل مشاريع التنمية حتى الخاصة منها. لقد شاركنا هموم أهالى سيناء شمالها وجنوبها وتطرقنا للمشاكل والآمال والأحلام والمعاناة، فأهالى سيناء كانوا واضعين اليد والقلب والروح لأرض سيناء من أجل النهضة والتنمية والتعمير. لكن ما حدث مؤخراً من حادثة اختطاف بعض السائحين فى سيناء البعض يقول إنهم عادوا! نعم عادوا بالفعل سالمين، ولكن أكان من الضرورى أن يحدث هذا حتى تنتبه الحكومة لهذه الأرض العزيزة، وبالفعل تم اللقاء المنتظر منذ أن قامت ثورة 25 يناير وتم عقد لقاء موسع مع شيوخ قبائل سيناء لإيجاد حلول لجميع المشاكل المتعلقة لجميع النواحى الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وجلس شيوخ وشباب سيناء على طاولة المفاوضات مع د. كمال الجنزورى رئيس مجلس الوزراء وبعض الوزراء المعنيين بخطط التنمية لوضع خطط أمنية وتنموية لتنمية سيناء وتعميرها، فبشرى لأهالى سيناء الحبيبة فأول الغيث قطرة ويحق للذين ضحوا بأرواحهم أن يهنأوا بها وهم فى جنة الخلد بعد أن سالت دماؤهم على أرض هذه البقعة العزيزة فى سبيل تحريرها، فسيناء الدرع الحصين لأرض الكنانة على مر العصور والآن نهنئ أنفسنا جميعا بعودة أرض الفيروز إلى أصحابها بعد أن عانت كثيراً من النظام السابق وأعوانه من تخليهم عن سيناء وتنميتها.. بل إهمالها حتى اشتكى ترابها وارتفعت صيحات رمالها قبل سكانها.. بل كان يسمع بالفعل آهات شهدائها ليسألوا أين نتاج ما بذلوه من تضحيات وفداء للأرواح، ولكن انتصر الحق وخاب ظن كل جبار عنيد وها قد بدأ طريق التنمية الحقيقية ويتطلع الآن كل قلوب المصريين لسيناء الحبيبة، فلن تعودى مرة أخرى لطى النسيان، أبدا ما حيينا أنت التاريخ.. وأنت الحاضر.. وأنت الأمل والمستقبل ولن يخذلك أحد بعد الآن على أرض الكنانة. لأنك ستكونين سلة للخضراوات والفاكهة والقمح لنا ولأولانا. فأنا أرى نور التنمية والنهضة يرسل شعاعاً ولن نسمع بعد الآن شكاوى من أهلك من قلة مياه أو إهمال لأن النوايا صادقة لتعودى لحضن أمك مصر ترعاك كل الأيادى المخلصة فإلى كل تضحية غالية وكل روح زهقت ودماء سالت على أرضك لتهنأ الآن، فعشتِ دائما يا سيناء بمصر ولمصر فخراً ونهضة وأملا ودرعا أمينا للوطن. حماك الله يا أرض الفيروز بأرض الكنانة ورجالها الشرفاء.
